الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مندة وغيرهم.
كلام العلماء فيه:
• وفيات الأعيان: "كان عالمًا فاضلًا" أ. هـ.
• السير: "وقد كان ثقة، بارعًا بالعربية حسن التصنيف" أ. هـ
• تاريخ الإسلام: "ضعفه هبة الله اللالكائي وقال: بلغني عنه أنه قيل له: حدَّث عن عباس الدوري حديثًا ونعطيك درهمًا. ففعل ولم يكن سمع منه.
قال الخطيب: سمعت هبة الله يقول ذلك. وهذه الحكاية باطلة لأن ابن درستويه كان أرفع قدرًا من أن يكذب" أ. هـ.
• العبر: "لم يضعفه أحد بحجة" أ. هـ.
• الوافي: "كان شديد الانتصار للبصريين في النحو واللغة" أ. هـ.
• البداية والنهاية: "أثنى عليه غير واحد، منهم أبو عبد الله بن مندة ووثقه" أ. هـ.
وفاته: سنة (347 هـ) سبع وأربعين وثلاثمائة.
من مصنفاته: "الإرشاد" في النحو، و"غريب الحديث"، و"شرح الفصيح"، و"المعاني في القراءات".
1846 - السُّلمي *
المقرئ: عبد الله بن حبيب بن ربيعة السُّلمي الكوفي، أبو عبد الرحمن، من أولاد الصحابة.
ولد: في حياة النبي صلى الله عليه وسلم.
من مشايخه: قرأ على عثمان وعلي وابن مسعود، وحدث عن عمر وعثمان وغيرهم.
من تلامذته: عطاء بن السائب، وعلقمة بن مرثد، وقرأ عليه عاصم بن أبي النجود وغيرهم.
كلام العلماء فيه:
• السير: "مقريء الكوفة الإمام. . . من أولاد الصحابة. . وقد كان ثبتًا في القراءة، وفي الحديث، حديثه مخرج في الكتب الستة. .
قال أبو عمرو الداني: أخذ القراءة عرضًا عن عثمان وعلي وزيد وأبي وابن مسعود" أ. هـ.
• تقريب التهذيب: "مقريء مشهور بكنيته، ولأبيه صحبة، ثقة ثبت" أ. هـ.
من أقواله: السير: "عن أبي عبد الرحمن قال: أخذنا القرآن عن قومٍ أخبرونا أنهم كانوا إذا تعلموا عَشرَ آياتٍ لم يجاوزوهن إلى العَشر الأُخر حتى يعلموا ما فيهن، فكنا نتعلم القرآن والعمل به، وسيرث القرآن بعدنا قوم يشربونه شرب الماء لا يجاوز تراقيهم" أ. هـ.
وفاته: سنة (94 هـ) أربع وتسعين، وقيل: غير ذلك.
1847 - الشَّرْقاوي *
النحوي: عبد الله بن حجازي بن إبراهيم
* تاريخ بغداد (9/ 430)، الأنساب (7/ 112)، الكامل (5/ 126)، تهذيب الكمال (14/ 408)، السير (4/ 267)، تاريخ الإسلام (وفيات طبقة 8) ط. تدمري، العبر (1/ 96)، معرفة القراء (1/ 52)، الوافي (17/ 121)، البداية والنهاية (9/ 6)، غاية النهاية (1/ 413)، تهذيب التهذيب (5/ 161)، تقريب التهذيب (499).
* حلية البشر (2/ 1005)، أعيان القرن الثالث عشر (159)، الأعلام (4/ 78)، معجم المؤلفين (2/ 234)، "شرح الحكم العطانية" لابن عبَّاد النفري وبهامشه شرح الحكم العطانية لعبد الله الشرقاوي، الطبعة الأخيرة بشركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي- مصر لسنة (1358 هـ-1939 م).
الشافعي الأزهري الشهير بالشرقاوي.
ولد: تقريبًا سنة (1150 هـ) خمسين ومائة وألف.
