الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
636 -
حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شُعبة، عن أبي إسحاق: سمعتُ ربيع ابن البراء يحدث عن البراء: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أقبل من سفرهِ قال آيبُون تائبُون لربنا حامدون)(1) رواه الترمذي والنسائي من حديث شعبة بهِ قال الترمذي: ورواهُ الثوري عن البراء ولم يذكر الربيع ورواية شعبة أصحُّ (2) .
(الربيعُ بن لُوطٍ عن عمه البراء بن عازبٍ)
637 -
(كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أخذ مضجعهُ وضع يدهُ اليُمنى تحت شقِّهِ الأيمن) الحديث رواه النسائي في اليوم والليلةِ عن عبد الله بن الصباح، عن [معتمر ابن سليمان] عن محمد بن عمرو عنه بهِ (3) .
(زاذان أبو عمرو البزار عنهُ)
638 -
حدثنا أبو معاوية، حدثنا الأعمش عن منهالِ بن عمرو، عن زاذان، عن البراء بن عازب. قال:(خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازةِ رجلٍ من الأنصار، فانتهينا إلى القبر، ولمَّا يُلْحَدُ، فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجلسنا حولهُ، كأن على رؤوسنا الطَّيرُ، وفي يده عُودٌ ينكتُ به في الأرض، فرفع رأسه، فقال: (استعيذوا/ [بالله من عذاب القبر مرتين أو ثلاثاً ثم قال: إن العبد المؤمن إذا كان] (4) في انقطاع من الدنيا. وإقبالٍ من الآخرة. نزل إليه ملائكة [من السماء بيض الوجوه](5) كأن وجوههم
(1) المسند: 4/289 من حديث البراء بن عازب.
(2)
سنن الترمذي: كتاب الدعوات: باب ما يقول إذا رجع من سفره: 5/498، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح والنسائي في الكبرى وفي اليوم والليلة كما في تحفة الأشراف 2/15.
(3)
عمل اليوم والليلة كما في تحفة الأشراف 2/15 وما بين معكوفين تصويب منه وكانت بالمخطوطة: (عن سعيد) .
(4)
مابين المعكوفين كان بياضاً بالأصل وأثبتناه من رواية أحمد في مسنده.
(5)
مابين المعكوفين كان بياضاً بالأصل وأثبتناه من رواية أحمد في مسنده.
الشمس، معهم كفنٌ من أكفان الجنة [وحنوط من حنوط الجنة](1) فجلسوا منه مدَّ البصر، ثم يجئُ ملك الموت عليه السلام، حتى يجلس عند رأسه، فيقول: أيَّتُها النفس الطيبة اخرجي إلى مغفرةٍ من الله ورضوانٍ. قال: فتخرج تسيلُ كما تسيلُ القطرة من في السقاء، فيأخُذها فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عينٍ، حتى يأخُذوها، فيجعلوها في ذلك الكفن، وفي ذلك الحنوط، ويخرجُ منها كأطيب [نفحة مسك] (2) وُجدتْ على وجه الأرض. قال: فيصعدون بها.
