الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(حديثٌ آخرُ)
1140 -
قال الطبراني/: حدثنا الحسين بن علي بن نَصر الطوسيُّ، حدثنا عبد الله بن أيوب المخرمي، حدثنا عبد الله بن كثير بن جعفر، عن أبيه، عن جده، عن بلال بن الحارث. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (رمضانُ بالمدينة خيرُ من ألفِ رمضانَ فيما سواها من البلدان، وجُمعَةُ بالمدينة خيرٌ من ألف جمعةٍ فيما سواها من البلدان)(1) .
181 - (بلالٍ بن رباح الحبشي)
(2)
هذه ترجمة بلالُ بن حمامة بن رباحٍ الحبشي مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويُقالُ لهُ ابن حمامةَ، وهي أمُه، ويكنى بأبي عبد الكريم، ويقالُ أبو عبد الله، ويقالُ أبو عبد الرحمن، ويقالُ أبو عمرو القرشي السَّهمِي مولاهم، كانت أمهُ مولاةً لبني جُمحٍ، وكان هو لأُمية بن خلفٍ، وكان يُعذبهُ في الله، ولا يزدادُ إلَاّ إيماناً، ولا يزيدُ على قوله: أحدٌ، أحدٌ، فاشتراهُ أبو بكرٍ، فأعتقهُ لله عز وجل، ولهذا كان عمرُ يقول:(أبو بكر سيدنا وأَعتق بلالاً سيدُنا) . رواه البخاري (3) .
ثم لما شرع الأذان بالمدينة جُعِلَ بلال المُوحِد هو الذي يُنادي بهِ. فكأن أول من أذَّنَ، ثم كان يُؤذن لرسول الله صلى الله عليه وسلم مدة حياته، وقد أذَّن يوم الفتح على ظهر الكعبةَ، ويُقالُ إنهُ أذَّنَ لأبي بكرٍ مدةَ خلافته، والمشهور أنهُ لم يؤذن بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم سوى مرةٍ واحدةٍ، ولم يتم الأذان
(1) الحديث في إسناده / عبد الله بن كثير بن جعفر، قال الشافعي فيه (ركن من أركان الكذب) وأخرجه الطبراني في الكبير 1/359.
(2)
له ترجمة في أسد الغابة: 1/243 والاستيعاب: 1/141 والإصابة: 1/165 والتاريخ الكبير 2/106 والطبقات الكبرى 2/165.
(3)
في المناقب: مناقب بلال بن رباح: 5/33.
من شدة البكاء منه، وممن سمعهُ من المسلمين، تذكروا أيام رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وكان ممن شهد بدراً، وأحداً، والخندق، وبيعة الرضوانِ، وما بعد ذلك، وكان شديد الأُدمةِ نحيفاً طُوالاً أحنى (1) كثير الشعر، وكان لا يُغير شيبهُ، وكان في عُمرِ أبي بكرٍ، وكانت وفاتهُ سنة عشرين، وقد قارب السبعين، وقيل مات سنة طاعون عمواس سنة سبع عشرة بدمشق، ودُفِن بباب الصغير، وقيل بدار الأربعين (2) ، وقيل بحلبٍ فالله أعلم.
وفي الصحيح: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (يابلالُ دخلتُ الجنةُ فسمعتُ دقَّ نعليك أمامي، فأخبرني بأرجى عملٍ عملتهُ؟ قال: ما توضأتُ إلَاّ صليتُ ركعتين) . في بعض الروايات: (ما أحدثتُ إلَاّ توضأت وما توضأتُ إلا صليتُ ركعتين، قال: فبذاك)(3) . ورُوي في بعض الأحاديث: (أنه يجئ يوم القيامة بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم
رافعاً صوتهُ بالآذان فإذا قال: أشهدُ أن محمداً رسول الله / صدقه أهلُ الجمع كلهم) . وفضائلهُ كثيرةٌ جداً رضي الله عنه.
قال شيخنا في حديثه روي عنه أبو بكرٍ، وعُمَر، وعليُّ، وابن مسعود، وأبو هريرة، وأبو سعيد الخدري وآخرون من الصحابة والتابعين.
ولنبدأ برواية الأكابر الأربعة عنه، ثم نرتب الرواية عنه على الحروف كالعادة، وبالله التوفيق.
فأما رواية أبي بكر الصديق عن بلال
(1) الأحنى: من يميل أعلى ظهره على صدره.
(2)
في أسد الغابة: على باب الأربعين بحلب.
(3)
روى نحوه مسلم في صحيحه: فضائل الصحابة: من فضائل بلال: 4/1910.
