الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وكيف لا، وهو الّذي يحمده أهل المحشر (1)، وبيده لواء الحمد (2).
وقيل: علم مرتجل (3).
تذييل:
ذكر صاحب المدخل عن الحسن البصري (4): أن اللَّه ليوقف العبد
= بعض أشياخنا من المتكلمين فَسُرَّ به، وحَسُن في نفسه.
ومِن ذلك أيضًا قولهم: (رجل جميل ووضيء)، فإذا أرادوا المبالغة في ذلك قالوا:(وُضَّاء وجُمَّال)، فزادوا في اللفظ هذه الزيادة لزيادة معناه. . .
وبعد؛ فإذا كانت الألفاظ أدلة المعاني، ثم زيد فيها شيء أوجبت القسمة له زيادة المعنى به، وكذلك إن انحُرِف به عن سَمْته وهدَيتِه كان ذلك دليلًا على حادث متجدّد له، وأكثر ذلك أن يكون ما حدث له زائدا فيه لا منتقصًا منه؛ ألا ترى أن كل واحد من مثالي التحقير والتكسير عارضان للواحد إلا أن أقوى التغيرين هو ما عرض لمثال التكسير، وذلك أنه أمر عرض للإخراج عن الواحد والزيادة في العدّة فكان أقوى من التحقير لأنه مُبَقٍّ للواحد على إفراده".
(1)
لأجل شفاعته فيهم، وهي الشفاعة المعروفة بالكبرى.
(2)
ورد ذلك في حديث أحمد (2/ 3، رقم 11000)، والترمذي (5/ 587، رقم 3615)، وابن ماجه (2/ 1440، رقم 4308) عن أبي هريرة مرفوعًا بلفظ: "أنا سيد ولد آدم يوم القيامة، ولا فخر، وبيدى لواء الحمد، ولا فخر، وما من نبي يومئذ: آدم فمن سواه إلا تحت لوائي، وأنا أول من تنشق عنه الأرض، ولا فخر، وأنا أول شافع، وأول مشفع، ولا فخر"، وهو حديث صحيح.
(3)
العلم على ضربين من حيث الوضع في الأصل:
أحدهما: مرتجل، وهو: الذي لا معنى له في الأجناس، من قولهم:(ارتجل الخطبة)، أي: اخترعها من غير روية، وعليه فإن العلم المرتجل: ما لم يسبق له استعمال قبل في غيرها، مثل: سعاد، وأدد وغطفان.
والآخر: منقول، وهو: ما سبق له استعمال في غير العلمية، والنقل يكون إما من صفة، أو مصدر، أو اسم جنس، أو جملة.
(4)
هو: الحسن بن يسار البصري، أبو سعيد، (21 - 115 هـ = 642 - 728 م): تابعي، كان إمام أهل البصرة، وحبر الأمة في زمنه، وهو أحد العلماء الفقهاء الفصحاء الشجعان النساك. ولد بالمدينة، وشب في كنف علي بن أبي طالب، واستكتبه الربيع، ابن زياد والي خراسان في عهد معاوية، وسكن البصرة. وعظمت هيبته في القلوب فكان يدخل على الولاة فيأمرهم وينهاهم، لا يخاف في الحق لومة. وكان أبوه من أهل ميسان، =
بين يديه [يوم القيامة](1) اسمه أحمد أو محمد، فيقول [اللَّه تعالى] (2): عبدي، أما استحييتني وأنت تعصيني، واسمك اسم حبيبي محمد؟ ! فينكس العبد رأسه حياء، ويقول: اللَّهم إني قد فعلت.
فيقول [اللَّه](3) عز وجل: يا جبريل، خذ بيد عبدي، وأدخله الجنة؛ فإني أستحي أن أعذب بالنار من اسمه اسم حبيبي (4).
= مولى لبعض الأنصار.
قال الغزالي: كان الحسن البصري أشبه الناس كلاما بكلام الأنبياء، وأقربهم هديًا من الصحابة. وكان غاية في الفصاحة، تتصبب الحكمة من فيه.
وله مع الحجاج بن يوسف مواقف، وقد سلم من أذاه. ولما ولي عمر بن عبد العزيز الخلافة كتب إليه: إني قد ابتليت بهذا الأمر فانظر لي أعوانًا يعينونني عليه. فأجابه الحسن: أما أبناء الدنيا فلا تريدهم، وأما أبناء الآخرة فلا يريدونك، فاستعن باللَّه.