ولا يمرون - يعني بها على ملإٍ من الملائكة إلا قالوا: ما هذا الرُّوح الطيبُ؟ فيقولون: فلانُ بن فلانٍ، بأحسنِ أسمائهِ التي كانوا يُسمونهُ بها في الدنيا، حتى ينتهُوا بها إلى السماء الدنيا فيستفتحون له، فيفتح له، فيشيعهُ من كل سماءٍ مُقرِّبوها إلى السماء التي تليها، حتى ينتهوا به إلى السماء السابعة فيقول الله عز وجل: اكتبوا كتابهُ في علِّيين، وأعيدوه إلى الأرض، فإني منها خلقتُهم، وفيها أعيدُهم، ومنها أخرجهم تارةً أُخرى، قال: فتُعادُ رُوحُه في جسده، فيأتيه ملكان، فيجلسانهُ، فيقولان لهُ: من ربُّك؟ فيقولُ ربي الله. فيقولان لهُ: ما دينُك؟ فيقول: ديني الإسلام فيقولان: ما هذا الرجلُ [الذي بعث فيكم؟](3) فيقول: هُو رسول الله. فيقولان: وما علمُكَ؟ فيقولُ: قرأتُ كتاب الله، فآمنتُ به، وصدقتُ. فينادي منادٍ من السماء: أنْ صدق عبدي، فأفرشوهُ من الجنة [وألبسوه من الجنة] (4) وافتحوا له باباً إلى الجنةِ. قال: فيأتيهِ من روحها ونسيمها وطيبها ويفسح له في قبرهِ مدَّ بصره. قال: فيأتيه رجلٌ [حسن الوجه](5) حسنُ الثياب طيب الريح،
(1) مابين المعكوفين كان بياضاً بالأصل وأثبتناه من رواية أحمد في مسنده.
(2)
مابين المعكوفين كان بياضاً بالأصل وأثبتناه من رواية أحمد في مسنده.
(3)
مابين المعكوفين زدناه من لفظ المسند: 4/287 وهو الأليق بالسياق.
(4)
مابين المعكوفين زدناه من لفظ المسند: 4/287.
(5)
مابين المعكوفين زدناه من لفظ المسند: 4/287.
فيقولُ له: أبشر بالذي يسُركَ [هذا يومك](1) الذي كنت توعدُ. فيقول لهُ: من أنت؟ فوجهُكَ الوجهُ يجئ بالخير، فيقولُ: أنا عملُك الصالح. فيقولُ: رب أقِم الساعة رب أقم الساعة حتى أرجعَ إلى أهلي ومالي / قال وإن العبد الكافر إذا كان في انقطاعٍ من الدنيا وإقبال من الآخرةِ نزل إليه ملائكةُ من السماء سودُ الوجوهِ معهم المسُوحُ، فيجْلسُون منهُ مدَّ البصر، ثم يجئ ملك الموتِ، حتى يجلس عند رأسهِ، فيقولُ: أيتها النفس الخبيثة اخرجي إلى غضب الله وسخطه.
قال: فتُفرق في جسده، فينتزعُها كما ينتزعُ السفُّود (2) من الصوف المبلول، فيأخذها فإذا أخذها لم يدعوها في يدهِ طرفةَ عينٍ، حتَّى يجعلوها في تلك المُسُوحِ، ويخرجُ منها كأنتن ريحٍ [جيفة](3) وُجدتْ على وجه الأرض، فيصعدون بها، فلا يمرُّون بها على ملإٍ من الملائكة إلا قالوا: ما هذه الروح الخبيثة؟ فيقولون: فلان بن فلان، بأقبح أسمائه التي كان يُسمى بها في الدنيا حتى ينتهي بها إلى السماء الدنيا، فيُستفتحُ له، ولا يُفتحُ له، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم:{لا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ} (4) فيقول الله تبارك وتعالى: اكتبوا كتابهُ في سجين في الأرض السُفلى فتطرحُ روحَهُ طرحاً، ثم قرأ:{وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنْ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ} (5)
فتعاد روحُهُ في جسده، فيأتيه ملكان، فيُجلسانه، فيقولان لهُ: من ربك؟ فيقولُ: هاهٌ هاه. لا أدري؟ فيقولان له: [مادينك؟ فيقول: هاه هاه، لا أدري فيقولان له: ما هذا الرجل الذي بعث فيكم؟ فيقول: هاه هاه لا أدري. فيقولان له](6)
(1) مابين المعكوفين كان بياضاً بالأصل وزدناه من لفظ المسند.
(2)
السفود: جريدة ذات شعب معقفة يشوى به اللحم. اللسان 3/2024.
(3)
مابين المعكوفين زدناه من لفظ المسند: 4/288.
(4)
سورة الأعراف، آية (40) .
