الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بن أبي هاشم البغدادي أبو طاهر.
ولد: سنة (280 هـ) ثمانين ومائتين.
من مشايخه: جعفر بن محمّد القتان، وأحمد بن سهل الأُشناني، وتلا على أبي بكر بن مجاهد وغيرهم.
من تلامذته: أبو القاسم عبد العزيز بن جعفر الفارسي، وعلي بن محمّد الجوهري وغيرهما.
كلام العلماء فيه:
• تاريخ بغداد: "كان من أعلم الناس بحروف القرآن ووجوه القراءات، وله في ذلك تصانيف عدة وكان ثقة أمينًا" أ. هـ.
• تاريخ الإسلام: "ولم يكن بعد ابن مجاهد من أبو طاهر في علمه وفهمه مع صدق لهجته واستقامة طريقته" أ. هـ.
• السير: "وقد طوّل أبو عمرو الداني ترجمته، وعظمه، وقال: لم يكن بعد ابن مجاهد مثل ابن أبي هشام في علمه وفهمه مع صدق لهجته، واستقامة طريقته.
وكان ينتحل مذهب الكوفيين، ولما توفي ابن مجاهد أجمعوا على تقديم أبي طاهر، وأن يقرئ موضعه، فقصده الأكابر، وتحلقوا عنده وكان قد خالف جمع أصحابه في إمالة (الناس)(1) لأبي عمرو، وكان القراء ينكرون ذلك عليه" أ. هـ.
• الوافي: "كان ينتحل في النحو مذهب الكوفيين، وهو من أهل البصرة.
قال عبد الله بن محمّد بن عبد الله الشاهد كنت يومًا مع ابن أبي هاشم المقرئ، وكان أستاذي، فاجتزنا بمقابر الخيزران فوقف عليها ساعة، ثم التفت إليّ، وقال: يا أبا القاسم! ترى لو وقفوا هؤلاء هذه المدة الطويلة على باب ملك الروم ما رحمهم؟ فكيف تظن بمن هو أرحم الراحمين؟ ! وبكى" أ. هـ.
وفاته: سنة (349 هـ) تسع وأربعين وثلاثمائة.
من مصنفاته: "الشواذ السبعة"، و "الياءات"، و"الخلاف بين أبي عمرو والكسائي" وغيرهم.
2023 - الشِّيرازِي *
المفسر: عبد الواحد بن محمّد بن علي بن أحمد، أبو الفرح الحنبلي الشيرازي الأصل الحراني المولد. وكان يعرف في بغداد بالمقدسي.
من مشايخه: أبو الحسن علي بن السّمسار، وعبد الرزاق بن الفضل الكلاعي وغيرهما.
كلام العلماء فيه:
• تاريخ الإسلام: "الشيخ القدوة
…
الفقيه الحنبلي، الواعظ الحنبلي الشيرازي".
وقال: "وصنف التصانيف في الفقه والأصول.
قال أبو الحسين بن الفراء: صحب والدي وسافر
(1) أي إمالة فتحة النون في لفظة (الناس) في موضع الجر.
* معجم المفسرين (1/ 336)، طبقات الحنابلة (2/ 248)، الكامل (10/ 228)، العبر (3/ 312)، السير (19/ 51)، تذكرة الحفاظ (3/ 1199)، ذيل طبقات الحنابلة (1/ 68)، تاريخ الإسلام (وفيات 486) ط. تدمري، الدارس (2/ 65)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 366)، الشذرات (5/ 369)، إيضاح المكنون (1/ 155)، هدية العارفين (1/ 634)، معجم المؤلفين (2/ 335)، المنهج الأحمد (3/ 7)، المقصد الأرشد (2/ 179)، موقف ابن تيمية من الأشاعرة (3/ 936).
إلى الشام وحصل له الأتباع والغلمان.
قال: وكانت له كرامات ظاهرة، ووقعات مع الأشاعرة، وظهر عليهم بالحجة في مجالس السلطان بالشام.
قال أبو الحسين: ويقال أنه اجتمع مع الخضر مرتين (1)، وكان يتكلم على الخاطر، كما كان يتكلم على الخاطر الزاهد ابن القزويني، وكان تُتُش يعظمه لأنه تم له معه مكاشفة. وكان ناصرًا لاعتقادنا متجردًا في نشره، وله تصانيف في الفقه والوعظ والأصول" أ. هـ.
• العبر: "ونشر بالشام مذهب أحمد، وتخرج به الأصحاب وكان إمامًا عارفًا بالفقه والأصول صاحب حال وعبادة وتأله" أ. هـ.
• السير: "الإمام القدوة، شيخ الإسلام
…
من كبار أئمة الإسلام" أ. هـ.
• ذيل طبقات الحنابلة: "قرأت بخط الناصح عبد الرحمن بن نجم بن عبد الوهاب بن الشيخ أبي الفرج قال: حدثنا الشريف الجواني النسابة عن أبيه قال: تكلم الشيخ أبو الفرج -أي الشيرازي الخزرجي- في مجلس وعظه، فصاح رجل متواجدًا، فمات في الجلس وكان يومًا مشهودًا، فقال المخالفون في المذهب: كيف نعمل إن لم يمت في مجلسنا أحد، وإلا كان وهنًا. فعمدوا إلى رجل غريب دفعوا له عشرة دنانير، فقالوا: احضر مجلسنا، فإذا طاب الجلس فصح صيحة عظيمة، ثم لا نتكلم حتى نحملك ونقول: مات. ونجعلك في بيت، فاذهب في الليل وسافر عن البلد ففعل، وصاح صيحة عظيمة، فقالوا: مات، وحمل فجاء رجل من الحنابلة، وزاحم حتى حصل تحته، وعصر على خُصاه فصاح الرجل فقالوا: عاش، عاش. وأخذ الناس في الضحك، وقالوا المحال ينكشف" أ. هـ.
