الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قال شيخنا: هذا هو الصوابُ لأن أسيد بن حُضير توفي في أيام عمر
ابن الخطاب سنة عشرين (1) قال وقد رواه روحُ وعبد الرحمن وعبد الرزاق عن
ابن جُريج فقالا: أسيدُ بن ظهير كذا قال، وفي المسند كما رأيتَ خلافَهُ، فالله
أعلم.
رواية محمد بن إبراهيم، وأبي سعيد، وابن شفيع عن أسيد بن حُضير قال البخاري في فضائل القرآن: قال الليث: حدثني يزيد بن الهادِ إلى آخر السند ويؤخذُ ما روته عائشة عن أسيدٍ إلى آخر مسندهِ (2) .
(حديث عائشة عنه رضي الله عنها
/
(1) وكانت بداية خلافة معاوية سنة (40هـ) وهو فارق زمني طويل كما لا يخفى
…
إذ أن الثابت أن أسيد بن حضير مات في عهد عمر وقطع بذلك البخاري في التاريخ الكبير (2/47) أَمَّا أسيد بن ظهير فتوفي في خلافة عبد الملك بن مروان كما أورده ابن الأثير في أسد الغابة 1/114.
(2)
الحديث أخرجه البخاري من طريقين: أحدهما عن الليث عن يزيد بن الهاد عن محمد بن إبراهيم التيمي عن أسيد بن حضير. ومحمد بن إبراهيم من صغار التابعين لم يدرك أسيد بن حضير، فالرواية منقطعة.
ثانيهما: عن الليث عن يزيد بن الهاد عن عبد الله بن خباب عن أبي سعيد الخدري عن أسيد بن حضير، وهي متصلة.
والحديث أخرجه البخاري من طريقه في (باب نزول السكينة والملائكة عند قراءة القرآن) وسيورد المصنف نصه بعد قليل. صحيح البخاري بشرح الفتح 9/63.
471 -
حدثنا علي بن إسحاق، أنبأنا عبد الله بن المُبارك، أنبأنا يحيى بنُ أيوب، عن عُمارة بن غزية، عن محمد بن عبد الله بن عمرو، عن أمِّهِ فاطمة بنتِ حُسين، عن عائشة:(أنها كانت تقول: كان أُسيدُ بن حُضيرٍ من أفاضل الناس، وكان يقولُ: لو أني كما أكون على أحوالٍ ثلاثٍ من أحوالي لكنتُ: حين أقرأُ القرآن، وحين أسمعه يُقرأ، وإذا سمعتُ خُطبةَ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإذا شهدتُ جنازةً، وما شهدتُ جنازةً [قط] (1) فحدثتني نفسي بسوى ماهو مفعولٌ بها وما هي صائرةٌ إليه) (2) .
(1) مابين المعكوفين زدناه من لفظ المسند 4/352 ولفظه أيضاً: (فحدثت نفسي) .
(2)
نفس المصدر السابق.
472 -
حدثنا يزيد بن هارون، حدثنا محمد بن عمرو، عن أبيه، عن جده علقمة، عن عائشة قالت:(قدمنا من حجًّ أو عمرةٍ، فتُلقِّينا بذي الحُليفةَ، وكان أناسٌ (1) من الأنصار تلقوا أهليهم، فلقوا أُسيد بن حُضير فنعوا لهُ امرأتهُ، فتقنع، وجعل يبكي، قالت: فقلتُ له: غَفَر الله لك. أنت صاحبُ رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولك من السابقة والقِدَم ما لك، تبكي على امرأةٍ؟ فكشف عن رأسه، وقال: لقد صدقتِ لعمري حقي ألا أبكي على أحدٍ بعد سعد بن مُعاذ، وقد قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ [قال](2)) لقد اهتزَّ العرشُ لوفاة سعدٍ بن مُعاذٍ. قالت، وهو يسيرُ بيني وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم (تفرد به (3) .
