الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
9 -
ومفهوم اللقب: تعليق الحكم على أسماء الذوات، نحو: في الغنم الزكاة، مفهومه: لا تجب في غيرها عند من قال به، وهو أضعفها (1).
10 -
ومفهوم الصفة: "في الغنم السائمة الزكاة"(2)، مفهومه: ما ليس بسائمة فلا زكاة فيه، انظر بقية كلامه في الكبير.
فائدة:
الفرق بين التتميم والتكميل:
1 -
أن التتميم يجعل الناقص تامًا، والتكميل يجعل التام كاملًا.
2 -
والتتميم: عبارة عن الإتيان في النثر والنظم بكلمة أو جملة تزاد في الكلام التام؛ فتزيده حسنًا إلى حسنه (3)، مثاله قول الصفي الحلي (4):
(1) قال في الذخيرة (1/ 102): "وحكى الإِمام أن مفهوم اللقب لم يقل به إلا الدقاق، لنا أن التخصيص لو لم يقتض سلب الحكم عن المسكوت عنه للزم الترجيح من غير مرجح، وهو محال.
فرعان:
الأول: أن المفهوم متى خرج مخرج الغالب فليس بحجة إجماعًا، نحو قوله تعالى:{وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ} ؛ ولذلك يرد على الشافعية في قوله عليه السلام: "في سائمة الغنم الزكاة" أنه خرج مخرج الغالب، فإن غالب أغنام الحجاز وغيرها السوم.
الثاني: أن التقييد بالصفة في جنس هل يقتضي نفي ذلك الحكم عن سائر الأجناس، فيقتضي الحديث مثلًا نفي وجوب الزكاة عن سائر الأنعام وغيرها، أو لا يقتضي نفيه إلا عن ذلك الجنس خاصة، وهو اختيار الإِمام فخر الدين".
(2)
أخرجه: البخاري (2/ 146، رقم 1454).
(3)
ينظر: خزانة الأدب (1/ 273).
(4)
هو: عبد العزيز بن سرايا بن علي بن أبي القاسم السنبسي الطائي، (677 - 750 هـ = 1278 - 1349 م): شاعر عصره، ولد ونشأ في الحلة (بين الكوفة وبغداد)، واشتغل بالتجارة، فكان يرحل إلى الشام ومصر وماردين وغيرها في تجارته، ويعود إلى العراق، وانقطع مدة إلى أصحاب ماردين، فتقرب من ملوك الدولة الأرتقية، ومدحهم، وأجزلوا له عطاياهم، ورحل إلى القاهرة سنة 726 هـ فمدح السلطان الملك الناصر، وتوفي ببغداد.
له: "ديوان شعر - ط"، و"العاطل الحالي - ط" رسالة في الرجل والموالي، =
وكم بذلت طريفي والتليد لكم
…
طوعًا، وأرضيت عنكم كل مختصم
فقوله: (طوعًا): تتميم.
والتكميل: أن يأتي المتكلم أو الشاعر بكلام له معنى، لو اقتصر عليه لكان غير بالغ رتبة الكمال، فيأتي له بتكميل من غير معناه، كقوله -تعالى-:{فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ} ؛ فإنه لو اقتصر {أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ} لما كان الوصف لهم كاملًا من كل وجه، فلما قال:{أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ} كمله، وبيت الصفي الحلي:
نفس مؤيدة بالحق يعضدها
…
عناية صدرت عن بارئ النسم
فقوله: (يعضدها) وما بعده تكميل.
وأشير بصحح واستحسن إلى أن شيخًا غير الأربعة الذين قدمتهم صحح هذا القول، أو استظهره بلفظ صحح، أو غيره مما قدمناه، والمصنف داخل فيهم.
وإنما لم يسمهم مع من قدمهم عند ذكره الاصطلاح لكثرتهم؛ فيؤدي للطول.
وفَهْمُ بعضِ مشايخي أن في كلامه لفًا ونشرًا، فجعل (صحح) لما صححه بعض المشايخ غير من تقدم، و (استحسن) لما استظهره بعضهم، غيرُ ظاهر؛ لمخالفته مشاهدة الحس، على ما تراه فيما يأتي.
وأشير بالتردد لتردد بعض المتأخرين من أهل المذهب، ولو واحدًا منهم فقط، كما ستقف عليه في النقل لطرق المذهب المنصوصة
= و"الأغلاطي - خ"، معجم للأغلاط اللغوية، و"درر النحور - خ" وهي قصائده المعروفة بالأرتقيات، و"صفوة الشعراء وخلاصة البلغاء - خ" و"الخدمة الجليلة - خ" رسالة في وصف الصيد بالبندق. وللشيخ علي الحزين المتوفى سنة 1181 كتاب "أخبار صفي الدين الحلي ونوادر أشعاره". ينظر: الأعلام (4/ 17).
للمتقدمين (1)، كأن يرى بعضهم: أن المذهب كله على قول واحد، ويرى غيره: أنه على قولين، ويرى غيرهما: أنه على أقوال، ولا تعرض أحد الأصحاب لتشهير ولا تصحيح ولا ترجيح.
أو أشير به لعدم نص المتقدمين في عين تلك المسألة، وتعقب البساطي المصنف بأنه لم يلتزم ما التزمه في التردد؛ لذكره ذلك في مواضع فيها نص المتقدمين، ولا كلام فيها للمتأخرين، ولاستعماله ذلك في فهم بعض الشيوخ للمدونة، وهو محل التأويل لا التردد، وأجيب بأن المصنف مديد الباع، واسع الاطلاع، وما وقع به التعقب يحتاج لتتبع واستقراء.