• المنهج الأحمد: "كان وافر العلم، متين الدين، حسن الوعظ، محمود السمت" أ. هـ.
• طبقات المفسرين للداودي: "كان إمامًا عارفًا بالفقه والأصول، شديدًا في السنة، زاهدًا عارفًا، عابدًا متالهًا، ذا أموال وكرامات" أ. هـ.
• موقف ابن تيمية من الأشاعرة، قال في كلامه عن مسألة (أول واجب على المكلف): "هذه المسألة مبنية على مسألة أخرى، وهي كيفية حصول المعرفة بالله عند الإنسان، حيث وقع الخلاف فيها على ثلاثة أقوال:
القول الأول: أن معرفة الله لا تحصل إلا بالنظر، وهذا قول كثير من المعتزلة والأشاعرة وأتباعهم من أصحاب المذاهب الأربعة وغيرهم.
القول الثاني: أن المعرفة يبتديها الله اختراعًا في قلوب العباد من غير سبب يتقدم، ومن غير نظر ولا بحث، وهذا قول كثير من الصوفية والشيعة، ومعنى هذا القول أن المعرفة بالله نفع ضرورة
(1) وهذا مبني على أن الخضر حي لم يمت بعد، وهو قول مرجوح لا يصح، فقد صرح بموته جمهور أهل العلم فيما نقله أبو حيان في (البحر المحيط) وذكر الحافظ في (الإصابة) منهم إبراهيم الحربي، وعبد الله بن المبارك، والبخاري، وأبا طاهر بن العبادي، وأبا الفضل بن ناصر، وأبا بكر بن العري، وابن الجوزي وغيرهم. انظر هامش السير.
وقال في هامش طبقات الحنابلة: إن خرافة الخضر قد بين شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره من الأئمة ما فيها من الأباطيل وأنها من اختلاق الصوفية لأهواء شيطانية ضارة بالناس وبعقائدهم أ. هـ.
القول الثالث: أن المعرفة بالله يمكن أن تقع ضرورة، ويمكن أن يقع بالنظر، وهذا قول جماهير طوائف المسلمين.
إذا تبين هذا فالذين قالوا بأن المعرفة لا تحصل إلا بالنظر اختلفوا في أول واجب على المكلف:
1.
فقال بعضهم: أول واجب النظر الصحيح المفضي إلى العلم بحدوث العالم.
2.
وقالت طائفة: أول واجب القصد إلى النظر الصحيح.
3.
وقالت طائفة أخرى: أول واجب الشك.
4.
وقالت طائفة رابعة: أول واجب المعرفة بالله.
ويقابل هذه الأقوال من يرى أن أول واجب على المكلف الشهادتان: شهادة أن لا إله إلا الله، وشهادة أن محمدًا رسول الله، وإفراد الله بالعبودية.
وهذه المعرفة التي يوجبها الأشاعرة مباشرة أو بوسائلها من النظر أو القصد إلى النظر هي معرفة الله تعالى، أي الإقرار بوجوده تعالى وأنه خالق العالم وأن ما سواه مخلوق محدث.
وشيخ الإسلام يوضح في هذا الباب أمرين مهمين:
أحدهما: أن الخلاف الذي وقع بين الأشاعرة حول أول واجب: هل هو المعرفة أو النظر أو القصد إلى النظر أو الشك -خلاف لفظي-، "فإن النظر واجب الوسيلة، من باب ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب.
والمعرفة واجبة وجوب المقاصد، فأول واجب وجوب الوسائل هو النظر، وأول واجب وجوب المقاصد هو المعرفة، ومن هؤلاء من يقول: أول واجب هو القصد إلى النظر، وهو أيضًا نزاع لفظي، فإن العمل الإختياري مطلقًا مشروط بالإرادة". فهذا تحليل لحقيقة الخلاف، وأن من قال: إن أول واجب النظر أو القصد، لم يقصد حقيقة ذلك، وإنما قصد أنهما مؤديان إلى المعرفة بالله فوجوبهما لذلك.
أما القول بأن أول واجب هو الشك -وهو قول منسوب إلى أبي هاشم الجبائي المعتزلي، وقد أخذ به الغزالي- كما مر -ونسبه ابن حزم إلى الأشعرية- فيرى شيخ الإسلام أنه مبني على أصلين:"أحدهما: أن أول الواجبات النظر المفضي إلى العلم، والثاني: أن النظر يضاد العلم، فإن الناظر طالب العلم، فلا يكون في حال النظر عالمًا"، أي أنه لو كان غير شاك لما احتاج إلى النظر.
الثاني: أن حكاية الأقوال -في كثير من مسائل العقيدة- إنما يحكيها هؤلاء وينسبوها إلى أئمة أهل السنة بحسب ما يعتقدون هم، لا بحسب المروى حقيقة عن هؤلاء الأئمة، يقول شيخ الإسلام: "ولما كان الكلام في هذه الأبواب المبتدعة مأخوذًا في الأصل عن المعتزلة والجهمية ونحوهم، وفد تكلم هؤلاء في أول الواجباب: هل هو النظر، أو القصد، أو الشك، أو المعرفة؟ . صار كثير من المنتسبين إلى السنة والمخالفين للمعتزلة في جمل أصولهم يوافقونهم على ذلك، ثم الواحد من هؤلاء إذا انتسب إلى إمام من أئمة العلم كمالك وأبي حنيفة والشافعي وأحمد، وصنف كتابًا في هذا الباب يقول فيه: قال أصحابنا، واختلف أصحابنا، فإنما يعني بذلك أصحابه الخائضين في هذا الكلام، وليسوا من