473 -
قال البخاري في فضائل القرآن: وقال الليث: حدثني يزيد بن الهاد، عن محمد بن إبراهيم عن أُسيد بن حُضير قال:(بينما هُو يقرأُ من الليل سورة البقرة، وفرسُهُ مرْبُوطةٌ عندهُ، إذ جالت الفرس فسكت فسكنت. فقرأ فجالت الفرسُ فسكت فسكنت، ثم قرأ فجالت الفرسُ، فانصرفَ، وكان ابنهُ يحيى قريباً منها، فأشفق أنْ تُصيبهُ، فلمَّا اجْترّه (4) رفع رأسهُ إلى السماء حتى ما يراها، فلما أصْبَح حدَّثَ النبي صلى الله عليه وسلم فقال: اقرأ يا ابن حُضَير، اقرأ يا ابن حُضَير. قال: فأشفقتُ يارسول الله أن تطأَ يَحْيَى، وكان منها قريباً، فرفعتُ رأسي فانصرفتُ إليه، فرفعتُ رأسي إلى السماء، فإذا مثلُ الظُّلَّةِ فيها أمثال المصابيح، فخرجتْ حتى ما
أراها. قال: وتدري ما ذاك؟ قال: لا. قال تلك الملائكة/ دَنتْ
(1) لفظ المسند: (غلمان من الأنصار) .
(2)
مابين المعكوفين زدناه من لفظ المسند 4/352.
(3)
نفس المصدر السابق.
(4)
قال الحافظ ابن حجر: اجتره، بجيم ومثناة وراء ثقيلة والضمير لولده، أي اجتر ولده من المكان الذي هو فيه حتى لا تطأه الفرس اهـ فتح الباري 9/64.
لصوتك، ولو قرأت لأصبحتْ تراها أو ينظر الناسُ إليها لا تتوارى منهم) (1) .
قال ابن الهادي: وحدثني هذا الحديث عبد الله بن خَبَّاب، عن أبي سعيد الخدري، عن أُسيد بن حُضير كذا ذكرهُ البخاري مُعلقاً عن الليث، حدثني يزيد بن الهاد عن محمد بن إبراهيم عن أسيدٍ (2) .
(1) في المخطوطة: (أو ينظر إليها الناس ما تستر عنهم) وآثرنا الالتزام بالنص عند البخاري. وقد سبقت الإشارة إلى الحديث. صحيح البخاري بشرح فتح الباري 9/63.
(2)
يرجع إلى ما علقنا به على الخبر.
474 -
وقد رواه الطبراني، عن الحسين بن إسحاق، عن عثمان بن أبي شيبة، عن محمد بن بشرٍ، عن محمد بن عمرو، عن محمد بن إبراهيم، عن محمود بن لبيد:(أن أُسيدًا كان من أحسن الناس صوتاً بالقرآن، فقرأ ليلةً، وفرسه مربوطة)(1) الحديث.
475 -
وقد رواه النسائي عن محمد بن عبد الله بن عبد الحكيم عن شُعيب عن الليث، عن خالد، عن ابن أبي هلالٍ، عن يزيد بن عبد الله بن الهادِ، عن عبد الله بن خَبَّاب، عن أبي سعيدٍ عن أسيدَ بن حُضير به (2) .
476 -
وكذلك رواه عن علي بن محمد بن علي، عن داود بن منصور عن الليث عن خالدٍ به فزادَ بين الليث وابن الهادِ اثنين والبخاري (3) ممن صرَّحَ في روايتهِ سماعه لهذا الحديث عن يزيد بن الهادِ فالله أعلم.
ثم ظهر لي أن قول يزيد بن الهادِ: حدثني عبد الله بن خبّابٍ، عن أبي سعيدٍ الخدري، عن أسيدٍ به مما عَلقَه البخاري عن يزيد، لا مما علقهُ
(1) المعجم الكبير للطبراني 1/207.
(2)
النسائي كما في تحفة الأشراف 1/71.
(3)
أورد الطريقين عن النسائي ابن حجر في فتح الباري 9/63 كما أشار الحافظ المزي في التحفة إلى إخراج البخاري للخبر من طريق محمد بن إبراهيم عن أسيد.
عن الليث عنهُ. وذاك إنما علقهُ عن الليث، عن ابن الهادِ، عن محمد بن ابراهيم. ثم علقهُ عن ابن الهادِ، حدثني عبد الله بن خبابٍ، عن أبي سعيدٍ، عن أُسيدٍ فليتأمل هذا جيداً.
477 -
ورواه النسائي أيضاً في المناقب، عن أحمد بن سعيد الرِّباطي، عن يعقوب بن إبراهيم، عن أبيه، عن يزيد بن عبد الله بن الهاد، عن عبد الله بن خَبَّاب، عن أبي سعيد، عن أُسيد بن حُضير:(بينما هو يقرأ ليلةً في مربطهِ أو مربده) الحديث (1) .
