الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أن يقول إنه سميع بصير، مريد متكلم، حي عليم، كل شيء هالك إلا وجهه، خلق آدم بيده، وكلّم موسى تكليمًا، واتخذ إبراهيم خليلًا، وأمثال ذلك، فنمره على ما جاء، ونفهم منه دلالة الخطاب كما يليق به تعالى، ولا نقول له تأويل يخالف ذلك أ. هـ.
ثم بين ما يخالف ذلك من الباطل فقال: والباطل والضلال أن تعتقد قياس الغائب على الشاهد، وتمثل البارئ بخلقه، تعالى الله عن ذلك بل صفاته كذاته، فلا عدل له، ولا ضد له، ولا نظير له، ولا مثل له، ولا شبيه له، وليس كمثله شيء، لا في ذاته، ولا في صفاته، وهذا أمر يستوي فيه الفقيه والعامي والله أعلم أ. هـ.
وقال أيضًا مؤكدًا على ما سبق من اعتقاد: آمنت بالذي يقول: إني أنا الله، وبأن موسى كليمه سمع هذا منه، ولكني لا أدري كيف تكلم الله أ. هـ.
والأكمل في حق الباري عز وجل من تعظيم وتنزيهه، هو الوقوف مع ألفاظ الكتاب والسنة، ولزوم مذهب السلف في هذه الأمور، فأشار بقوله: الأكمل في التعظيم والتنزيه الوقوف مع ألفاظ الكتاب والسنة، وهذا هو مذهب السلف رضي الله عنهم" أ. هـ.
قلت: ترجمته طويلة ومناقبه كثيرة ومؤلفاته وافرة وكلام العلماء عنه كثير، فهو إمام من أئمة الدنيا، وهو إمام الجرح والتعديل وهو سلفي العقيدة، وكتبه شاهدة عليه بذلك فلا داعي للإطالة في ترجمته.
وفاته: سنة (748 هـ) ثمان وأربعين وسبعمائة.
من مصنفاته: "معرفة القراء الكبار" و "سير أعلام النبلاء" و"تاريخ الإسلام" وغيرها كثير.
2724 - ابن اللبّان *
النحوي، اللغوي، المفسر محمّد بن أحمد بن عبد المؤمن الإسعردي شمس الدين الدمشقي، المعروف بابن اللبان، أبو عبد الله.
ولد: سنة (6791 هـ) تسع وسبعين وستمائة، وقيل:(685 هـ) خمس وثمانين وستمائة.
من مشايخه: أبو حفص عمر بن عبد المنعم بن القوّاس، والشرف الدمياطي وغيرهما.
من تلامذته: شهاب الدين أحمد بن أيبك الدمياطي وغيره.
كلام العلماء فيه:
• المقفى: "سلك على يد الشيخ ياقوت من أصحاب أبي العباس المرسي صاحب أبي الحسن الشاذلي، فأنكرت عليه أشياء تكلم بها وكتب عليه محضر
…
وما زالوا به حتى فوّض أمره لقاضي القضاة جلال الدين محمّد القزويني الشافعي، فاستتابه ومُنع هو وعدة من الوعاظ أن يتحدثوا على الناس
…
وأخرج ناصر الدين بن فار السقوفي محتسب مصر من سكنه بالشافعي وألزمه بالأجر مدة سكنه فرتّب على ابن اللبان
* مرآة الجنان (4/ 333)، تذكرة الحفاظ (121)، طبقات الشافعية للسبكي (9/ 94)، طبقات الشافعية للإسنوي (2/ 370)، المقفى (5/ 214)، الدرر (3/ 420)، ذيول العبر (271)، الوافي (2/ 168)، طبقات المفسرين للداودي (2/ 80)، الشذرات (8/ 279)، الأعلام (5/ 327)، معجم المؤلفين (3/ 78)، أعلام الفكر في دمشق (305).
فتيا نسبه فيها إلى أمور تكلم بها توجب إراقة دمه. وطلبه ليدّعي عليه فلم يتمكن منه لقوة جاهه بالأمراء
…
وكان بارعًا في الفقه والأصول والنحو والتصوف والوعظ" أ. هـ.
• الدرر: "تفقه وبرع في الفنون ودرس بزاوية الشافعي بالجامع وتكلم على الناس على طريقة الشاذلية فطار له بذلك صيت عظيم ولكنه ضبطت كلمات على طريق الاتحادية فقام عليه الفقهاء وحضر إلى مجلس القاضي جلال الدين القزويني وادعى عليه عنده وانتصر له ابن فضل الله إلى أن استنقذ من يد القاضي المالكي شرف الدين الزواوي بعد أن منع من الكلام .. له كتاب على لسان الصوفية وفيه من إشارات أهل الوحدة وهو في غاية الحلاوة لفظًا وفي المعنى سم ناقع .. "أ. هـ.
• مرآن الجنان: "المفتي الشافعي الأصولي النحوي الخطيب المصقع الوحيد الفريد الصوفي المتكلم لسان الحقيقة ودليل الطريقة .. " أ. هـ.
• الشذرات: "وقال الحافظ زين الدين العراقي: أحد العلماء الجامعين بين العلم والعمل، امتحن بأن شهد عليه بأمور وقعت في كلامه، وأحضر إلى مجلس الجلال القزويني، وادعى عليه بذلك فاستتيب ومُنع من الكلام على الناس وتعصب عليه بعض الحنابلة .. " أ. هـ.
• طبقات الشافعية للسبكي: "ووقفتُ له على كتاب "متشابه القرآن والحديث، وهو مختصر حسن، تكلم [فيه] على بعض الآيات والأحاديث المتشابهات، بكلام حسن على طريقة الصّوفية.
ومن مناجاته في هذا الكتاب، وهو مما أخذ عليه:
إلهي، جَلّت عظمتك أن يعصيك عاص، أو ينساك ناس، ولكن أوحيتَ روحَ أوامرك في أسرار الكائنات، فذكرك الناسي بنسيانه، وأطاعك العاصي بعصيانه، وإن من شيء إلا يسبح بحمدك، إن عصى داعيَ إيمانه فقد أطاع داعيَ سلطانك، ولكن قامت عليه حجتك، ولله الحجة البالغة {لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ}
…
ومنه: قال: أنكر القاضي أبو بكر بن العربي في كتاب "الأخوَذِي" ثبوت الرؤية في الموقف، وقال: إن نعيم الرؤية لا يكون إلا للمؤمنين في الجنة، وأن ما جاء في الرؤية في الموقف فإنما هو على سبيل الامتحان والاختبار. والذي نعتقده ثبوت الرؤية، ونعيمها للمؤمنين في الموقف، على ما صحّ في الحديث، وذلك صريح في قوله تعالى {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (23)} .
وبرع ابن اللبان؛ فقهًا وأصولًا ونحوًا وتصوّفًا، ووعظ الناسَ، وعقد مجلسَ التذكير بمصر، وبدرت منه ألفاظ بوهم ظاهرها ما لا نشك في براته منه، فاتفقت له كائنة شديدة، ثم نجّاه الله تعالى.
ودرّس بالآخرة بالمدرسة المجاورة لضريح الشافعي رضي الله عنه .. " أ. هـ.
• قلت: والكتاب الذي أشار إليه السبكي هو الذي قال عنه ابن حجر: "هو في غاية الحلاوة لفظًا وفي المعنى سم ناقع" أ. هـ.
• أعلام الفكر في دمشق: "نظم الشعر الجيد