الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
نزلت في الأنصار. كانت الأنصار تُخرج إذا كان جدادُ النخل من حيطانها (1) أقناء (2) البُسر، فيعلقونه على حبل بين أُسطوانتين في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيأكلُ منهُ فُقراء المهاجرين، فيعمد أحدُهم فيدخل قنوا فيه الحشف (3) لظن أنه جائزٌ (4) في كثرة ما يوضعُ من الأقناء، فنزل فيمن فعل ذلك {وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ} يقول: لا تعمدوا للحشف {مِنْهُ تُنفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَاّ أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ} يقول: لو أهدى لكم ما قبلتموه إلا على الاستحياء من صاحبه غيظاً أنه بعث إليكم ما لم يكن لكم فيه حاجةٌ {وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ} قال: عن صدقاتكم) (5) .
عروة عن البراء بن عازبٍ
(1) أي البساتين.
(2)
أقناء جمع قنو وهو العِذق.
(3)
هو اليابس الفاسد من التمر.
(4)
أي نافد ما يتعرفه أحد لاختلاطه بغيره.
(5)
سنن ابن ماجه: الزكاة: النهي أن تخرج في الصدقة شر ماله 1/583 وقال البوصيري: إسناده صحيح.
736 -
حدثنا هُشيم، عن العوام، عن عروة، عن البراء بن عازب قال:(كُنا إذا صلينا خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم قُمنا صفوفاً، حتى إذا سجد تبعناهُ) . تفرد به من هذا الطريق (1) وهو في الصحيحين من وجه آخر.
عمرو بن عبد الله أبو إسحاق السَّبَيعي عنه يأتي في الكنى
غَزْوان أبو مالك الغفاري عن البراء
737 -
في قوله تعالى: {وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ} قال: (نزلت فينا معاشر الأنصار) الحديث نحو ما تقدم، عن عدي بن ثابت/، عن البراء بن عازبٍ. رواه الترمذي من حديث إسرائيل والثوري، عن
(1) مسند أحمد 4/292.
السُّدِى عن أبي مالك عن البراء وقال: حسنٌ غريبٌ (1) .
الجوزجاني: محمد بن مالك خَادم البراء بن عازبٍ رضي الله عنه
(1) الحديث أخرجه بطوله الترمذي: بنحو حديث ابن ماجه السابق من حديث إسرائيل ثم قال: هذا حديث حسن، غريب صحيح، وقد روى سفيان عن السدي شيئاً من هذا: 5/218 والآية 267 سورة البقرة.
738 -
حدثنا أبو عبد الرحمن المقري، وحسين بن محمد المعنى. قالا: حدثنا أبو رجاء عبد الله بن واقدٍ الهروي، حدثنا محمدُ بن مالكٍ، عن البراء بن عازبٍ. قال:(بينما نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ بَصُرَ بجماعةٍ، فقال: عَلَامَ اجتمع عليه هؤلاء؟ قيل: على قبرٍ يحفرونهُ. قال: ففزِعَ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبدر من وراء أصحابه مُسرعاً، حتى أتى القبر، فجثا عليه، قال: فاستقبلتُهُ من بين يديه لأنظرُ ما يصنعُ، فبكى، حتى بلَّ الثرى من دموعه، ثم أقبل علينا، فقال: (أي إخواني لمثل هذا اليوم فأعدوا)(1))
رواه ابن ماجه من حديث أبي رَجاء الخراساني وهُو الهروي بهِ (2) .
739 -
حدثنا أبو عبد الرحمن، حدثنا أبو رجاء، حدثنا محمد بن مالك. قال: رأيتُ على البراءِ خاتِماً من ذهبٍ، فكان الناس يقولون لهُ: لم تتختم بالذهب وقد نهى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال البراء: (بينَا نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبين يديه غنيمة يقسِمُها سبيٌ وخُرثى (3) . قال فقسَّمَها حتى بقى هذا الخاتم، فرفع طرفهُ، فنظر إلى أصحابه، ثم خَفَض، ثم رفع طرفهُ إليهم ثم خفض، ثم رفع طرفهُ إليهم ثم قال: أي براءُ، فجئتُهُ حتى قعدتُ بين يديه، فأخذ الخاتم، فقبض على كُرْسوعي (4)، ثم قال:
(1) الحديث أخرجه أحمد في مسنده: 4/294.
(2)
الحديث أخرجه ابن ماجه في سننه: كتاب الزهد: باب الحزن والبكاء: 2/1403 وقد علق عليه البوصيري بقوله: إسناده ضعيف، محمد بن مالك ضعيف ولم يسمع من البراء.
(3)
خُرْثِيٌّ: هو أساس البيت ومتاعه، النهاية 2/19.
(4)
الكرسوع: هو طرف رأس الزند مما يلي الخنصر، النهاية 4/163.