أخباره كثيرة، وله كلمات سائرة وكتاب في (فضائل مكة - خ) بالأزهرية. توفي بالبصرة. ولإحسان عباس كتاب:(الحسن البصري - ط). ينظر: الأعلام (2/ 226 - 227).
(1)
ما بين معكوفتين أثبتناه من المدخل.
(2)
ما بين معكوفتين أثبتناه من المدخل.
(3)
ما بين معكوفتين أثبتناه من المدخل.
(4)
المدخل (1/ 123)، وقد روى الرافعي (2/ 343) عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال:"من ولد له مولود فسماه محمدًا حبًّا لي وتبركًا باسمي، كان هو ومولوده في الجنة"، وفي المختارة للذهبي (1/ 60) عن أنس مرفوعًا:"من رزق ولدا فسماه محمدًا وعلمه تبارك {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ} إلا حشره اللَّه على ناقة من نوق الجنة خطامها من اللؤلؤ".
قال المناوي في فيض القدير (6/ 308) في تعليقه على حديث: "من ولد له ثلاثة أولاد فلم يسم أحدهم محمدًا فقد جهل": "أي: فَعَلَ فِعْل أهل الجهل مع ما في ذلك من عظيم البركة التي فاتته، وفي رواية لابن عساكر عن أبي أمامة مرفوعًا: "من ولد له مولود فسماه محمدًا تبركًا به كان هو ومولوده في الجنة".
قال المؤلف -يعني: السيوطي- في مختصر الموضوعات: هذا أمثل حديث ورد في هذا الباب، وإسناده حسن".
قلت: نص ما قال السيوطي في الآلىء المصنوعة (1/ 97): " (ابن بكير) حدثنا حامد بن حماد بن المبارك العسكري حدثنا إسحاق بن سيار أبو يعقوب النصيبي حدثنا =
سيد العرب: هذا وما يليه نعت لمحمد، والعرب جيل مِن الناس سكان الأمصار، والأعراب منهم سكان البادية.
والسيد: هو الكامل المحتاج إليه، واستعمله في غير اللَّه للدلالة على جوازه، وحكى ابن المنذر (1) قولًا يمنعه في غير اللَّه، وحكى في منع إطلاقه على غير اللَّه وكراهته قولين عن مالك.
= حجاج بن المنهال حدثنا حماد بن سلمة عن برد بن سنان عن مكحول عن أبي أمامة مرفوعًا: "من ولد له مولود فسماه محمدًا تبركًا به كان هو ومولوده في الجنة" في إسناده من تكلم فيه.
قلت: هذا مثل حديث ورد في الباب وإسناده حسن"، وقد حكم عليه الملا علي القاري بالوضع في كتابه الأسرار المرفوعة ص 435، ومن قبل ابن الجوزي في الموضوعات (1/ 157)، ولكن الفتني قال في تذكرة الموضوعات ص 229: "في الوجيز أبو أمامة" "من ولد له مولود فسماه محمدًا تبركا به كان هو ومولوده في الجنة" في إسناده من تكلم فيه.
قلت: رجاله كلهم ثقات معروفون ورمى بعضهم بالقدر وهو غير قادح".
وتعقبه ابن عراق في تنزيه الشريعة (1/ 223)، فقال:"لا؛ فإن الذهبي قال في تلخيصه: المتهم بوضعه حامد بن حماد بن المبارك العسكري: شيخ ابن بكير، وكذلك قال في الميزان في ترجمة حماد، وقد ذكر هذا الحديث، وهو آفته، وأقره الحافظ ابن حجر في اللسان، لكني وجدت له طريقًا أخرى، أخرجه منها ابن بكير أيضًا، واللَّه أعلم".
ولم أقف على هذه الطريق التي ذكرها، لكني وجدت الإمام الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة (1/ 319) قد قال:"ثم وجدت ابن عراق قد تعقب السيوطي في "تنزيه الشريعة" (1/ 82) بمثل ما تعقبته به، إلا أنه زاد فقال: لكن وجدت له طريقًا أخرى أخرجها ابن بكير أيضًا، واللَّه أعلم.