(5)
()
…
سورة الحج، آية (31) .
(6)
مابين المعكوفين سقط من الأصل وزدناه من لفظ المسند وبه يستقيم السياق.
لادريت، فينادي منادٍ من السماء أن كذبَ فأفرشوا له من النارِ، وافتحُوا له باباً من النار، فيأتيه من حرِّها وسمُومها. ويُضيَّقُ عليه قبرُهُ، حتى تختلف فيه أضلاعُه، ويأتيه رجلٌ قبيحُ الوجه قبيح الثياب منتنُ الريح، فيقول: أبشرْ بالذي يسوءك هذا يومَ الذي كُنْتَ توعدُ، فيقولُ: من أنْتَ؟ فوجهك الوجه الذي يجئ بالشر. فيقولُ: أنا عملك الخبيثُ فيقولُ: ربِّ لا تُقم الساعة) (1) .
رواهُ أبو داودَ في السُّنةِ عن هنادٍ، عن أبي معاوية وعبد الله بن نُمير، وفي الجنائز، عن عثمان بن أبي شيبة، عن جرير كلهم، عن الأعمش به (2) .
ورواه النسائيُّ (3) وابن ماجه من حديثِ عمرو بن قيسٍ، زادَ ابن ماجه (4) ويونس بن خباب كُلهم عن المنهالِ بن عمرو به.
(1) رواية أحمد بطوله في المسند: 4/287 من حديث البراء.
(2)
سنن أبي داود: كتاب السنة: باب المسألة في القبر: 2/540.
(3)
سنن النسائي: كتاب الجنائز: باب الوقوف للجنائز: 4/78.
(4)
سنن ابن ماجه: كتاب الجنائز: باب ماجاء في الجلوس في المقابر: 1/494، وأخرج صدره.
639 -
حدثنا ابن نمير/، حدثنا الأعمش، حدثنا المنهالُ بن عمرو، عن أبي عُمر زاذان. قال: سمعتُ البراء بن عازبٍ قال: (خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة رجل من الأنصار، فانتيهنا إلى القبر ولما يلحد قال: فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وجلسنا معه)، فذكر نحوه وقال:(فينتزعها تتقطع معها العروق، والعصب) قال أبي وكذا قال زائدة (1) .
640 -
حدثنا معاوية بن عمرو، حدثنا زائدة، حدثنا سُليمانُ الأعمش، عن المنهال بن عمرو، حدثنا زاذانُ قال: قال البراءُ: (خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازةِ رجل من الأنصار) فذكر معناهُ إلَاّ أنه قال:
(1) المسند: 4/288.
(وتمثَّل له رجلٌ حسنُ الثياب حسن الوجهِ)، وقال في الكافر:(وتمثلُ له رجلٌ قبيح الوجه قبيح الثياب)(1) .
(1) مسند أحمد: 4/288 من حديث البراء بن عازب.
641 -
حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن يونس بن خبابِ، عن المنهالِ ابن عمروٍ، عن زاذان، عن البراء بن عازبٍ، قال:(خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جنازةِ رجُل من الأنصار، فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجلسنا حولهُ كأنَّ على رؤوسنا الطيرُ، وهو يُلحد لهُ، فقال: أعوذ بالله من عذاب القبر. ثلاث مراتٍ، ثم قال: إن المؤمن إذا كان في إقبالٍ من الآخرة، وانقطاع من الدنيا تنزلت إليه الملائكة كأنَّ على وجوههم الشمسُ، مع كل واحدٍ منهُم كفنٌ وحنوطٌ، فجلسُوا منه مدَّ بصرهِ، حتى إذا خرج روحه صلى عليه كل ملكٍ بين السماء والأرض، وكلُّ ملكٍ في السماء، وفتحت [له] (1) أبواب السماء، ليس من أهل بابٍ إلاّ وهم يدعون [الله] (2) أن يُعرج بروحه من قبلهم فإذا عرجوا بروحه. قالوا: ربِّ. عُبدك فلان. فيقول: أرجعوه فإني عهدتُ إليهم أني منها خلقتهم وفيها أعيدهُم ومنها أخرجُهم تارةً أخرى. قال: فإنهُ يسمعُ خفق نعالهم يعني أصحابه إذا نزلوا عنه، فيأتيه آتٍ يقولُ: ما دينكُ؟ وما ربك؟ من نبيك؟ فيقول: ربي الله، وديني الإسلام، وبنيي محمد صلى الله عليه وسلم، فينتهرُه فيقولُ: من ربك؟ ما دينك؟ من نبيك؟ وهي آخر [فتنة](3) تعرض على المؤمن فذلك حين يقول الله عز وجل: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ/ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ} (4) [فيقول: ربي الله، وديني
(1) مابين المعكوفين زدناه من لفظ المسند: 4/288.
