الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
و [عُبْدان، وعِبِدان](1)، وعِبِدّان: بكسرتين مشددة الدال، ومعبدة كمشيخة، ومعابد، وعبداء (2)، وعبد بضمتين، وعَبُد كنَدُس، ومعبوداء، وجمع الجمع: أعابد". . انتهى.
ونظم ابن مالك منها أحد عشر في بيتين، فقال:
عباد عبيد جمع عبد وأعبد
…
أعابد معبوداء معبدة عبد
كذلك عبدن (3) وعبدان أثبتا (4)
…
كذلك العِبِدَّى وامدد إنْ شئت أن تمد
وذكرت ما زاد صاحب القاموس مضافًا لما ذكره لتتم الفائدة، فقلت:
عبدان (5) شد الدال فيه معابد
…
ومثل ندس عبدون؛ فاحفظ كي تسد
وعن ابن مالك مِن المجموع: أعابد، وفي القاموس هو: جمع الجمع. . انتهى.
تمهيد:
قال بعض مشايخي: كل مصلحة ترتبت على فعل فهي مِن حيث إنها نتيجة له تسمى فائدة، ومِن حيث إنها طرف له تسمى غاية، ومِن حيث إنها
(1) ما بين معكوفتين أثبتناه مِن القاموس المحيط.
(2)
كلمة غير واضحة في "ك"، وما أثبتناه مِن القاموس المحيط، ونص ما في القاموس ص 378:"العبد: الإنسان حرًا كان أو رقيقًا والمملوك كالعبدل ج: عبدون وعبيد وأعبد وعباد وعبدان وعبدان وعبدان بكسرتين مشددة الدال ومعبدة كمشيخة ومعابد وعبداء وعبدى وعبد بضمتين وعبد كندس ومعبوداء جج: أعابد. والعبدية والعبودية والعبودة والعبادة: الطاعة".
(3)
في "ك": عبدان.
(4)
في القاموس: أثبتن، على إثبات نون التوكيد الخفيفة، وما أثبتناه هو في سائر النسخ، أي: إبدال نون التوكيد الخفيفة ألفًا، لأجل الوقف، كما قال الشاعر:
يحسبه الجاهل ما لم يعلما
…
شيخًا على كرسيه معما
وإبدال نون التوكيد الخفيفة ألفًا عند الوقف لغة عالية، ولا أدل على ذلك من وروده في القرآن في الكريم في أكثر من موضع، من ذلك قوله تعالى:{لَنَسْفَعًا} ، و:{وَلَيَكُونًا مِنَ الصَّاغِرِينَ} .
(5)
في "ك": عبادان.
مطلوب للفاعل بإقدامه على الفعل تسمى غرضًا، ومِن حيث إنها باعثة له على ذلك تسمى علة غائية. . انتهى.
وفي الصحاح (1): الفائدة ما استفيدت مِن علم أو مال.
وقال بعضهم: كل أمر كلي منطبق على جزئياته لتتعرف أحكامها منه، ومنها: الضابط.
ولما كان في الوصف بالعبودية شرف أعقبه بأوصاف التواضع، فقال: الفقير: صيغة مبالغة، عطف بيان أو بدل (2).
المضطر: نعت أخص مما قبله، إذ لا يلزم مِن الفقر الاضطرار.
(1) صاحبه الجوهري، وهو: إسماعيل بن حماد الجوهري، أبو نصر، (000 - 393 هـ = 000 - 1003 م): أول من حاول (الطيران) ومات في سبيله، لغوي من الأئمة، وخطه يذكر مع خط ابن مقلة، أشهر كتبه: الصحاح، وله كتاب في العروض، ومقدمته في النحو، أصله من فاراب، ودخل العراق صغيرًا، وسافر إلى الحجاز فطاف البادية، وعاد إلى خراسان، ثم أقام في نيسابور، وصنع جناحين من خشب وربطهما بحبل، وصعد سطح داره، ونادى في الناس: لقد صنعت ما لم أسبق إليه وساطير الساعة، فازدحم أهل نيسابور ينظرون إليه، فتأبط الجناحين ونهض بهما، فخانه اختراعه، فسقط إلى الأرض قتيلًا. ينظر: الأعلام (1/ 313).
