الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(باب: الأَذان)، والصلاة أفضَل من الأَذان، وسيأتي في (مناقب عُمر) في النِّسوة اللاتي سَمعْنَ صوته، فابتدَرْنَ الحِجاب، وقال لهنَّ: يا عَدوَّات أَنفُسِهنَّ، أتهبْنَني ولا تَهبْن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، فقُلْنَ: نعَمْ، أنتَ أَفَظُّ وأَغْلَظُ.
أو أنَّ المُراد بفِرار الشَّيطان منه ليس حقيقةً، بل بيان قُوَّة عُمر وصلابتِه على قَهْر الشَّيطان.
وهذا الحديث فيه أنَّه صلى الله عليه وسلم طرَدَه وقهرَه غايةَ الإمكان، ووقَع في رواية كَرِيْمَة:(ورَواهُ النَّضْر بن شُمَيْل، عن شُعبة: فذَعتُه بالذَّال المُعجَمة)
وصلَه "مسلم" من طَريق النَّضْر بن شُمَيْل بدُون هذه الزِّيادة، وهي في "غَرِيْب الحديث" للنَّضْر.
(سارية)؛ أي: أُسطُوانة.
(خاسئًا)؛ أي: مَطرُودًا مُتحيِّرًا، على أن فِعْل هذا وإنْ كان لا يَقتضي عدَم اختصاص سُليمان عليه السلام بملكٍ لا يَنبغي لأحدٍ، أي: مَجموعه من تَسخير الرِّيح والطَّير والوَحْش ونحوه، لكن قصَد الاحتراز عن التَّشريك في جنْس ذلك المُلك.
* * *
11 - بابٌ إِذَا انفَلَتَتِ الدَّابَّةُ في الصَّلاةِ
وَقَالَ قَتَادَةُ: إِنْ أُخِذَ ثَوْبُهُ يَتْبَعُ السَّارِقَ وَيَدَعُ الصَّلَاةَ.
(باب: إِذا انفلَتَت الدَّابَّة في الصَّلاة)
(يتبع)؛ أي: المُصلِّي، وهو بضمِّ العين وكسرها.
* * *
1211 -
حَدَّثَنَا آدَمُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا الأَزْرَقُ بْنُ قَيْسٍ، قَالَ: كُنَّا بِالأَهْوَازِ نُقَاتِلُ الْحَرُورِّيةَ، فَبَيْنَا أَنَا عَلَى جُرُفِ نهرٍ إِذَا رَجُلٌ يُصَلِّي، وَإِذَا لِجَامُ دَابَّتِهِ بِيَدِهِ، فَجَعَلَتِ الدَّابَّةُ تُنَازِعُهُ، وَجَعَلَ يَتْبَعُهَا، قَالَ شُعْبَةُ -هُوَ أَبُو بَرْزَةَ الأَسْلَمِيُّ- فَجَعَلَ رَجُلٌ مِنَ الْخَوَارِجِ يَقُولُ: اللَّهُمَّ افْعَلْ بِهَذَا الشَّيْخ، فَلَمَّا انْصَرَفَ الشَّيْخُ قَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ قَوْلَكُمْ، وَإِنِّي غَزَوْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ستَّ غَزَوَاتٍ أَوْ سَبع عَزَوَاتٍ وَثَمَان، وَشَهِدْتُ تَيْسِيرَهُ، وإِنِّي إنْ كُنْتُ أَنْ أُرَاجِعَ مَعَ دَابَّتيِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَدَعَهَا تَرْجِعُ إِلَى مَأْلَفِهَا فَيَشُقَّ عَلَيَّ.
الحديث الأول:
(الأزرق) بفتح الهمزة، وسُكون الزَّاي.
(بالأهواز) بهمزةٍ مفتوحةٍ، وهاءٍ ساكنةٍ، وزاي: أرضُ خُوْزستَان.
(الحرورية) بفتح المُهملة، وضمِّ الرَّاء الأُولى المُخفَّفة: نسبةٌ إلى حَرُورَاء قريةٍ، تُمدُّ وتُقصَر، كان أوَّل اجتماع الخَوارج بها وتحكيمهم فيها.
(جرف) بضمِّ الجيم والرَّاء، وسكونها: كلُّ ما أَكَلَه السَّيْل، ويُروى بحاءٍ مهملةٍ، وراءٍ ساكنةٍ، أي: جانِب.
(إذا رجل) في بعضها: (إذْ جاءَ رجلٌ).
(الخوارج) جمع خَارِجَة، أي: فِرْقةٌ خارجةٌ على الإمام.
(أفعل بهذا)؛ أي: دعا عليه.
(ثماني) فيه ثلاث رواياتٍ:
هذه: بياءٍ مفتوحةٍ بلا تنوينٍ، قال ابن مالك في "شرح التَّسهيل": كذا ضَبطَه الحُفَّاظ في كتاب البخاري، والأصل: ثمانيَ غَزَواتٍ، فحُذف المضاف إليه وأُبقِي المضاف على هيئته قبل الحَذْف.
الثانية: (ثمانيًا)، بالتَّنوين، وهي واضحةٌ.
