الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لا جماعة لم تطلب غيرها، فلا يندب لأهل الزوايا والربط، على المختار من الخلاف عند اللخمي، ومقابله يندب.
[ما يجوز في الأذان: ]
ولما ذكر شروط صحته ومستحباته ذكر ما استوى طرفاه، فقال: وجاز:
[1]
أعمى، أي: أذانه اتفاقًا، إذا كان متبعًا لغيره، أو لمعرفة من يوثق به في الوقت، وكان ابن أم مكتوم (1) يؤذن للنبي صلى الله عليه وسلم، وعدد مؤذنيه صلى الله عليه وسلم خمسة، ونظمهم البرماوي (2)، فقال:
= سمع الأذان أتى إليهم وصلى معهم.
وأما ثالثًا؛ فإن حديث أبي سعيد شامل للجماعة أيضًا فلأن العلة التي ذكرها في الفذ قومًا في الجماعة؛ فإن القرافي ذكر أن الفذ في السفر في موضع ليس فيه إظهار شرائع الإسلام فشرع له إظهارها وسرايا المسلمين تقصده فيحتاج للذب عن نفسه بخلاف الحاضر فإنه مندرج في شعائر غيره وصيانته. انتهى.
قلت: هذا موجود في حق الجماعة بل إظهار شعائر الإسلام في حق الجماعة أوكد ولأنه ربما مر بهم شخص منفرد فيخاف كونهم من العدو فإذا سمع الأذان أمن على نفسه.
ومفهوم قوله: إن مسافر أنه لا يستحب له الأذان في الحضر وسيأتي بيان ذلك في قوله: لا جماعة لم تطلب.
الخامس: عزا ابن بشير وابن شاس وابن الحاجب استحباب ذلك للمتأخرين كما تقدم وتعقبهم ابن عرفة بأن منصوص لمالك وابن حبيب ونصه، واستحب ابن حبيب ومالك للفذ المسافر ومن بفلاة لما ورد فيه فعزو ابن بشير وابن الجلاب استحبابه لهما للمتأخرين قصور. . انتهى.
(1)
هو: عمرو بن قيس بن زائدة بن الأصم، (000 - 23 هـ = 000 - 643 م): صحابي، شجاع، كان ضرير البصر، أسلم بمكة، وهاجر إلى المدينة بعد وقعة بدر، وكان يؤذن لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في المدينة مع بلال، وكان النبي يستخلفه على المدينة يصلي بالناس في عامة غزواته، وحضر حرب القادسية ومعه راية سوداء وعليه درع سابغة، فقاتل -وهو أعمى- ورجع بعدها إلى المدينة، فتوفي فيها، قبيل وفاة عمر بن الخطاب. ينظر: الأعلام (5/ 83).
(2)
هو: محمد بن عبد الدائم بن موسى النعيمي العسقلاني البرماوي، أبو عبد اللَّه، شمس الدين، (763 - 831 هـ = 1362 - 1428 م): عالم بالفقه والحديث، شافعي المذهب، =
لخير الورى خمس من الغر أذنوا
…
بلال (1) ندي الصوت بدأ يعين
وعمرو الذي أم لمكتوم أمه
…
وبالقرظي اذكر سعدهم (2) إذ يبين
وأوس أبو محذورة، وبمكة زياد
…
الصدائي نجل حارث (3) يعلن
= مصري أقام مدة في دمشق، وتصدر للإفتاء والتدريس بالقاهرة، وتوفي في بيت المقدس، نسبته إلى برمة: من الغربية، بمصر.
من كتبه: (شرح الصدور بشرح زوائد الشذور - خ) في النحو، ومنظومة في (الفرائض - خ) مشروحة، و (شرح ثلاثيات البخاري - خ) في الحديث، و (اللامع الصبيح على الجامع الصحيح) في شرح البخاري، منه الجزء الأول مخطوط، و (الفوائد السنية في شرح الألفية - خ) شرح منظومة له في أصول الفقه، و (المقدمة الشافية في علمي العروض والقافية - خ). ينظر: الأعلام (6/ 188).
(1)
هو: بلال بن رباح الحبشي، أبو عبد اللَّه، (000 - 20 هـ = 000 - 641 م): مؤذن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وخازنه على بيت ماله، من مولدي السراة، وأحد السابقين للإسلام، وفي الحديث: بلال سابق الحبشة. وكان شديد السمرة، نحيفًا طوالًا، خفيف العارضين، له شعر كثيف، وشهد المشاهد كلها مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، ولما توفي رسول اللَّه أذن بلال، ولم يؤذن بعد ذلك، وأقام حتى خرجت البعوث إلى الشام، فسار معهم، وتوفي في دمشق، روي له البخاري ومسلم 44 حديثًا. يظر: الإعلام: (2/ 73).
(2)
هو: سعد القرظ بن عائذ المؤذن المدني، نسبه علي، له صحبة، قال لي ابن أبي أويس: سألت بعض ولد سعد لم سمي القرظ؟ قال: لأنه كان يتجر، فكلما تجر في شيء نقص حتى تجر في القرظ فربح فيه، فلزم التجارة فيه، مولى عمار بن ياسر، قاله المخزومي. ينظر: تاريخ البخاري الكبير: (4/ 46).
(3)
هو: زياد بن الحارث الصدائي بضم المهملة، وقيل: زياد بن حارثة. قال البخاري: والحارث أصح، له حديث طويل في قصة إسلامه، وفيه:"من أذن فهو يقيم"، أخرجه أحمد بطوله، وأخرجه أصحاب السنن، وفي إسناده الإفريقي، قال ابن السكن: في إسناده نظر.
قلت: وله طريق أخرى من طريق المبارك بن فضالة، عن عبد الغفار بن ميسرة، عن الصدائي، ولم يسمه، وروى الباوردي من طريق عبد اللَّه بن سليمان، عن عمرو بن الحارث، عن بكر بن سوادة، عن زياد بن نعيم، عن زياد الصدائي، فذكر طرفًا من الحديث الطويل، وقال ابن يونس: هو رجل معروف نزل مصر. ينظر: الإصابة (2/ 582).