من مشايخه: سمع من الملوي، والجوهري، والحفني وغيرهم.
كلام العلماء فيه:
• حلية البشر: "العلامة النحرير، والفهامة الشهير والأصولي الفقيه، والفاضل النبيه، شيخ الإسلام، وعمدة الأنام، نشأ في غاية الكمال واللطف، وأخذ الطريقة على الشيخ محمود الكردي" أ. هـ.
* قلت: عند مراجعة كتابه (شرح الحكم العطائية) وجدنا فيه كثير من الأمور والأحوال الصوفية بل فيه كثير من تأويلات الأشعرية فانظر إليه مثلًا وهو يؤول الاستواء بالاستيلاء ويؤول الرحمة بالإحسان. . الخ حيث قال في صفحة (11): "والإخلاص يختلف باختلاف الناس فإِخلاص العباد سلامة أعمالهم من الرياء الجلي والخفي وكل ما فيه حظ للنفس فلا يعملون العمل إلا لله تعالى طلبًا للثواب وهربًا من العقاب مع نسبة العمل إليهم والاعتماد عليه في تحصيل ما ذكر وإخلاص المحبين هو العمل لله إجلالًا وتعظيمًا لأنه تعالى أهل لذلك لا لقصد ثواب ولا هرب من عقاب ولذا قالت رابعة العدوية ما عبدتك خوفًا من نارك ولا طمعًا في جنتك فنسبت العبادة إليها وإخلاص العارفين شهودهم انفراد الحق بتحريكهم وتسكينهم من غير أن يروا لأنفسهم في ذلك حولًا ولا قوّة فلا يعملون العمل إلا بالله لا بحولهم ولا قوتهم وهذا أرفع مما قبله.
وقال في ص (20): " (كيف يتصور أن يحجبه شيء وهو الظاهر قبل وجود كل شيء) لتحقق هذا الاسم له أزلا وابدأ فظهوره تعالى ذاتي له غير مكتسب ولا مستفاد ولا معلول وظهور الأكوان ناشئ من تجليه عليها بصفة الظهور فكيف تكون حاجبة له (كيف يتصور أن يحجبه شيء وهو أظهر من كل شيء) لأن الوجود أظهر من العدم على كل حال ولأن الظهور الذاتي أقوى من العرضي والظهور المطلق أقوى من المقيد والدائم أقوى من المنصرم وإنما لم يدرك للعقول مع شدة ظهوره لأن شدة الظهور لا يطيقها الضعفاء كالخفاش يبصر بالليل دون النهار لا لخفاء النهار واستنارته بل لشدة ظهوره فإن بصر الخفاش ضعيف يبهره نور الشمس إذا أشرقت فيكون شدة ظهور النهار مع ضعف بصره سببًا لامتناع إبصاره فلا يرى شيئًا إلا إذا امتزج الظلام بالضوء وضعف ظهوره فكذلك العقول ضعيفة وجمال الحضرة الإلهية في غاية الإشراق والاستنارة فصارت شدة ظهوره سببًا لخفائه (كيف يتصور أن يحجبه شيء وهو الواحد الذي ليس معه شيء) إذ كل شيء سواء عدم لا وجود له على التحقيق فليس ثم شيء سواه عدم لا وجود له على التحقيق فليس ثم شيء يحجبه إذ الوجود الحقيقي كله له ولا شيء منه لغيره (كيف يتصور أن يحجبه شيء وهو أقرب إليك من كل شيء) لثبوت إحاطته بك وقيوميته عليك قال تعالى: {وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ} . فهو قريب لنا بذاته عند أهل الشهود وأما أهل الحجاب فيقولون هو قريب بعلمه وقدرته وإرادته إلى غير ذلك (كيف يتصور أن يحجبه
شيء ولولاه ما كان وجود كل شيء) حتى استدل به المشاهدون على الأشياء قال تعالى {أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيءٍ شَهِيدٌ} ومقتضى ولو أسقط لفظ كل لكان أظهر في إفادة العموم والقصد بهذا الكلام المبالغة في نفي الحجاب فلا يضر كون هذا الوجه بمعنى الوجه الأول وبعضهم أئبتت التغاير بينهما بما فيه كلفة (يا عجبًا كيف يظهر الوجود في العدم) لأن العدم ظلمة والوجود نور وهما ضدان لا يجتمعان (أم كيف يثبت الحادث مع من له وصف القدم) لأن الحادث باطل والله تعالى حق والباطل لا يثبت مع ظهور الحق قال تعالى {وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا} . فالظاهر والثابت هو الحق تعالى لا الكون وما بدا إلا وجهه الحق فهو المظهر والظاهر والموجود دون كل المظاهر والتعجب المذكور ناشيء من غلبة الشهود فإنه إذا قوى على العبد اضمحلت الأكوان في نظره وفنى عنها بالمرة.
