الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث الأول تعريف توحيد الربوبية لغة
الربوبية مصدر من رب يرب ربابة وربوبية.
قال الراغب الأصفهاني: الربوبية مصدر يقال في الله عز وجل، والربابة تقال في غيره
(1)
.
قال الجوهري: رب كل شيء: مالكه.
والرب: اسم من أسماء الله عز وجل، ولا يقال في غيره إلا بالإضافة وقد قالوه في الجاهلية للملك.
قال الحارث بن حلزة
(2)
:
وهو الرب والشهيد على يو
…
م الحيارين والبلاء بلاء
والرباني: المتأله العارف بالله تعالى، وقد قال سبحانه:{كُونُوا رَبَّانِيِّينَ}
(3)
ورببت القوم: سستهم، أي كنت فوقهم.
قال أبو نصر: وهو من الربوبية، ومنه قول صفوان: لأن يربني
(1)
المفردات في غريب القرآن (ص 184).
(2)
الحارث بن حلزة بن مكروه بن يزيد اليشكري الوائلي، شاعر جاهلي، من أهل بادية العراق، وهو أحد أصحاب المعلقات.
طبقات فحول الشعراء لابن سلام (1/ 151) والشعر والشعراء لابن قتيبة (1/ 203).
(3)
سورة آل عمران آية (79).
رجل من قريش أحب إلي من أن يربني رجل من هوازن.
ورب الضيعة، أي أصلحها وأتمها.
ورب فلان ولده يربه ربًا، وترببه، بمعنى أي رباه
(1)
.
وقال الراغب الأصفهاني أيضًا: الرب في الأصل التربية وهو إنشاء الشيء حالًا فحالًا إلى حد التمام، ويقال: ربه ورباه ورببه .... ولا يقال: الرب مطلقًا إلا لله تعالى المتكفل بمصلحة الموجودات نحو قوله تعالى: {بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ}
(2)
وعلى هذا قوله تعالى: {وَلَا يَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلَائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَابًا}
(3)
وبالإضافة يقال له ولغيره نحو قوله: {رَبِّ الْعَالَمِينَ}
(4)
و {رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ}
(5)
.
ويقال: رب الدار ورب الفرس لصاحبهما
…
(6)
.
وقال ابن منظور
(7)
: رب كل شيء مالكه ومستحقه.
وقيل: صاحبه.
(1)
الصحاح (1/ 130).
(2)
سورة سبأ آية (15).
(3)
سورة آل عمران آية (80).
(4)
سورة الفاتحة (2).
(5)
سورة الدخان آية (8).
(6)
المفردات في غريب القرآن (ص 184).
(7)
جمال الدين أبو الفضل محمد بن مكرم بن علي بن أحمد بن أبي القاسم الأنصاري الإفريقي المعروف بابن منظور، أديب لغوي، شارك في علوم كثيرة، له مصنفات كثيرة منها: لسان العرب، ومختصر تاريخ دمشق لابن عساكر، توفي سنة 711 هـ.
بغية الوعاة (1/ 248) وحسن المحاضرة (1/ 219) وشذرات الذهب (6/ 26).
ويقال: فلان رب هذا الشيء أي ملكه له.
وكل من ملك شيئًا، فهو ربه، يقال هو رب الدابة، ورب الدار وفلان رب البيت
…
(1)
.
ويطلق الرب في اللغة على معان عدة، قال ابن الأثير: الرب يطلق في اللغة على المالك، والسيد، والمدبر، والمربي، والقيم، والمنعم، ولا يطلق غير مضاف إلا على الله تعالى، وإذا أطلق على غيره أضيف فيقال: رب كذا، وقد جاء في الشعر مطلقًا على غير الله تعالى، وليس بالكثير
(2)
.
وقد ورد في الحديث لفظ الرب مضافًا إلى غير الله تعالى كما في صحيح مسلم عن رافع بن خديج أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر رب الأرض أن يزرعها أو يزرعها
(3)
.
وأما قوله تعالى: {اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ}
(4)
فكما قال ابن الأثير رحمه الله تعالى: "
…
فإنه خاطبه على المتعارف عندهم، وعلى ما كانوا يسمونهم به، ومثله قول موسى عليه السلام للسامري {وَانْظُرْ إِلَى إِلَهِكَ}
(5)
أي الذي اتخذته إلهًا.
فأما الحديث في ضالة الإبل: (حتى يلقاها ربها)
(6)
فإن البهائم غير
(1)
لسان العرب (1/ 399).
(2)
النهاية لابن الأثير (2/ 179).
(3)
صحيح مسلم كتاب البيوع، باب كراء الأرض بالطعام (3/ 1181).
(4)
سورة يوسف آية (42).
(5)
سورة طه آية (97).
(6)
جزء من حديث أخرجه البخاري (3/ 79) ومسلم (3/ 1348) من حديث خالد الجهني أنه سأل الرسول صلى الله عليه وسلم عن ضالة الإبل فقال: "ما لك وما لها؟ ، معها حذاؤها وسقاؤها ترد الماء وتأكل الشجر حتى يلقاها ربها".
متعبدة ولا مخاطبة، فهى بمنزلة الأموال التى يجوز إضافة مالكيها إليها وجعلهم أربابًا لها"
(1)
.
وخلاصة القول: أن الله سبحانه وتعالى هو مالكنا، وهو سيدنا ومصلحنا وهو المطاع عز وجل، والعباد كلهم له مملوكون تبارك وتعالى.
يقول ابن القيم رحمه الله تعالى: فاسم الرب له الجمع الجامع لجميع المخلوقات فهو رب كل شيء وخالقه، والقادر عليه، لا يخرج شيء عن ربوبيته وكل من في السموات والأرض عبد له في قبضته، وتحت قهره
(2)
.
(1)
النهاية لابن الأثير (2/ 179).
(2)
مدارج السالكين (1/ 34).