الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إِذَا صَلَّى فَإِنْ كُنْتُ مُسْتَيْقِظَةً حَدَّثَنِي، وَإِلَّا اضْطَجَعَ حَتَّى يُؤْذَنَ بِالصَّلَاةِ.
(يؤذن): وفي بعضها: (يُؤَذَّن) بلفظ المجهول من الإِفعال، أي: يُعلِم، وفي بعضها بلفظ المجهول من التَّفعيل، والمراد منه: حتى تُقام، والاضطجاع إنما كان للراحة من تعَب القيام؛ فمَن شاء فعلَها، ومن شاء تَرك، ونبَّه البخاري بهذا على عدَم وجوبها، قال الأئمة: لأنه لم يكن يفعلُها دائمًا، وحملوا الأَمْرَ بها -فيما رواه التِّرْمِذي- على الإرشاد إلى الراحة والنَّشاط لصلاة الصُّبح.
* * *
25 - بابُ مَا جَاءَ في التَّطَوُّعِ مَثْنَى مَثْنَى
وَيُذْكَرُ ذَلِكَ عَنْ عَمَّارٍ، وَأَبِي ذَرٍّ، وَأَنسٍ، وَجَابِرِ بْنِ زيْدٍ، وَعِكْرِمَةَ، وَالزُّهْرِيِّ رضي الله عنهم وَقَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيُّ: مَا أَدْرَكتُ فُقَهَاءَ أَرْضِنَا إِلَّا يُسَلِّمُونَ في كُلِّ اثْنتَيْنِ مِنَ النَّهَارِ.
(باب ما جاءَ في التَّطوُّع مَثْنى)
(أرضنا)؛ أي: أرض المدينة؛ لأن يحيى مدنيٌّ.
(اثنين)؛ أي: ركعتين.
* * *
1162 -
حَدَّثَنَا قُتيْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الْمَوَالِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنهما قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُعَلِّمُنَا الاِستِخَارَةَ في الأُمُورِ كَمَا يُعَلِّمُنَا السُّورَةَ مِنَ الْقُرْآنِ، يَقُولُ:"إِذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِالأَمْرِ فَلْيَرْكَعْ رَكعَتَيْنِ مِنْ غيرِ الْفَرِيضَةِ، ثُمَّ لِيَقُلِ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيمِ، فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلَا أَقْدِرُ، وَتَعْلَمُ وَلَا أَعْلَمُ، وَأنتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ، اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ خَيْرٌ لِي في دِيني وَمَعَاشِي وَعَاقِبةِ أَمْرِي -أَوْ قَالَ: عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ- فَاقْدُرْهُ لِي وَيسِّرْهُ لِي ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ، وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ شَرٌّ لِي في دِيني وَمَعَاشِي وَعَاقِبةِ أَمْرِي -أَوْ قَالَ: في عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ- فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَاصْرِفْنِي عَنْهُ، وَاقْدُرْ لِي الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ ثُمَّ أَرْضِنِي. قَالَ: ويُسَمِّي حَاجَتَهُ".
الحديث الأول:
(الاستخارة)؛ أي: طلَب الخِيْرة، فعلَّمهم كيفيَّتها من صلاةٍ ودعاءٍ.
(أستخيرك)؛ أي: أسألُك بيانَ ما هو خيرٌ لي.
(وأستقدرك)؛ أي: أسألك أن تجعل لي قُدرةً عليه.
(بعلمك) الباء فيه وفي: (بقدرتك) إما للاستعانة، أو للاستعطاف كما في:{رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ} [القصص: 17]، أي: بحقِّ قُدرتك، وعِلْمك الشَّاملَين.
(فاقْدِرْهُ) قال (ع): بالكسر والضمِّ في الدال، واقتصر الأَصِيْلِي على الكسر؛ أي: فقدِّره قَدَرًا من التَّقدير، قال القَرَافي في "الفُروق": يتعيَّن أن يكون معناه فيَسِّرْه.
(وأرضني)؛ أي: اجعلني راضيًا به.
* * *
1163 -
حَدَّثَنَا الْمَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سُلَيْم الزُّرَقيِّ، سَمِعَ أَبَا قتادَةَ بْنَ رِبْعِيٍّ الأَنْصَارِيَّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "إِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمُ الْمَسْجدَ فَلَا يَجْلِسْ حَتَّى يُصَلِّيَ رَكعَتَينِ".
1164 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنس بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: صَلَّى لَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَكعَتَينِ ثُمَّ انْصَرَفَ.
الحديث الثاني، والثالث:
تقدَّم شرحهما قَريبًا.
* * *
1165 -
حَدَّثَنَا ابْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي سَالِمٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: صَلَّيْتُ
مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَكعَتَيْنِ قَبْلَ الظُّهْرِ، وَركعَتَيْنِ بَعْدَ الظُّهْرِ، وَرَكعَتَيْنِ بَعْدَ الْجُمُعَةِ، وَرَكعَتَيْنِ بَعْدَ الْمَغْرِبِ، وَرَكعَتَيْنِ بَعْدَ الْعِشَاءِ.
والرابع:
سبق في (باب: {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى} [البقرة: 125]).
* * *
1166 -
حَدَّثَنَا آدَمُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بنَ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَخْطُبُ: "إِذَا جَاءَ أَحَدُكُمْ وَالإمَامُ يَخْطُبُ أَوْ قَدْ خَرَجَ فَلْيُصَلِّ رَكعَتَيْنِ".
1167 -
حَدَّثَنَا أَبَو نُعَيْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَيْفٌ: سَمِعْتُ مُجَاهِدًا يَقُولُ: أُتِيَ ابْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما، في مَنْزِلِهِ، فَقِيلَ لَهُ: هَذَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ دَخَلَ الْكَعْبةَ، قَالَ: فَأَقْبَلْتُ فَأَجِدُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ خَرَجَ، وَأَجِدُ بِلَالًا عِنْدَ الْبَابِ قَائِمًا، فَقُلْتُ: يَا بِلَالُ! صَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم في الْكَعْبةِ؟ قَالَ: نعمْ، قُلْتُ: فَأَيْنَ؟ قَالَ: بَيْنَ هَاتَيْنِ الأُسْطُوَانتَيْنِ، ثُمَّ خَرَجَ فَصَلَّى رَكعَتَيْنِ في وَجْهِ الْكَعْبَةِ.
قَالَ أَبَو عَبْدِ اللهِ: قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَوْصَانِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِرَكْعَتَيِ الضُّحَى.