وقال في صفحة (33 - 34): "ثم قال (شعاع البصيرة) ويعبر عنه بنور العقل وبعلم اليقين (يشهدك قربه منك وعين البصيرة) ويعبر عنه بنور العلم وبعين اليقين (يشهدك عدمك لوجوده وحق البصيرة) يعبر عنه بنور الحق وبحق اليقين (يشهدك وجوده لا عدمك ولا وجودك). والحاصل أن السالك يهتف على قلبه أنوار إلهية يعبر عنها بهذه العبارات ويترتب على كل واحد ثمرات وفوائد. قال بعضهم لا يبلغ العبد حقيقة التواضع إلا عند لمعان نور المشاهدة في قلبه فعند ذلك تذوب النفس وتنطبع للحق وللحق بمحو آثارها وسكون وهجها وغبارها وبين المصنف أن الذي ينكشف بالنور الأول قرب الله منك وثمرة ذلك ونتيجته مراقبته تعالى والاستحياء منه حتى لا يراك حيث نهاك ولا يفقدك حيث أمرك والذي ينكشف بالثاني عدمية كل موجود في وجود الحق تعالى فبشهد الأكوان عدمًا فلا يعبأ بها ولا يلتفت إليها إذ وجودها عارية والوجود الحقيقي له سبحانه وتعالى وثمرة ذلك أن لا يبقى في نظرك ما تستند إليه ولا ما تستأنس به فيتم لك التوكل والتفويض والرضا والاستسلام والذي ينكشف بالثالث الذات المقدسة وثمرة ذلك الفناء الكامل الذي هو دهليز البقاء فيفنى عن فنانه وعدمه استهلاكًا في وجود سيده وناهيك بما يحصل له حينئذ من المواهب والأسرار الإلهية فإذا ترقى عن ذلك حل في مقام البقاء لا يحجبه الحق عن الخلق ولا الخلق عن الحق والفاني محجوب بالحق عن الخلق أ. هـ. (كان الله ولا شيء معه) يعني أن هذا حال من هو متحقق بمقام الفناء وهو عدم رؤيته غير مولاه (وهو الآن على ما عليه كان) أي أن الأمر الذي حصل لذلك الشاهد وهو أن الوجود الحقيقي له سبحانه وتعالى وغيره لا وجود له هو الوصف المتحقق له سبحانه في الواقع وعدم إدراك ذلك له قبل ذلك إنما هو لوجود الحجاب فقوله وهو الآن أي عند مشاهدة هذا السالك له على هذا الوصف على ما عليه كان أي هو متصف به في الواقع وقبل إدراك هذا المشاهد له لكن عدم إدراكه ذلك إنما هو للحجاب القائم به.
وقال في صفحة (37): " (ولكن ارحل من الأكوان إلى المكوّن) بأن تخلص عملك لمولاك وحده دون حظ عاجل أو آجل فمن عمل لأجل
الدرجات أو المقامات فهو عبدلها ومن عمل لله فهو عبد الله وهو راحل من الأكوان إلى المكوّن (وأنّ إلى ربك المنتهى) أي فقد انتهى سيره إلى الله وصار متحققًا بمعنى هذه الآية نحلاف المرتحل من كون إلى كون فإنه غير منته له ولا واصل إليه".
