الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث الثالث أهمية الإيمان
يجب على كل معلم أن يعرف أركان الإيمان، وهي الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشرّه، لأن الإيمان بهذه المغيبات أساس هذا الدين، لأن الله سبحانه وتعالى لا يقبل إيمان أحد جحد بها أو بواحد منها حتى يقرّ ويؤمن بها جميعًا.
فالإيمان بالله تعالى له أهمية قصوى لأن سعادة الإنسان في الدارين مبنيّة على قوة إيمانه بالله تعالى وقربه منه، فمن أطاع الله تبارك وتعالى وآمن به إيمانًا حقًا واجتنب ما نهي عنه فقد فاز فوزًا عظيمًا، كما أن نجاة الإنسان من عذاب الله تبارك وتعالى ومن عقابه الذي توعّد به الكافرين هو بالإيمان به عز وجل.
وقد وردت آيات كثيرة في كتاب الله تعالى تحثّ على الإيمان بالله وتبيّن أهميته.
فمن ذلك قوله تعالى: {وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3)}
(1)
.
(2)
.
(1)
سورة العصر.
(2)
سورة النحل، آية (97).
والإيمان سبب لحصول رغد العيش؛ كما قال تعالى: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ}
(1)
.
والإيمان سبب للأمن في الآخرة؛ كما قال تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ (82)}
(2)
، وهو سبب للتثبيت عند سؤال القبر والنجاة من عذابه؛ كما قال تعالى:{يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ}
(3)
.
وقال تعالى: {فَمَنْ آمَنَ وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ}
(4)
، وهو سبب لرضوان الله تعالى ولدخول جنّته وللنجاة من النار، قال تعالى:{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ (7) جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ (8)}
(5)
.
(6)
.
فالإيمان له أهمية بالغة، وقد بين ابن رجب رحمه الله تعالى هذه الأهمية، فقال: "والإيمان هو قوت القلوب وغذاء الأرواح وسبب حياتها، ومتى فقدته القلوب ماتت، وموت القلوب لا يرجى معه حياة أبدًا، بل هو هلاك الدنيا والآخرة؛ كما قيل:
(1)
سورة الأعراف، آية (96).
(2)
سورة الأنعام، آية (82).
(3)
سورة إبراهيم، آية (27).
(4)
سورة الأنعام، آية (48).
(5)
سورة البينة، آية (8).
(6)
سورة الصف، آية (11).
ليس من مات فاستراح بميت
…
إنما الميت ميت الأحياء
(1)
فلذلك شبّه المؤمن بالزرع حيث كان الزرع حياة الأجساد، والإيمان حياة الأرواج"
(2)
.
وقال رحمه الله تعالى أيضًا: "فمن حصل له نصيب من دين الإسلام فقد حصل له الفضل العظيم، وقد عظمت عليه نعمة الله فما أحوجه إلى القيام بشكر هذه النعمة وسؤاله دوامها والثبات عليها إلى الممات والموت عليها، فبذلك تتمّ النعمة"
(3)
وقال رحمه الله تعالى أيضًا مبينًّا أهمية مسائل الإيمان والإسلام لما يتعلق بها من الأمور الهامّة، فقال:"وهذه المسائل: أعني مسائل الإسلام والإيمان والكفر والنفاق مسائل عظيمة جدًا، فإن الله عز وجل علّق بهذه الأسماء السعادة والشقاوة واستحقاق الجنّة والنار"
(4)
.
(1)
هذا البيت لعدي بن الرعلاء الغساني، نسبه إليه ابن منظور في لسان العرب (2/ 91)، وكذا الزبيدي في تاج العروس (5/ 101)، وذكره بدون نسبه الأزهري في تهذيب اللغة (14/ 343)، والجوهري في الصحاح (1/ 267).
(2)
غاية النفع شرح حديث تمثيل المؤمن بخامة الزرع (ص 31، 32).
(3)
لطائف المعارف (ص 86، 87).
(4)
جامع العلوم والحكم (1/ 72).