(2)
عطف البيان، هو ما كان: تابعًا، جامدًا، مشبهًا للصفة في إيضاح متبوعه وعدم استقلاله، نحو:
أقسم باللَّه أبو حفص عمر
…
ما مسها من نقب ولا دبر
فاغفر له اللَّهم إن كان فجر
فعمر عطف بيان لأنه موضح لأبي حفص فخرج بقوله الجامد الصفة لأنها مشتقة أو مؤولة به وخرج بما بعد ذلك التوكيد وعطف النسق لأنهما لا يوضحان متبوعهما والبدل الجامد لأنه مستقل، وعلى هذا كل ما كان عطف بيان كان بدلًا مشتقًا، إلا في مسألتين يتعين فيهما كون التابع عطف بيان لا بدلًا، هما؛ الأولى: أن يكون التابع مفردًا، معرفة، معربًا والمتبوع منادى، نحو:(يا غلام يعمرا)، فيتعين أن يكون (يعمرا) عطف بيان، ولا يجوز أن يكون بدلا؛ لأن البدل على نية تكرار العامل، فكان يجب بناءً (يعمرا) على الضم؛ لأنه لو لفظ بـ (يا) معه لكان كذلك.
الثانية: أن يكون التابع خاليا من (أل) والمتبوع بـ (أل)، وقد أضيفت إليه صفة بـ (أل)، نحو:(أنا الضارب الرجل زيد)، فيتعين كون (زيد) عطف بيان، ولا يجوز كونه بدلًا =
لرحمة ربه: متعلق بالفقير، أو المضطر، أو بهما.
المنكسر: نعت ترحم (1)، أخص مما قبله.
خاطره: فاعل اسم الفاعل، وهو منكسر، وأعمله مِن غير سبق أنفي أو شبهه، (2)؛ لأنه صلة أل، والخاطر لغة: الهاجس.
= من الرجل؛ لأن البدل على نية تكرار العامل، فيلزم أن يكون التقدير:(أنا الضارب زيد)، وهو لا يجوز؛ لأجل أن الصفة إذا كانت بـ (أل) لا تضاف إلا إلى ما فيه (أل)، أو ما أضيف إلى ما فيه (أل)، ومثل: أنا الضارب الرجل زيد قول الشاعر:
أنا ابن التارك البكري بشر
…
علي الطير ترقبه وقوعا
فـ (بشر): عطف بيان، ولا يجوز كونه بدلًا؛ إذ لا يصح أن يكون التقدير:(أنا ابن التارك بشر)، خلافًا للفراء والفارسي. وقد نظم ابن مالك المسألتين في خلاصته، فقال:
وصالحا لبدلية يرى
…
في غير نحو يا غلام يعمرا
ونحو بشر تابع البكري
…
وليس أن يبدل بالمرضي
وينظر: شرح ابن عقيل (3/ 218 - 223).
(1)
للنعت فوائد عديدة، ذكرها النحاة في كتبهم، وقد ذكروا منها:
1 -
التخصيص، وذلك إذا كان متبوعه نكرة، نحو:(مررت برجل خياط)؛ وإنما خص التخصيص بالنكرة لأن النعت لا يوضحها، وإنما يخصصها.
2 -
التوضيح، وذلك إذا كان النعت معرفة يتحدد بها، نحو:(مرت بزيد الخياط)، وإنما قلت: يتحدد بها أن ما تحدد من ذاته لا يعرب تابعه نعتًا، وذلك كما قالوا في إعراب البسملة، وقد منع السهيلي في نتائج الفكر ص 41 إعراب الرحمن بدلًا من اللَّه للعلة نفسها، قائلًا:"لأن الاسم الأول لا يفتقر إلى تبيين؛ لأنه أعرف الأسماء كلها وأبينها".
2 -
والمدح، نحو:(مررت بزيد الكريم).
3 -
والذم، نحو:(مررت بزيد الفاسق)، ومنه قوله تعالى:{فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ} [النحل: 98].
4 -
والترحم، نحو:(مررت بزيد المسكين).
5 -
والتأكيد، نحو:(أمسى الدابر لا يعود)، وقوله تعالى:{فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ (13)} [الحاقة: 13] ".
ينظر: شرح ابن عقيل (3/ 191 - 192).
(2)
ما بين معكوفتين مطموس في "ك".
ثم علل ذلك بقوله: لقلة العمل الصالح، وقلة التقوى، وهي لغة: قلة الكلام، والحجز بين الشيئين، واصطلاحًا: امتثال أمر اللَّه -تعالى- واجتناب نواهيه.