وقال في دعاء ختم الكتاب صفحة (105 - 106): " (وأنت أملي) أي الذي أمات العطاء منه لأن عادتك الإحسان (أم كيف أهان) أي بحصل لي هوان وذل (وعليك متكلي) أي اتكالي واعتمادي (إلهي كيف أستعز) أي يحصل لي عزّ في نفسي (وأنت في الذلة أركزتني) أي أقمتني في الذلة وجعلتها مركزًا ومكانًا لي لا أفارقها (أم كيف لا أستعز) أي يحصل لي عزّ بك (وإليك نسبتني) أي وقد نسبتني إليك نسبة خاصة بإفاضة الأنوار على ظاهري وباطني حتى صار كل من رآني يقول هذا وفي الله فأنا ذليل من وجه عزيز من آخر (أم كيف لا أفتقر وأنت الذي في الفقر أقمتني) نهو صفة لازمة لي ومن لازمة الذلة فيرجع لما قبله (أم كيف أفتقر وأنت الذي بوجودك) أي بشهودك وفي بعض النسخ بجودك أي إحسانك إليّ بالشهود فيرجع لما قبله (أغنيتني) حتى حصل لي عز بك فالافتقار يرجع للذلة والاستغناء للعزة وتلونه في هذه الأوصاف المتضادة بحسب الظاهر لما يغلب عليه من مشاهدة ما يوجبها والذلة المثبتة هنا هي ذلة الخليقة والعبودية والنسبة التي أشار إليها هي سر الخصوصية كما تقرر (أنت الذي لا اله غيرك) يعبد أو يستند إليه في شيء (تعرفت لكل شيء) أي جعلت نفسك معروفًا لكل شيء بما أودعته فيه من النور الذي عرفك به (فما جهلك شيء) بل صار كل شيء يعرفك "وأنت الذي تعرفت إليه في كل شيء" بأن أودعت في نورًا "فرأيتك في كل شيء" بسبب ذلك النور (فأنت الظاهر لكل شيء) مفرع على ما قبله (يا من استوى) أي استولى (برحمانيته) أي برحمته (على عرشه) فصار العرش تحت حكمه وقهره كاستيلاء السلطان بجنوده على أهل بلد فشبه المولى بسلطان ورحمته بالجنود وعرشه بأهل القرية (فصار العرش غيبًا) أي غائبًا ليس له وجود (في رحمانيته) أي بالنسبة لرحمته (كما صارت العوالم) أي السموات والأرضون وما فيها (غيبًا) أي غائبة (في عرشه) أي ليس لها وجود بالنسبة له ثم بين ذلك بقوله (محقت) يا الله (الآثار) وهي السموات والأرضون وما بينهن (بالآثار) وهو العرش لأنه أثر الرحمة والعوالم بالنسبة له كلا شيء (ومحوت الأغبار) وهو العرش (بمحيطات أفلاك الأنوار) أي بالأنوار الشبيهة بالأفلاك المحيطة بالعرش وهي تلك الرحمة.
والحاصل أن رحمته تعالى أي إحسانه هو الذي اقتضى وجود العوالم كلها من عرشها لفرشها ولولا إحسانه لها بالوجود ما وجدت فالمراد بالرحمة الرحمة العامة التي وسعت كل شيء (يا من احتجب) أي امتنع (في سرادقات عزه عن أن تدركه الأبصار) أي في عزه الشبيه بالسرادقات جمع سرادق بمعنى الخيمة التي تنصب على صحن الدار فالسرادقات الخيام وهو من إضافة المشبه به للمشبه فكما أن الخيمة تمنع من رؤية ما بعدها كذلك عز الله أي قوته العظيمة يمنع عن رؤيته بالأبصار ثم إن أريد رؤية الإحاطة فهي ممتنعة في الدنيا والآخرة وإن أريد مطلقها فهي ممتنعة في