(2)
مابين المعكوفين زدناه من لفظ المسند: 4/288.
(3)
مابين المعكوفين زدناه من لفظ المسند: 4/288.
(4)
سورة إبراهيم: آية (27) .
الإسلام، ونبيي محمد صلى الله عليه وسلم. فيقول له صدقت] (1) .
ثم يأتيه آتٍ حسن الوجه طيب الريح حسن الثياب، فيقول أبشر بركامةٍ من الله ونعيم مقيم، فيقول: وأنت فبشَّرَك الله بخيرٍ من أنت؟ فيقول: أنا عملك الصَّالح. أبشرْ كنتَ والله سريعاً في طاعة الله بطيئاً في معصية الله، فجزاك الله خيراً، ثم يفتح له بابٌ من الجنةِ وبابٌ من النار، فيقالُ: هذا منزلك لو عصيت الله أبدلك الله بهِ هذا، فإذا رأى ما في الجنةِ قال: ربِّ عجِّلْ قيام الساعة كيما أرجع إلى أهلي ومالي، فيقالُ له: اسْكُن.
وإن الكافِرُ إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبالٍ من الآخرة نزلت عليه ملائكةٌ غلاظٌ شدادٌ فانتزعوا رُوحهُ كما ينتزع السفُّود الكثير الشعب من الصوف المبلول، وتنزعُ نفسهُ من العُروق فيلعنهُ كلُّ ملكٍ بين السماء والأرض، وكل ملائكة في السماء وتغلق أبواب السماءِ وليس من أهلِ بابٍ إلا وهُم يدعون الله أن لا يُعرج بروحه من قبلهم، فإذا عرج بروحه قالوا: ربِّ عبدك فلان. قال: أرجعوهُ فإني عهدتُ إليهم أنِّي منها خلقتُهم وفيها أعيدهُم ومنها أخرجُهم تارة أخرى. قال: فإنَّهُ ليسمع خفق نعالِ أصحابهِ إذا ولَّوا [عنه](2) قال: فيأتيهِ آتٍ فيقول: من ربُّك وما دينُكَ، ومن نبيكَ؟ فيقول: لا أدري؟ فيقولُ: لا دريت، ولا تلوت، فيأتيه آتٍ قبيح الوجه قبيح الثياب مُنتن الريح فيقول: أبشر بهوانٍ من الله وعذاب مُقيم. فيقول: ومن أنتَ؟ فبشرك الله بالشر. فيقول: أنا علمك الخبيث كُنت بطيئاً في طاعة الله سريعاً في معصية الله، فجزاك الله شراً، ثم يُقيَّضُ له أعمى أصمَّ أبكم في يده مرزبة لو ضُرب بها جبلٌ كان تُراباً، فيضربُه ضربةً، فيصير تراباً، ثم يُعيدهُ الله كما كان، ثم
(1) مابين المعكوفين سقط من الأصل، وأثبتناه من المسند وبه يستقيم السياق. انظر المسند: 4/296.
(2)
مابين المعكوفين زدناه من لفظ المسند: 4/196.