قلت: وسكت عليه! وفيه ثلاثة لم أجد من ذكرهم، فأحدهم آفته".
فكلامه هذا يدل على أنه قد وقف على تلك الطريق، ووجدها ضعيفة، وعلى ذلك فإن الحديث ليس كما قال السيوطي، وأنه في أفضل أحواله ضعيف.
(1)
هو: محمد بن إبراهيم بن المنذر النيسابوري، أبو بكر، (242 - 319 هـ = 856 - 931 م): فقيه مجتهد، من الحفاظ. كان شيخ الحرم بمكة.
قال الذهبي: ابن المنذر صاحب الكتب التي لم يصنف مثلها، منها:"المبسوط" في الفقه، و"الأوسط في السنن والإجماع والاختلاف - خ"، و"الإشراف على مذاهب أهل العلم - خ" الجزء الثالث منه، فقه، و"اختلاف العلماء - خ" الأول منه، و"تفسير القرآن - خ". ينظر: الأعلام (5/ 294).
وسيد العجم، وهم: خلاف العرب، وقوله:"أنا سيد ولد آدم ولا فخر"(1) شامل للأنبياء وغيرهم.
ويجوز في عين (العرب) و (العجم) الضم والفتح، والأول أفصح.
المبعوث: نعت أخص مما قبله، ثم بين عموم رسالته بقوله: لسائر أي: لجميع الأمم مِن الجن والإنس مِن حين بعثه، وعمره أربعون عامًا على المختار (2)، وإلى يوم القيامة:{قُلْ يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ} [الأعراف: 158].
(1) أخرجه ابن أبي شيبة (6/ 317، رقم 31728)، ومسلم (4/ 1782، رقم 2278)، وأبو داود (4/ 218، رقم 4673). وأخرجه أيضًا: أحمد (2/ 540، رقم 10985) من حديث أبي هريرة.
(2)
جاء في الروض الأنف (1/ 396): "ذكر ابن إسحاق أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بُعث على رأس أربعين من مولده عليه السلام، وهذا مروي عن ابن عباس، وجبير بن مطعم، وقباث بن أشيم، وعطاء، وسعيد بن المسيب، وأنس بن مالك، وهو صحيح عند أهل السير والعلم بالأثر، وقد روي أنه نبئ لأربعين وشهرين من مولده.
وقيل لقباث بن أشيم: من أكبر: أنت، أم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم؟
فقال: رسول اللَّه أكبر مني، وأنا أسن منه، وولد رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عام الفيل، ووقفت بي أمي على روث الفيل. ويروى: خزق الطير، فرأيته أخضر محيلا، أي: قد أتى عليه حول. وفي غير رواية البكائي من هذا الكتاب: أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال لبلال: "لا يفتك صيام يوم الإثنين؛ فإني قد ولدت فيه، وبعثت فيه، وأموت فيه".
وقال صفي الرحمن المبارك فوري في الرحيق المختوم: "ولما تكامل له أربعون سنة -وهي: رأس الكمال، وقيل: ولها تبعث الرسل- بدأت طلائع النبوة تلوح وتلمع، فمن ذلك أن حجرًا بمكة كان يسلم عليه، ومنها أنه كان يرى الرؤيا الصادقة؛ فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح، حتى مضت على ذلك ستة أشهر -ومدة النبوة ثلاث وعشرون سنة، فهذه الرؤيا جزء من ستة وأربعين جزءًا من النبوة- فلما كان رمضان من السنة الثالثة من عزلته صلى الله عليه وسلم بحراء شاء اللَّه أن يفيض من رحمته على أهل الأرض، فأكرمه بالنبوة، وأنزل إليه جبريل بآيات من القرآن.
وبعد النظر والتأمل في القرائن والدلائل يمكن لنا أن نحدد ذلك اليوم بأنه كان يوم الإثنين، لإحدى وعشرين مضت من شهر رمضان ليلًا، وقد وافق 10 أغسطس سنة 610 م، وكان عمره صلى الله عليه وسلم إذ ذاك بالضبط أربعين سنة قمرية، وستة أشهر، و 12 يومًا، وذلك نحو 39 سنة شمسية وثلاثة أشهر وعشرين يومًا". =