ومِن الأوامر: الإخلاص، والصبر، والرضى، والزهد، والقناعة، والتوكل، وشكر المنعم، والنصيحة، ومحبة أهل العلم، وتعلم ما لا بد منه مِن أمر الدين.
ومِن النواهي: الحقد، والحسد، والبغي، والغضب لغير اللَّه، والغش، والخديعة، والمكر، والكبر، والعجب.
وإنما قال المصنف ذلك هضمًا لنفسه، وإلا فعلمه وتقواه مشهور (1)، وكان مِن أهل الكشف (2)، . . . . .
(1) كذا في سائر النسخ، ولعل الصواب: مشهوران.
(2)
يتحقق للمرء الكشف بتربية نفسه وجهادها، وبحملها على ترك بعض المباحات وفعل ما تكره من المندوبات فضلًا عن الواجبات، يقول أبو حامد الغزالي في إحيائه (1/ 71) وهو يتحدث عما يخص به الكشف:"أن يكون أكثر اهتمامه بعلم الباطن، ومراقبة القلب، ومعرفة طريق الآخرة، وسلوكه، وصدق الرجاء في انكشاف ذلك من المجاهدة والمراقبة؛ فإن المجاهدة تفضي إلى المشاهدة، ودقائق علوم القلب تنفجر بها ينابيع الحكمة من القلب، وأما الكتب والتعليم فلا تفي بذلك، بل الحكمة الخارجة عن الحصر والعد إنما تتفتح بالمجاهدة والمراقبة ومباشرة الأعمال الظاهرة والباطنة والجلوس مع اللَّه عز وجل في الخلوة مع حضور القلب بصافي الفكرة والانقطاع إلى اللَّه -تعالى- عما سواه، فذلك مفتاح الإلهام، ومنبع الكشف، فكم من متعلم طال تعلمه ولم يقدر على مجاوزة مسموعه بكلمة، وكم من مقتصر على المهم في التعلم ومتوفر على العمل ومراقبة القلب فتح اللَّه له من لطائف الحكمة ما تحار فيه عقول ذوي الألباب".
وقال (1/ 100): "وإنما الكشف الحقيقي هو صفة سر القلب وباطنه".
وقال (1/ 337): "والحجب المسماة أنوارًا ما أريد بها الضوء المحسوس بالبصر بل أريد بها ما أريد بقوله -تعالى-: {اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ. . .} الآية)، ولنتجاوز هذه المعاني فإنها خارجة عن علم المعاملة، ولا يوصل إلى حقائقها إلا الكشف التابع للفكر الصافي، وقل من ينفتح له بابه، والمتيسر على جماهير الخلائق الفكر فيما يفيد في علم المعاملة؛ وذلك -أيضًا- مما تغزر فائدته، =
كشيخه (1) -رحمهما اللَّه تعالى-.
= ويعظم نفعه، فهذه الوظائف الأربعة -أعني: الدعاء، والذكر، والقراءة، والفكر- ينبغي أن تكون وظيفة المريد بعد صلاة الصبح، بل في كل ورد بعد الفراغ من وظيفة الصلاة، فليس بعد الصلاة وظيفة سوى هذه الأربع، ويقوى على ذلك بأن يأخذ سلاحه ومجنته، والصوم هو الجنة التي تضيق مجاري الشيطان المعادي الصارف له على سبيل الرشاد".
وقال (2/ 23): "اعلم أن من انكشف له شيء ولو الشيء اليسير بطريق الإلهام والوقوع في القلب من حيث لا يدري فقد صار عارفا بصحة الطريق، ومن لم يدرك ذلك من نفسه قط فينبغي أن يؤمن به؛ فإن درجة المعرفة فيه عزيزة جدًا، ويشهد لذلك شواهد الشرع والتجارب والحكايات، أما الشواهد فقوله تعالى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا}، فكل حكمة تظهر من القلب بالمواظبة على العبادة من غير تعلم فهو بطريق الكشف والإلهام".
قلت: ومن الشواهد أيضًا قوله صلى الله عليه وسلم: "اتقوا فراسة المؤمن؛ فإنه ينظر بنور اللَّه"، وقد تكلم ابن القيم عن ذلك في مدارج السالكين كلامًا قريبًا من كلام الغزالي، فلينظر فيه (1/ 44 - وما بعدها).
