الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الأولى: غسل يديه أولًا لكوعيه قبل كل فعل. أبو عمران (1): المشهور كراهة تركه.
تنبيه:
إطلاقه يشمل ما إذا كان محدثًا أو مجددًا، توضأ مِن إناء أو حوض أو نهر، وفي الجلاب وغيره يغسلهما قبل إدخالهما الإناء، وهو محتمل للتخصيص بما قالوه وعدمه، وأنه لا فرق بين الإناء وغيره، وإنما خصوا الإشاء لأنه الغالب.
ويغسل كل يد ثلاثًا تعبّدًا، لا للنظافة، والعدد وما بعده مبني على الخلاف في التعبد والنظافة، ويكون بمطلق لا غيره، ونية أي: معها؛ إذ هو الأصل في التعبد، ويغسلهما ولو كانتا نظيفتين عند مالك، واختاره ابن القاسم، وصححه في المعتمد، ولأشهب لا يغسل.
فائدة:
ظاهر كلام ابن رشد في كتاب الصيام أن التعبدات هي الأحكام التي لا علة لها بحال انتهى، وهو قول الفقهاء، وأما على قول أكثر الأصوليين فهي الأحكام التي لم يقم على إدراك علتها دليل، لا التي لا علة لها في نفس الأمر، بل كل حكم له علة في نفس الأمر ارتبط بها شرعًا تفضلًا لا عقلًا ولا وجوبًا.
أو أحدث في أثنائه: عطف على ناصب (نظيفتين) لا عليه، وبهذا يرد قول البساطي:"في عطف (أحدث) على (نظيفتين) شيء" انتهى، وما ذكره هو قول ابن القاسم وابن وهب، وإحدى الروايتين [لـ] أشهب: لا يغسلهما، وهو موافق للرواية الأخرى.
وذكر المصنف هذه المسألة مع دخولها فيما قبلها تنبيهًا على البناء
(1) في "ن 2": أبو عمر.
السابق، ويغسلهما مفترقتين؛ لأن شأن أعضاء التعبد أن لا يغسل عضو إلا بعد فراغ الآخر.
والثانية: مضمضة، وحقيقتها لغة: الترديد والتحريك، وشرعًا قال عبد الوهاب: إدخال الماء فمه وخضخضته ومجه ثلاثًا تطهيرًا لباطن الفم، وأما ظاهر الشفتين فقد تقدم وجوبه.
الفاكهاني: إدخال المج في ذلك، فلو ابتلعه لم يكن أتى بالسنة، ويحتمل أنه ذكره لأنه الغالب؛ لأنها لا تتوقف عليه. انتهى.
وفي المجهول: هل يمجه أو يتركه يسيل قولان، قياسًا على إرساله من الأنف. انتهى.
والمضمضة بمعجمتين: ما يعم الفم كله (1)، وبمهملتين: بطرف اللسان.
والسنة الثالثة: الاستنشاق، وهو: جذب الماء لخياشيمه بنفسه لغسل داخل الأنف، وأما ما يبدأ منه فواجب.
وبالغ مفطر في مضمضة واستنشاق، لا صائم؛ خوف فساد صومه بوصول شيء لحلقه، ولم يذكر حكم المبالغة، وفي الذخيرة أنه مستحب، والمبالغة في المضمضة إدارة الماء في أقاصي الفم، ولا يجعله وجورًا، وفي الاستنشاق جذبه لأقصى الأنف، ولم يجعله سعوطًا، وعند القيام مِن النوم أبلغ.
وفعلهما بست -أي: غرفات كل بثلاث على انفراده- أفضل مِن غيره مِن الصفات الآتية.
وجازا معًا بغرفة واحدة، يتمضمض منها ثلاثًا، ويستنشق ثلاثًا، وهذا يحتمل صورتين:
[1]
انفراد كل بثلاث متوالية.
(1) في "ن 4": والمضمضة بمعجمتين: بالفم كله.