طريقٌ أخرى في هذا الحديث عن أُسيد.
478 -
قال الطبراني: حدثنا الحسينُ بن إسحاق، حدثنا يحيى الحُمّانيُّ، حدثنا أبو بكر بن عيّاش، عن عاصم، عن زرٍ، عن أُسيد بن حُضير:(أنه قال: يارسول الله إني كنتُ أقرأ البارحة سورة الكهف فجاء شئٌ حتى غطى عليَّ. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تلك السكينةُ جاءت تستمع القرآن)(2) .
479 -
ورواه أيضاً من / طريق عن عبيد الله [بن عمر] عن زيد بن أسلم، عن أُسيد به) (3) .
(حديث آخر عنهُ)
480 -
قال شيخنا (4) في الأطراف عقيب رواية حصين (5) عن أُسيد في الإمامة: روى محمد بن إسحاق، عن حصين بن عبد الرحمن الأشهلي، عن
(1) تحفة الأشراف 1/72.
(2)
()
…
المعجم الكبير للطبراني 1/208.
(3)
المعجم الكبير للطبراني وفيه: (تلك الملائكة جاءت تستمع قرآنك آخر الليل: سورة البقرة) وكان أسيد حسن الصوت 1/208.
(4)
هو الحافظ المزي.
(5)
في المخطوطة: (حضير) وتكرر ذلك في مواضعه من الخبر والصواب ما أثبتناه. يراجع الطبراني في المعجم الكبير 1/208 وتهذيب التهذيب 2/380.
محمود بن لبيد، عن أبي شفيع، وكان طبيباً، عن أُسيد بن حُضيرٍ قال قلتُ:(يارسول الله جزاك الله عنا خيراً. قال: وأنتم فجزاكم الله عني خيراً) .
481 -
وقد رواه الطبراني بأبسطَ من هذا، من طرق عن يحيى بن زكريا، عن محمد بن إسحاق، عن حُصين بن عبد الرحمن بن [عمرو] بن سعد (1) بن مُعاذٍ، عن محمود بن لُبيدٍ، عن ابن شفيعٍ وكان طبيباً. قال:(قطعتُ من أُسيد بن حُضيرٍ عرقاً يُسمى النَّسا، فحدثني حديثين. قال: أتاني أهلُ بيتين (2) من قومي، فقالوا: كلّمْ لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسمْ لنا من هذا التمر، فأتيتهُ، فكلمتهُ، فقال:(نعم نقسمُ لكلِّ أهل بيتٍ شطراً. قال: وإن عاد الله علينا عُدْنا عليهم) فقلتُ: جزاك الله عنا خيراً. فقال: (وأنتُمْ فجزاكُمُ الله عني معاشر الأنصار خيراً (3) أَمَّا إنكُم ستلقون بعدي أثرةً فاصبروا حتى تلقوني على الحوض) (4) .
482 -
وقد رواهُ أبُو يعلى عن رحمويه عن يحيى بن زكريا بهِ، وجعل الحديث الثاني هو قولهُ:(إنكم ستلقون بعدي أثَرةً) قال: فلما كان زمنُ عمر بن الخطاب قسم حُللاً بين الناس، فبعث إلى بحُلة، فاستصغرتها، فأعطيتُها ابني، فلما كنتُ أصلي إذ مر بي شابٌ من قريشٍ عليه حُلةٌ من تلك الحلل يجرُها، فذكرتُ قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:(إنكم ستلقون بعدي أثرةً) فقلتُ: صدق الله ورسولهُ، فانطلق رجل إلى عُمر، فأخبرهُ، فجاء وأنا أصلي، فقال: صل يا أسيد، فلما قضيتُ صلاتي قال: كيف قلتَ؟ فأخبرتُهُ، فقال: تلك حلةٌ بعثَ بها إلى فلانُ بن فلانٍ، وهُو بدري أحدُ بني عدي، فأتاهُ هذا الفتى، فابتاعها منهُ، ولبسها، أفظننت أن هذا يكونُ
(1) زيادة من الطبراني وهو أيضاً حصين بن عبد الرحمن الأشهلي.
(2)
في المخطوطة: (أهل بدر) وليس ببعيد.
(3)
هنا زيادة عند الطبراني: (فإنكم - ما علمت - أعفة صبر) .
(4)
المعجم الكبير للطبراني 1/209.