ويقع هنا في بعض النسخ (2) وبلو غالبًا لخلاف مذهبي (3)، أي: واقع
(1) قال الحطاب (1/ 53): "قال في التوضيح: الطريقة عبارة عن شيخ أو شيوح يرون المذهب كله على ما نقلوه، فالطرق: عبارة عن اختلاف الشيوخ في كيفية نقل المذهب، والأولى الجمع بين الطرق ما أمكن، والطريق التي فيها زيادة راجحة على غيرها؛ لأن الجميع ثقات، وحاصل دعوى النافي شهادة على نفي. انتهى. ولم يذكر المصنف علامة يميز بما بين الترددين إلا أن الثاني أقل".
(2)
قال العدوي في حاشيته على الخرشى (1/ 48): "ونسخة الناصر ليس فيها ذلك؛ ففيها بعد قوله: (أو لعدم نص المتقدمين): واللَّه أسأل. . إلخ".
(3)
قال الحطاب: (1/ 53): "قال ابن غازي: يريد أنه يشير بـ (لو) الإغيائية المقرونة بواو النكاية المكتفى عن جوابها بما قبلها إلى خلاف منسوب لمذهب مالك، وشاهد الاستقراء يقضي بصحته، وإن لم يثبت في بعض النسخ، ولكن لا يشير بها إلا إلى خلاف قولي، ولا يطرد ذلك في (وإن) مع أنه كثير في كلامه. انتهى.
وانظر معنى قوله: (واو النكاية)، ومقتضى كلامه أن قوله:(خلاف) منون، وقوله:(مذهبيّ) بياء النسب، وذكر فيها ابن الفرات احتمالًا بعيدًا، وهو: أن يكون الياء في (مذهبي) ياء المتكلم، و (خلاف) غير منون، أي: يشير بـ (لو) إلى غير مذهب مالك، ولم أقف عليه في شيء من النسخ كذلك، وهذا إنما قيل في أن الإغيائية المكتفى عن جوابها بما قبلها أنه يشير بها إلى خلاف خارج المذهب، واللَّه أعلم".
قال الخرشي: (1/ 48) استنادًا إلى كلام ابن غازي: "وفي لفظ المؤلف قلق لأن ظاهر قوله: وبلو أنها تفيد ما ذكر حيثما وقعت ولو صرح بجوابها بعدها ولم تقترن بواو وليس كذلك، وإنما تفيد مع عطفها بالواو والاكتفاء عن جوابها بما تقدم فلو قال: وبلو ولا جواب بعدها وإن التزم ذلك في إن يقول: وبلو وبلو إن ولا جواب بعدهما إلى خلاف مذهبي لكان أظهر".
في المذهب، ويقع في غير الغالب للمبالغة لا للتنبيه على خلاف هناك.
قال ابن الفرات -وهو من تلامذة المصنف-: لم أر هذه النسخة بخط المؤلف؛ فيحتمل أن يكون (مذهب) مضافًا بياء المتكلم، أي: أشير بها لغير مذهب مالك، ويحتمل تشديدها منونة، أي: سواء وقع في المذهب أو غيره. انتهى بمعناه.
وفي كلام العلامتين: بهرام والبساطي ما يدل على ثبوتها في كلام المصنف؛ ففي كلامهما عند قوله: (ولو قملة)، وفي كلام البساطي عند قوله:(وصوف، ووبر، وزغب ريش، وشعر، ولو من خنزير) حيث قال: (ولا نعلم ما الحامل له [على] الإشارة للخلاف في الخنزير دون الكلب)، وكذا في هذين الموضعين.
ولما تصور في ذهنه وضع مختصره وتمامه على ما رتبه، حتى كأنه وجد في الخارج، أو بعد تمامه، على ما سبق من عمل الخطبة قبله أو بعده، قال: واللَّه أسأل لا غيره؛ ولذا قدم المفعول أن ينفع به من كتبه ولو لم يقرأه، إن أريد بالقراءة درسه أو درايته، وإلا فهي لازمة لكتابته، أو قرأه ولو لم يكتبه، أو حصله بوجه غير ما ذكر، كـ: هبة، أو عارية، أو شراء، أو سعى في شيء منه يحتمل مما ذكر، أو بعض من الكتاب.
واللَّه يعصمنا، أي: يحفظنا ويمنعنا من الوقوع في شيء من الزلل، وهو: النقص بنطق أو غيره، وهي جملة طلبية، كقوله: ويوفقنا لمرضاته في القول الذي نحن بصدده من التأليف وغيره في سائر الأقوال، وفي العمل الصالح الذي قصدناه، كإعمال اليد في الكتابة، ونظر العين، وفكر القلب، وغيرها.
ويحتمل كون الجلالة الشريفة معطوفة على السابقة، والعامل فيها أسأل، ويؤول (يعصمنا) و (يوفقنا) بالمصدر.
ثم بعد ما قدمت أعتذر أي: أظهر عذري وحجتي لذوي الألباب: جمع لب، أي: العقول السليمة في رفع اللوم، أي: العذل عني من التقصير الواقع مني في هذا الكتاب المؤدي لخلل فيه بوجه من الوجوه.