(1)
أي: عبد اللَّه المنوفي، ولا يعرف من اسمه إلا هذا القدر، وقد ترجم له ابن حجر في الدرر الكامنة (3/ 97 - 99)، فقال: "عبد اللَّه المغربي الأصل، ثم المصري، المشهور بالمنوفي، ولد ببعض قرى مصر، وتلمذ للشيخ سليمان التنوخي الشاذلي، وخدمه وهو ابن تسع، فعلمه القرآن، وانتفع به، وأخذ عن الشيخ ركن الدين بن القوبع، وشمس الدين التونسي: والد القاضي ناصر الدين، وشرف الدين الزواوي، وشهاب الدين المرحل، وجلال الدين إمام الفاضلية المعبر، ومجد الدين الأقفهسي، وذكر أنه كان من الصلحاء، وغيرهم، وانقطع بالمدرسة الصالحية، فكان لا يخرج إلا إلى صلاة الجماعة، أو الجمعة، ثم أقام في تربة كانت أخته ساكنة بها، وتقلل من متاع الدنيا، وامتنع من الاجتماع بالسلطان، وعين لكثير من المناصب فلم يجب، واشتهر بالديانة والصلاح والعبادة والزهادة، وحكيت عنه الكرامات الكثيرة.
قال الشيخ خليل في ترجمته: كان يتكلم في المعارف كلام من هو قطب رحاها، وشمس ضحاها، وكان يتكلم على رسالة القشيري وتفسير الواحدي والشفاء للقاضي عياض، وكان يشغل في العربية والأصول، ولكن في الفقه أكثر، وقد شهد له معاصروه بأنه كان أحسن الناس إلقاء للتفسير، وكان يصوم الدهر، لكنه يفطر إذا دعي إلى وليمة، ويتعبد ويشغل عامة نهاره وأكثر ليله.
قال: وحل ابنَ الحاجب مرارًا قبل أن يظهر له شرح، وكان يفتح عليه فيه بما لم يفتح لغيره. =
وهضم النفس شأن أهل العلم والدين، قال اللَّه -تعالى-:{فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى} [النجم: 32]، ويقال: من رضي بدون قدره [رفعه](1) اللَّه فوق قدره.
خليل: (2) عطف بيان أو بدل بن إسحاق عطف بيان بن موسى.
= قال: وكان إذا تكلم يخرج من فيه نور، وكان في غاية التواضع والزهد والورع، وكان لا يكتسي إلا من غزل أخته لعلمه بحالها، ويتبلغ من زرعه؛ لأن الشيخ علاء الدين القونوي سأله أن ينزله بخانقاه سعيد السعداء، فامتنع، فألح عليه، وقال: إنه مكان مبارك، وفيه جماعة من أهل الخير. فقال: نعم، ولكن شرط الواقف أن يكون المنزل بها صوفيًا، وأنا -واللَّه- لست بصوفي.
وكان كثير الاحتمال، ولا سيما من جفاء الطلبة: من المغاربة، وأهل الريف، ومات في الطاعون العام في رمضان سنة 749، وقبره مشهور يتبرك بزيارته، وكان فقيهًا مالكيًا، ذاكرًا للمسائل مقبلًا على أشغال الطلبة، ينقضي وقته في ذلك مع وفائه بالأوراد التي وظفها على نفسه من صيام وقيام وتلاوة وذكر.
قال الجائي الدوادار: وقع في نفسي إشكال، فقصدت بعض العلماء بالصالحية لأسأله عنه، فلم أجده، فوجدت الشيخ عبد اللَّه المنوفي، فسلمت عليه، فقال لي: لعلك تشتغل بشيء من العلم؟ فقلت: نعم. فَذَكَرَ لي المسألة بعينها، والإشكال بعينه، فقلت له: منكم يستفاد. قال: فأجابني جوابًا شافيًا، وأزال الإشكال، فسألته أنا عن مسألة أخرى. فقال لي: قم؛ فقد حصل المقصود. وقد جمع الشيخ خليل المالكي له ترجمة مفيدة، وذكر فيها من كراماته شيئًا، ومن أوصافه الجميلة وأخلاقه المرضية ما يشهد بعطم مقامه، وذكر أن مولده كان في قرية من قرى مصر، يقال لها: سابور في سنة 686".
(1)
ما بين معكوفتين مطموس في "ك".
