الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فائدة:
والعقل: قوة مهيأة لقبول العلم. وقيل: قوة بها يكون التمييز بين الحسن والقبيح.
القاموس: الحق أنه نور روحاني، به تدرس النفس العلوم الضرورية والنظرية، وابتدأ وجوده عند اجتنان (1) الولد، ثم لا يزال ينمو إلى أن يكمل عند البلوغ. . انتهى.
وقال بعضهم: اختلف الناس في العقل من جهات شتى: هل له حقيقة تدرك أو لا؟ قولان، وهل العقول متفاوتة أو متساوية؟ قولان، وهل هو اسم جنس، أو جنس، أو نوع؟ أقوال ثلاثة، فهذه أحد عشر قولًا، ثم القائلون بالجوهرية والعرضية اختلفوا في رسمه على أقوال شتى، أعدلها قولان، فما قاله أصحاب العرض: هو ملكة في النفس، بها تستعد للعلوم، والإدراكات.
وما قاله أصحاب الجوهر: جوهر لطيف، تدرك به الغائبات بالوسائط، والمحسوسات بالمشاهدات، خلقه اللَّه -تعالى- في الدماغ، وجعل نوره في القلب.
(1) قال العدوي في حاشيته على الخرشي: (1/ 55): "قال محشي تت: اجتنان بالجيم والنون بعد التاء، أي: حين يكون جنينًا وما ذكره صاحب القاموس من أن كماله عند البلوغ خلاف ما عليه الجمهور من أن كماله عند الأربعين؛ ولذلك بعثت الأنبياء في ذلك الوقت. اهـ".
قلت: كلام الرماصي يعود إلى كلام الزبيدي في تاج العروس؛ إذ قال: "قالوا: وابتداء وجوده عند اجتنان الولد، ثم لا يزال ينمو ويزيد إلى أن يكمل عند البلوغ. وقيل: إلى أن يبلغ أربعين سنة فحينئذ يستكمل عقله، كما صرح به غير واحد، وفي الحديث: "ما من نبي إلا نبئ بعد الأربعين" وهو يشير إلى ذلك، وقول ابن الجوزي: إنه موضوع لأن عيسى نبئ ورفع وهو ابن ثلاث وثلاثين سنة، كما في الحديث، فاشتراطه الأربعين ليس بشرط مردود لكونه مستندًا إلى زعم النصارى، والصحيح أنه رفع وهو ابن مائة وعشرين، وما ورد فيه غير ذلك فلا يصح، وأيضًا كل نبي عاش نصف عمر الذي قبله، وأن عيسى عاش مائة وعشرين ونبينا عاش نصفها، كذا في تذكرة المجدولي".
وأيضًا: هل محله القلب أو الرأس؟ قولان، فهذه ثلاثة عشر قولًا، والإشارة إما لمعهود ذهني، أو بعد إبرازه للحس، على ما سبق.
الجوهري: قصرت عن الشيء قصـ[ـو] رًا عجزت عنه، ولم أبلغه، والتقصير [في الأمر]: التواني. . انتهى.
ويحتمل أنه حقق تقصيره للعلم؛ فإن أحدًا لا يسلم منه، وقد قال إمام دار الهجرة: كل كلام يؤخذ منه ويرد، إلا كلام صاحب هذا القبر. يعني: سيدنا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم.
وأسأل بلسان التضرع، أي: الابتهال والإخلاص والخشوع، أي: الخضوع، وخطاب التذلل: عطف على (لسان)، تذلل له، أي: خضع، والخضوع: التضامن والتواضع، وغاير بين لسان وخطاب تفننًا.
ثم بين المسؤول فيه بقوله: أن ينظر بالبناء للمفعول، أي: بتأمل هذا المختصر بعين الرضى: بالقصر، خلاف السخط، وعين أوجه الصواب، وهو: الأمر الثابت، الذي لا يسوغ إنكاره:
وعين الرضى عن كل عيب كليلة
…
إلا إن عين السخط تبدي المساوئا
والصواب: ضد الخطأ أيضًا، وإذا نظروا بالوصف المذكور، فما كان فيه من نقص كملوه، تتميمًا له بشرح أو حاشية، وما كان فيه من خطأ، أي: أردت الإتيان بغيره من الصواب، فوقعت فيه أصلحوه بالاعتذار عنه، هذا مراده، لا أن يكمل ما ظهر للناظر نقصه بالكتابة في أصل المصنف، ولا أن يمحى ما ظهر خطؤه، ويثبت غيره، فإن هذا -واللَّه أعلم- غير جائز؛ لوجوه:
- منها: عدم الوثوق في كل موضع بأنه كلام المؤلف.
- ومنها: احتمال كون المكمل أو الماحي هو المخطىء، وينسب ذلك للمؤلف.
- ومنها: تجاسر غير ذوي الألباب على ذلك.
والخطأ: مقصور مهموز، وقد يمد، ثم بين سبب اعتذاره بقوله: