الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث الثامن وفاته
ظل ابن رجب رحمه الله تعالى يعمل ويجد في ورع وزهد ويدعو إلى الله سبحانه وتعالى بصدق وإخلاص حتى أدركته المنية بعد هذه الحياة الجهادية سنة خمس وتسعين وسبعمائة للهجرة، وهذا التاريخ قد اتفقت عليه جميع المصادر التي ترجمت لابن رجب، وشذ عن هذا الاتفاق ابن تغري بردي في المنهل الصافي إذ قيد وفاته سنة خمس وسبعين وسبعمائة
(1)
وهو غلط وتصحيف ظاهر.
وقد اختلفت المصادر في تحديد الشهر الذي توفي فيه رحمه الله تعالى.
فذكر ابن حجي
(2)
(3)
وابن مفلح
(4)
والنعيمي في الدارس
(5)
وابن
(1)
المنهل الصافي لابن تغري (2/ 197 / ب).
(2)
أحمد بن حجي بن موسى الدمشقي الشافعي شهاب الدين الشهير بابن حجي، كان فقيهًا ومؤرخًا له عدة مصنفات منها: شرح المحرر لابن عبد الهادي، توفي سنة 816 هـ.
الضوء اللامع (1/ 269) وشذرات الذهب (7/ 116).
(3)
ذكر قوله ابن حجر في إنباء الغمر (2/ 176).
(4)
المقصد الأرشد (2/ 82).
(5)
الدارس في تاريخ المدارس (2/ 77).
قاضي شهبة
(1)
والعليمي
(2)
وابن العماد
(3)
أن وفاته ليلة الاثنين رابع رمضان.
وذهب ابن حجر في الدرر الكامنة
(4)
وابن ناصر الدين
(5)
والسيوطي
(6)
والشوكاني
(7)
إلى أنه توفي في شهر رجب.
ويبدو لي أن القول الأول أرجح لأن القائلين به أكثر ولزيادة الوصف فيما ذكروا حيث حددوا تاريخ يوم وفاته، ولأن القائلين به أكثرهم من الحنابلة وهم أعرف وأعلم بشيوخ وعلماء مذهبهم من غيرهم، علمًا أن الاختلاف في تحديد الشهر فائدته ليست كبيرة ما داموا يتفقون على تحديد السنة، وقد توفي رحمه الله بأرض الحميرية ببستان كان استأجره، وصلي عليه من الغد، ودفن بمقبرة الباب الصغير بجوار قبر الشيخ أبي الفقيه الزاهد أبي الفرج عبد الواحد بن محمد الشيرازي ثم المقدسي الدمشقي المتوفى سنة ست وثمانين وأربعمائة
(8)
والذي يرجع الفضل إليه في نشر مذهب الإمام أحمد بن حنبل بالقدس ودمشق رحمه الله تعالى.
وفي قصة وفاته ودفنه ما يشير إلى زهده وانتظاره للموت، قال ابن ناصر الدين: ولقد حدثني من حضر لحد ابن رجب أن الشيخ زين الدين ابن رجب جاءه قبل أن يموت بأيام فقال له: احفر لي هاهنا لحدًا،
(1)
تاريخ ابن قاضي شهبة ورقة (140/ أ).
(2)
المنهج الأحمد ورقة (471).
(3)
شذرات الذهب (6/ 340).
(4)
الدرر الكامنة (2/ 428).
(5)
الرد الوافر (ص 107).
(6)
ذيل تذكرة الحفاظ (ص 368).
(7)
البدر الطالع (1/ 328).
(8)
انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء (19/ 51 - 53).
وأشار إلى البقعة التي دفن فيها، قال: فحفرت له، فلما فرغ نزل في القبر، واضطجع فيه فأعجبه، وقال: هذا جيد ثم خرج. قال: فوالله ما شعرت بعد أيام إلا وقد أتي به ميتًا محمولًا في نعشه، فوضعته في ذلك اللحد، وواريته فيه - رحمه الله تعالى
(1)
.
رحم الله ابن رجب ورضي عنه ونفعنا والمسلمين بعلمه وهديه آمين.
(1)
الرد الوافر (ص 107).