الثالثة: (ثمانَ) بلا ياءٍ، بل تُفتح النون على قَصْد الإضافة.
(تيسيره)؛ أي: تَسهيله على النَّاس، قال (ط): فلم يَفعل أبو بُرْدَة ذلك إلا بمشاهدةٍ من النبي صلى الله عليه وسلم، وفي بعضها:(سَيْرَه)، أي: سفَره، وفي بعضها:(سِيَرَه) جمع سِيْرة.
(وإني) بكسر الهمزة، عطفٌ على (إنَّ) السابقة.
(أن كنت) بالفتح: مصدريةٌ بتقدير اللام، أي: لكَوني.
(أرجع) في بعضها: (أُراجِع)، وفي بعضها:(أَنْ أَرجِع)، بزيادة (أنْ) في خبر (كان)، ويجوز أنَّ المصدر المؤَوَّل من (أنْ) و (كانَ) في
محلِّ نصبٍ بدلًا من اسم (إنَّ) في: (إني)؛ أي: أنَّ كَوني أرجعُ أحبُّ، وهو أَولى من تقدير لامٍ قبلَها، فتأَمَّلْه.
وقال (ش): أَنْ أرجع، بفتح (أَنْ).
قلتُ: وحينئذٍ فالظَّاهر زيادتُها في خبر كان، أو تأْويل الإخبار عن اسمها بمصدرٍ بأن يُجعل وصْفًا.
(مألفها)؛ أي: مَعْلَفِها.
(يشق) بضمِّ القاف وفَتْحها.
قال (ط): ففي الحديث أنَّ قَطْع الصَّلاة واتِّباعَه لدابَّته أفضل من تَركها تَرجع إلى مكان علَفها من اصطَبلها في دأره، فعند الخَوف من عدَم الرُّجوع إلى داره أَولى، وفيه أن مَن خَشي تلَف ماله يجوز له قطْع الصَّلاة.
* * *
1212 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، أَخْبَرَنَا يُونسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ: خَسَفَتِ الشَّمْسُ، فَقَامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقَرَأَ سُورَةً طَوِيلَةً، ثُمَّ رَكعَ فَأَطَالَ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ، ثُمَّ اسْتَفْتَحَ بِسُورَةٍ أُخْرَى، ثُمَّ رَكَعَ حَتَّى قَضَاهَا، وَسَجَدَ، ثُمَّ فَعَلَ ذَلِكَ في الثَّانِيةِ، ثُمَّ قَالَ: "إِنَّهُمَا آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللهِ، فَإذَا رَأَيْتُمْ ذَلِكَ فَصَلُّوا حَتَّى يُفْرَجَ عَنْكُمْ، لَقَدْ رَأَيْتُ في مَقَامِي هَذَا كُل شَيْء وُعِدْتُهُ، حَتَّى
لَقَدْ رَأَيْتُ أُرِيدُ أَنْ آخُذَ قِطْفًا مِنَ الْجَنَّةِ حِينَ رَأَيْتُمُونِي جَعَلْتُ أتَقَدَّمُ، وَلَقَدْ رَأَيْتُ جَهَنَّمَ يَحْطِمُ بَعْضُهَا بَعْضًا حِينَ رَأَيْتُمُونِي تَأَخَّرْتُ، وَرَأَيْتُ فِيهَا عَمْرَو بْنَ لَحَيٍّ، وَهُوَ الَّذِي سَيَّبَ السَّوَائِبَ".
الحديث الثاني:
(فقضاهما)؛ أي: أَدَّى، لا القَضاء الاصطلاحي قَسِيْم الأداء.
(ذلك)؛ أي: بأشقَّ من القِيامين والرُّكوعَين.
(إنهما)؛ أي: خُسوف الشَّمس والقمَر.
(يفرج) بضمِّ أوَّله، وفتح ثالثه.
(وعدته) بضمِّ الواو.
(ولقد رأيت) في بعضه: (رأَيتُه)، ورواه الحُمَيدي:(رأَيتُني)، قيل: وهو الصَّواب.
(قطفًا)، بكسر القاف: ما يُقتَطَف، أي: يُقطَع ويُجتنَى كذِبْحٍ بمعنى مَذْبُوح، والمراد عُنقود عِنَبٍ كما جاءت في "مسلم".
(لُحَيٍّ) بضمِّ اللام، وفتح المهملَة، وتشديد الياء، وسيأتي في روايته في قصَّة خُزاعة:"رأَيتُ عَمْرو بن عامِرٍ الخُزَاعيَّ".
(السوائب) جمع سائبةٍ، كانوا يَنذرون لقُدوم سفَرٍ، أو بُروءٍ من مرَضٍ، أو غيره أنَّ ناقتَه تكون سائبةً، أي: يُرسلُها تَذْهب وتَجيء كيف شاءَتْ، لا تُركَب ولا تُحلَب، ولا تُمنعَ من كلأٍ ولا ماءٍ.
ووجه تعلُّق هذا الحديث بالتَّرجمة: أنَّ فيه ذَمَّ تَسييب الدَّوابِّ