الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَتَابَعَهُ عَمْرُو بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ.
(وقال هشام) بن عَمَّار، وصلَه الإِسْمَاعِيْلي، وأبو نُعيم في "مستَخرَجهما"، وفي التَّرجمة بباب (1).
(وتابعه عمرو) وصلَه "مسلم".
(هجمت)؛ أي: غارتْ ودخلت في موضعها، مِن قولك: هجَمتُ على القَوم: دخلْتُ عليهم.
(نَفِهت) بفتح النُّون، وكسر الفاء، أي: كلَّتْ وأَعيَتْ.
(حقًّا) يُروى: (حَقٌّ) بالرفع على أن اسم (أنَّ) ضمير الشأْن.
* * *
21 - بابُ فَضْلِ مَنْ تَعَارَّ مِنَ اللَّيلِ فَصَلَّى
(باب فضل من تَعَارَّ باللَّيل)
بتشديد راء (تَعارَّ)، وهو الانتباه معه صوتٌ باستغفارٍ أو تسبيحٍ أو غيره، مِن عِرار الظَّلِيْم، وهو صَوته، وذلك حكْمة العُدول عن التعيير بالانتباه، فإنَّ مَن هبَّ من نومه ذاكرًا الله تعالى مع الهُبوب وسألَه خيرًا أعطاه، وإنما يكون ذلك لمن تعوَّدَ الذِّكْر، واستأنسَ به وغلَب عليه حتى صارَ حديث نفْسِه في نومه ويقَظته، كما في: {يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ
(1) كذا في الأصل و "ف" وفي "ب": "بيا".
سُجَّدًا} [الإسراء: 107]، أي: يسقُطون سُقوطًا يُسمع منه خَريرهم، قالوا: وأصل التَّعارِّ: السَّهَر والتَّقلُّب على الفِراش.
* * *
1154 -
حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ الْفَضْلِ، أَخْبَرَنَا الْوَليدُ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُمَيْرُ بْنُ هَانِئٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي جُنَادَةُ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ، حَدَّثَنِي عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"مَنْ تَعَارَّ مِنَ اللَّيْلِ فَقَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا الله وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، الْحَمْدُ لِلَّهِ، وَسُبْحَانَ اللهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أكبَرُ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ، ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي، أَوْ دَعَا اسْتُجيبَ، فَإِنْ تَوَضَّأَ وَصَلَّى قُبِلَتْ صلَاتُهُ".
1155 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ يُونسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَخْبَرَني الْهَيْثَمُ بْنُ أَبِي سِنَانٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه وَهُوَ يَقْصُصُ في قَصَصِهِ، وَهُوَ يَذْكُرُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ أَخًا لَكُمْ لَا يَقُولُ الرَّفَثَ، يَعْنِي بِذَلِكَ عَبْدَ اللهِ بْنَ رَوَاحَةَ:
وَفِينَا رَسُولُ اللهِ يَتْلُو كِتَابَهُ
…
إِذَا انْشَقَّ مَعْرُوفٌ مِنَ الْفَجْرِ
أَرَانَا الْهُدَى بَعْدَ الْعَمَى فَقُلُوبُنَا
…
بِهِ مُوقِنَاتٌ أَنَّ مَا قَالَ وَاقِعُ
يَبِيتُ يُجَافِي جَنْبَهُ عَنْ فِرَاشِهِ
…
إِذَا اسْتَثْقَلَتْ بِالْمُشْرِكِينَ
تَابَعَهُ عُقَيْلٌ، وَقَالَ الزُّبَيْدِيُّ، أَخْبَرَني الزُّهْرِيُّ، عَنْ سَعِيدٍ، وَالأَعْرَج، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه.
الحديث الأول، والثاني:
(قُبلت)؛ أي: صلاته كما هو مُصرَّحٌ به في بعض النُّسخ.
(قصصه) بكسر القاف، وفتحها، أي: جملة قَصَصه، وهو متعلق بقوله:(سَمع).
(إن أخًا) متعلِّقٌ بـ (سمع) أيضًا، أو بـ (يقصُّ).
(الرفث)؛ أي: الباطِل من القَول والفُحش.
(ساطع)؛ أي: مرتفعٌ ظاهرٌ، و (من الفجر) بيانٌ للمعروف السَّاطع.
(العمى) استعارةٌ للضلالة.
(يجافي) يَرفَع.
(تابعه عُقيل) بضمِّ المهملَة، وصلَ هذه المُتابعة الطَّبَرانيُّ في "المعجم الكبير" في مسند ابن رَوَاحة.
(وقال الزُّبَيدي) بضمِّ الزاي، وفتح الموحَّدة، وصلَه البخاري في "تاريخه الصغير".
* * *
1156 -
حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زيدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابن عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: رَأَيتُ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم كَأَنَّ بِيَدِي قِطْعَةَ إِسْتَبْرَقٍ، فَكَأَنِّي لَا أُرِيدُ مَكَانًا مِنَ الْجَنَّةِ إِلَّا طَارَتْ إِلَيْهِ، وَرَأَيْتُ كَأَنَّ اثْنَيْنِ أَتيَانِي أَرَادا أَنْ يَذْهَبَا بِي إِلَى النَّارِ، فتلَقَّاهُمَا مَلَكٌ فَقَالَ: لَمْ تُرع، خَلِّيَا عَنْهُ.
(إستبرق) بقطع الهمزة: دِيْباجٌ غَليظ، وهو فارسيٌّ معرَّب.
(اثنين) في بعضها: (آتيين)، تثنية آتٍ، اسم فاعل من الإتيان.
(يذهبان) من الإذهاب، والنون للوقاية، وفي بعضها:(يَذهَبا بي)، ثلاثيٌّ وبموحَّدةٍ جارَّةٍ للياء، والفَرْق أن في هذا مصاحَبةً.
(تُرعَ) مبنيٌّ للمفعول، وسبق الحديث في (باب فضل قيام اللَّيل).
(رؤياي) اسم جنْسٍ مضافٌ لياء المتكلِّم، وفي بعضها:(رؤيا) بالتَّثنية مُدغَمًا، وهو مفهوم من تَكرار رأَيتُ.
* * *
1157 -
فَقَصَّتْ حَفْصَةُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِحْدَى رُؤْيَايَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"نِعْمَ الرَّجُلُ عَبْدُ اللهِ لَوْ كَانَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ"، فَكَانَ عَبْدُ اللهِ رضي الله عنه يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ.
1158 -
وَكَانُوا لَا يَزَالُونَ يَقُصُّونَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم الرُّؤْيَا أَنَّهَا في