1141 -
فقال الطبراني: حدثنا عبد الرحمن بن سَلْم الرازي، حدثنا الهيثم اليمان، حدثنا أيوب بن سيار، عن ابن المنكدر، عن جابر، عن أبي
بكر، عن بلال. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( [يابلال] أصبحوا بالصبح فهو خير لكم)(1) .
وأما رواية عمر بن الخطاب رضي الله عنه
(1) المعجم الكبير للطبراني 1/321 وما بين المعكوفين استكمال منه. قال الهيثمي: فيه أيوب بن سيار وهو ضعيف مجمع الزوائد 1/315.
1142 -
فقال الطبراني: حدثنا عمرو بن حفصٍ السَّدُوسي، حدثنا أبو بلال الأشعري، حدثنا قيس بن الربيع، عن أبي حمزة، عن سعيد أبو بلال الأشعري، حدثنا قيس بن الربيع، عن أبي حمزة، عن سعيد بن المسيب، عن عمر، عن بلالٍ. قال:(كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم عندي (1) تمرٌ فتغيَّر، فأخرجته إلى السوق، فبعته صَاعين بصاعٍ، فلما قرَّبتُ إليه [منه] قال: ما هذا يابلال؟ فأخبرتهُ، قال:(مهلاً أربيتَ. أرْدد البيعَ، ثم بعْ تمراً بذهبٍ أو فضة أو حنطة، ثم اشتر به تمراً) ثم قال رسول الله ص ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (التمر بالتمر مثلاً بمثلٍ، والحنطة بالحنطة مثلاً بمثلٍ، والذهب بالذهب وزناً بوزنٍ، والفضة بالفضة وزناً بوزنِ، فإذا اختلف النوعان فلا بأس واحدة بعشرةٍ)(2) .
1143 -
ثم رواه عن الحُسين بن إسحاق، عن عثمان بن أبي شيبة، عن جرير، عن منصورٍ، عن أبي حمزة، عن سعيد بن المسيبِ، عن بلالٍ فذكر نحوه (3) .
(1) في المخطوطة: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم عنده) والتزمنا بنص الطبراني.
(2)
المعجم الكبير للطبراني 1/321 قال الهيثمي: رواه البزار والطبراني في الكبير بنحوه. ورجال البزار رجال الصحيح إلا أنه من رواية سعيد بن المسيب عن بلال ولم يسمع سعيد من بلال وله في الطبراني أسانيد بعضها من حديث ابن عمر عن بلال باختصار عن هذا، ورجالها ثقات، وبعضها من رواية عمر بن الخطاب عن بلال بنحو الأول وإسنادها ضعيف. مجمع الزوائد 4/113.
(3)
المعجم الكبير للطبراني 1/322 ويرجع إلى ما علق به الهيثمي على الحديث السابق.
وأما رواية علي بن أبي طالب عنه
1144 -
فقال الطبراني: حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، حدثني أبي، حدثنا الحسن بن موسى، حدثنا شيبان، عن ليثٍ بن أبي سُليم، عن الحكم، عن شريح بن هانئ (1)، عن علي بن أبي طالب. قال:(زعم بلال أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يمسح على الموقين (2) والخِمار (3)) .
وأما روايةُ ابن مسعودٍ عنه
1145 -
فقال الطبراني أيضاً: حدثنا علي بن عبد العزيز، حدثنا أبو غسان مالك بن إسماعيل، حدثنا قيس بن الربيع، عن أبي حُصين، عن يحيى بن وثاب، عن مسروق، عن عبد الله بن مسعود. قال: دخل ابن مسعود على بلال فقال: (دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندي صُبْرة من التمر فقال: ما هذا يابلال؟ فقلت: يارسول الله لك ولضيفانك. فقال: (وأما تخشى أن يفُوز لهما بخارٌ من نار جهنم. أنفق يابلال، ولا تخشى من ذي العروش إقلالاً)) (4) .
1146 -
أبو هريرة/ عنه بهذا الحديث بعينه، وقد رواه الطبراني، عن أبي مسلم الكشي، عن بكار بن محمد السيريني، عن ابن عون، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة عن بلالٍ بهذا مثله ونحوه (5) .
(1) في المخطوطة: (شريح عن يمان) والتصويب من الطبراني.
(2)
الموقين: تثنية موق، والموق: الخف، فارسي معرب أهـ النهاية 4/372.
والخمار: أي العمامة لأن الرجل يُغطي بها رأسه كما أن المرأة تغطيه بخمارها أهـ. النهاية: 2/78.
(3)
أخرجه الطبراني في الكبير 1/322.
(4)
المعجم الكبير للطبراني 1/323 قال الهيثمي: فيه قيس بن الربيع وثقه شعبة والثوري وفيه كلام وبقية رجاله ثقات. مجمع الزوائد 3/126.
(5)
المعجم الكبير للطبراني 1/324.