الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
هذا، كأنه عني الرواية عمن جاء، وإلا فالأعمش عدل صادق ثبت، صاحب سُنة وقرآن، يحسن الظن بمن يحدثه ويروي عنه، ولا يمكننا أن نقطع عليه بأنه عَلِمَ ضعف ذلك الذي يدلسه، فإن هذا حرام".
ثم قال: "قلت -أي الذهبي -: وهو يدلس، وربما دلس عن ضعيف ولا يدري به، فمتى قال حدثنا فلا كلام، ومتى قال:(عن) تطرّق إليه احتمال التدليس إلا في شيوخ له أكثر عنهم: كإبراهيم، وابن أبي وائل، وأبي صالح السمان؛ فإن روايته عن هذا المصنف محمولة على الاتصال.
قال ابن المديني: الأعمش كان كثير الوهم في أحاديث هؤلاء الضعفاء" أ. هـ.
• تقريب التهذيب: "ثقة حافظ، عارف بالقراءة ورع، لكنه يدلس" أ. هـ.
من أقواله: السير: "قال الأعمش: جلست إلى إياس بن معاوية بواسط فذكر حديثًا، فقلت: من ذكر هذا؟ فضرب لي مثل رجل من الخوارج، فقلت: أتضرب لي هذا المثل، تريد أن أكنس الطريق بثوبي فلا أمر ببعرة ولا خنفس إلا حملتها؟ ! .
وقال: "قال الأعمش: انظروا لا تنثروا هذه الدنانير على الكنائس- وقال: لا تنثروا اللؤلؤ تحت أظلاف الخنازير.
وجاءه أناس فقيل له: لو حدثت هؤلاء المساكين؟ فقال: من يعلق الدر على الخنازير".
وفاته: سنة (148 هـ) ثمان وأربعين ومائة، وقيل:(147 هـ) سبع وأربعين ومائة.
1417 - الكلاعي *
المقرئ: سليمان بن موسى بن سالم، أبو الربيع الكلاعي الأندلسي الحافظ، خطيب بلنسية.
ولد: سنة (565 هـ) خمس وستين وخمسمائة.
من مشايخه: أبو عبد الله بن حميد، وأبو العطاء بن نذير، وغيرهما.
من تلامذته: الرضي محمد بن علي بن يوسف الشاطبي، وابن الأبار، وغيرهما.
كلام العلماء فيه:
• السير: "الإمام العلامة الحافظ المجود الأديب البليغ شيخ الحديث والبلاغة بالأندلس".
وقال: "وكان من كبار أئمة الحديث".
ثم قال: "قال -أي ابن الأبار- وكان إماما في صناعة الحديث بصيرا به حافظا حافلا عارفا بالجرح والتعديل، ذاكرا للمواليد والوفيات، يتقدم أهل زمانه في ذلك، وفي حفظ أسماء الرجال، خصوصا من تأخر زمانه وعاصره، وكتب الكثير وكان خطه لا نظير له في الإتقان والضبط، مع الاستبحار في الأدب والاشتهار بالبلاغة، فردا في إنشاء الرسائل، مجيدا في النظم،
* غاية النهاية (1/ 316)، معجم المؤلفين (1/ 798)، السير (23/ 134)، الوافي (15/ 432)، الشذرات (7/ 287)، تذكرة الحفاظ (4/ 1417)، فهرس الفهارس (1/ 488)، الديباج المذهب (1/ 385)، كشف الظنون (1/ 141)، إيضاح المكنون (1/ 53، 54)، الأعلام (3/ 136)، التكملة لوفيات القلة (3/ 461)، العبر (5/ 137)، فوات الوفيات (2/ 80)، النجوم (6/ 298)، شجرة النور (1/ 180) جهود علماء الحنفية (2/ 1050).
خطيبًا، فصيحًا، مفوهًا، مدركًا، حسن السَّرْد والمَسَاق بما يقوله، مع الشارة الأنيقة، والزي الحسن، وهو كان المتكلم عن الملوك في المجالس، والمبين عنهم لما يريدونه على المنبر في المحافل. ولي خطابة بلَنْسِية في أوقات، وله تصانيف مفيدة في فنونٍ عديدة، ألف كتاب "الاكتفا في مغازي المصطفى والثلاثة الخُلفا" وهو في أربع مجلدات، وله كتاب حافل في معرفة الصحابة والتابعين لم يُكمله، وكتاب "مصباح الظُّلم" يُشبه كتاب "الشِّهاب"، وكتاب "أخبار البُخاريّ" وكتاب "الأربعين" وغير ذلك.
وإليه كانت الرحلة للأخذ عنه.
إلى أن قال: انتفعتُ به في الحديث كلَّ الانتفاع، وأخذت عنه كثيرًا".
ثم قال: "قال الحافظ ابن مسدي: لم ألق مثله جلالةً ونُبلًا، ورياسةً وفَضْلًا، كان إمامًا مبرزًا في فنون من منقول ومعقول ومنثور وموزون، جامعًا للفضائل، برع في علوم القرآن والتجويد. وأما الأدب فكان ابن بجدته، وأبا نجْدَتِه، وهو ختام الحفاظ، ندِبَ لديوان الإنشاء فاستعفى. أخذ القراءات عن أصحاب ابن هُذيل، وارتحل، واختصّ بالحافظ أبي القاسم ابن حُبيشٍ بمُرسيةَ، أكثرتُ عنه" أ. هـ.
• غاية: النهاية: "له تصانيف نافقة وبلاغة وفضائل قتل شهيدًا مقبلًا غير مدبر" أ. هـ.
• معجم المؤلفين: "محدث حافظ مؤرخ أديب ناثر شاعر خطيب" أ. هـ.
من أقواله: السير: "قال أبو عبد الله بن الأبار: كان رحمه الله أبدًا يحدثنا أن السبعين منتهى عمره لرؤيا رآها، وهو آخر الحفّاظ والبلغاء بالأندلس، استشهد في كائنه أنيشة على ثلاث فراسخ من مرسية مُقبلًا غير مدبر في العشرين من ذي الحجة سنة أربع وثلاثين وستمائة" أ. هـ.
• وذكر الشمس الأفغاني في كتابه "جهود علماء الحنفية" صاحب الترجمة، ضمن مؤلفات القبورية بالاستغاثة بالأموات عند الكربات، وكتبًا سموها بأسماء تشعر بالاسثغاثة بغير الله تعالى، وكتاب صاحب الترجمة الذي ذكره الشمس الأفغاني هو "مصباح الظلام في المستغيثين بخير الأنام في اليقظة والمنام".
ونقله الشمس الأفغاني من كتاب كشف الظنون (2/ 1706) وقال: "هكذا فيه ولكني أشك في نسبة هذا الكتاب إليه؛ لأن هذا الرجل محدث، إمام، لا يمكن أن يصدر منه مثل هذا الكتاب، كتاب الوثنية". ثم ذكر المصادر المعتمدة لدينا، ثم قال: "فقد ذكروا له كتاب (مصباح الظلام) بأنه على غرار (الشهاب) في الحديث، فلعله اشتبه على صاحب الكشف
…
، فظن أنه كتاب (مصباح الظلام) القبوري، فالصواب أنه لابن النعمان -المالكي المغربي (683 هـ) - أو لقبوري آخر" أ. هـ.
وفاته: سنة (634 هـ) أربع وثلاثين وستمائة، وله سبعون سنة.
من مصنفاته: له تصانيف نافعة منها "الاكتفا في مغازي المصطفى والثلاثة خلفا" أربع مجلدات، وديوان شعر وغيرها.