(2)
هو: خليل بن إسحاق بن موسى، ضياء الدين الجندي، (000 - 776 هـ = 000 - 1374 م): فقيه مالكي، من أهل مصر، كان يلبس زي الجند، تعلم في القاهرة، وولي الإفتاء على مذهب مالك، له (المختصر - ط) في الفقه، يعرف بمختصر خليل، وهو أشهر كتبه، وقد شرحه كثيرون. ينظر: الأعلام (2/ 315).
قال في الدرر الكامنة (2/ 207): "وكان يسمى محمدًا، ويلقب ضياء الدين، سمع من ابن عبد الهادي عبد الغني، وقرأ على الرشيدي في العربية والأصول، وعلى الشيخ عبد اللَّه المنوفي في فقه المالكية، وشرع في الإشغال بعد شيخه، وتخرج به جماعة، ثم درس بالشيخونية، وأفتى وأفاد.
ولم يغير زي الجندية، وكان صينًا عفيفًا نزيهًا". =
وَوَهِمَ من قال: بن يعقوب (1).
وابن يكتب بغير ألف؛ لوقوعه بين علمين (2)، قال المحدثون: ما لم العلم الأول آخر السطر، والثاني في أول آخر؛ فيكتب بالألف.
المالكي: نسبة لمذهب الإمام مالك (3)، توفي رحمه الله بالطاعون، سبع وستين وسبعمائة (4)، تغمده، أي: غمره اللَّه برحمته.
= قال في الديباج المذهب ص 115: "كان رحمه الله صدرًا في علماء القاهرة المعزية مجمعًا على فضله وديانته أستاذًا ممتعًا من أهل التحقيق ثاقب الذهن أصيل البحث مشاركًا في فنون من العربية والحديث والفرائض فاضلًا في مذهب مالك صحيح النقل تخرج بين يديه جماعة من الفقهاء الفضلاء، وتفقه بالإمام العالم العامل أبي محمد: عبد اللَّه المنوفي: أخذ عن شيوخ مصر علمًا وعملًا".
(1)
القائل به هو ابن غازي، قال الحطاب في المواهب (1/ 20):"وذكر ابن غازي موضع موسى: يعقوب، ويوجد كذلك في بعض النسخ، وهو مخالف لما رأيته بخطه". وكذا قال الرماصي في حاشيته على التتائي.
(2)
ما لم يكن العلم الثاني أما للأول؛ وذلك للتفريق بين الأسماء المشركة بين الذكور والإناث، وذلك نحو: عائشة، وتيسير، وقد فصلت القول في كتابي: قواعد الإملاء دراسة وتقويمًا، و: الكتابة العربية بين الجمود ومحاولة التطوير.
(3)
هو: مالك بن أنس بن مالك الأصبحي الحميري، أبو عبد اللَّه، (93 - 179 هـ = 712 - 795 م): إمام دار الهجرة، وأحد الأئمة الأربعة عند أهل السنة، وإليه تنسب المالكية، مولده ووفاته في المدينة، كان صلبًا في دينه، بعيدًا عن الأمراء والملوك، وُشِيَ به فضربه سياطًا انخلعت لها كتفه، ووجه إليه الرشيد العباسي ليأتيه فيحدثه. فقال: العلم يؤتى، فقصد الرشيد منزله، واستند إلى الجدار، فقال مالك: يا أمير المؤمنين من إجلال رسول اللَّه إجلال العلم، فجلس بين يديه، فحدثه، وسأله المنصور أن يضع كتابا للناس يحملهم على العمل به، فصنف "الموطأ - ط".
وله رسالة في "الوعظ - ط"، وكتاب في "المسائل - خ"، ورسالة في "الرد على القدرية"، وكتاب في "النجوم"، و"تفسير غريب القرآن"، وأخباره كثيرة، ولجلال الدين السيوطي:"تزيين الممالك بمناقب الإمام مالك - ط"، ولمحمد أبي زهرة كتاب:"مالك ابن أنس: حياته، عصره إلخ - ط"، ولأمين الخولي:"ترجمة محررة لمالك بن أنس - ط". ينظر: الأعلام (5/ 258).
(4)
جاء في هامش الشرح الكبير لشارحنا المسمى: (فتح الجليل) نسخة مركز جهاد الليبيين: في ثالث عشر ربيع الأول، سنة سبع وستين وسبعمائة. اهـ.
قلت: وقد اختلف في تحديد سنة وفاته -رحمه اللَّه تعالى- ففي الدرر الكامنة =