الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لتربيع التكبير، الذي يقوله أبو حنيفة والشافعي، ثم هو أحسن من قول غيره:(ليشفعه)؛ لصدقه على التربيع.
تنبيهات:
الأول: إنما لم يذكر ألفاظه لشهرتها.
الثاني: يؤتى بها مرتبة، فلو نكسها استأنف، حكاه الشارح في الصغير.
أشهب: لو قدم التشهد الثاني أجزأه عن الأول.
الثالث: ربما أشعر التَّرتيب هنا باشتراطه في صحة الإسلام، كما حكاه ابن عرفة، ومثله النووي في الوضوء من شرح المهذب عن القاضي أبي الطيب (1)، فلو آمن برسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قبل إيمانه باللَّه لم يصح إيمانه.
الرابع: حكي عن الحليمي (2) أن المولاة بينهما غير شرط؛ فلو تراخى الإيمان بالرسالة عن الإيمان باللَّه مدة طويلة صح.
الخامس: إنما حدث ما يقول المؤذنون السلام عليه صلى الله عليه وسلم عقب الأذان في سنة إحدى وثمانين وسبعمائة في ربيع الآخر منها بعد أذان العشاء: ليلة
(1) هو: طاهر بن عبد اللَّه بن طاهر الطبري، أبو الطيب، (348 - 450 هـ = 960 - 1058 م): قاض من أعيان الشافعية، ولد في آمل طبرستان، واستوطن بغداد، وولي القضاء بربع الكرخ، وتوفي ببغداد، له (شرح مختصر المزني - خ) أحد عشر جزءًا في الفقه، و (جواب في السماع والغناء - خ) في خزانة الرباط (د 1588)، و (التعليقة الكبرى - خ) في فروع الشافعية، منه نسخة في إستانبول، وله نظم. ينظر: الإعلام (3/ 222).
(2)
هو: الحسين بن الحسن بن محمد بن حليم البخاري الجرجاني، أبو عبد اللَّه، (338 - 403 هـ = 950 - 1012 م): فقيه شافعي، قاض، كان رئيس أهل الحديث في ما وراء النهر. مولده بجرجان ووفاته في بخارى. له (المنهاج - خ) في شعب الإيمان، ثلاثة أجزاء، قال الأسنوي: جمع فيه أحكامًا كثيرة ومعاني غريبة لم أظفر بكثير منها في غيره. ينظر: الإعلام (2/ 235).
الإثنين، وليلة الجمعة، ثم بعد عشر سنين زيد عقب كل أذان إلا المغرب (1).
ولو الصلاة خير من النوم؛ فإنها مثناة، خلافًا لابن وهب في كونها
(1) قال الشيخ المرادي في سلك الدرر: إنه في ليلة الجمعة إذا فرغ المؤذنون من التأذين سلموا على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وهو شيء أحدثه محتسب القاهرة صلاح الدين عبد اللَّه بن عبد اللَّه البرلسي بعد سنة ستين وسبعمائة، فاستمر إلى أن كان في شعبان سنة إحدى وتسعين وسبعمائة ومتولي الأمر بديار مصر الأمير منطاش القائم بدولة الملك الصالح المنصور أمير حاج المعروف بحاجي بن شعبان بن حسين بن محمد بن قلاون، فسمع بعض الفقراء الخلاطين سلام المؤذنين على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في ليلة جمعة، وقد استحسن ذلك طائفة من إخوانه، فقال لهم: أتحبون أن يكون هذا السلام في كل أذان؟ قالوا: نعم. فبات تلك الليلة وأصبح متواجدًا يزعم أنه رأى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في منامه، وأنه أمره أن يذهب إلى المحتسب ويبلغه عنه أن يأمر المؤذنين بالسلام على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في كل أذان. فمضى إلى محتسب القاهرة وهو يومئذ نجم الدين محمد الطنبدي، وكان شيخًا جهولًا وبلهانًا مهولًا سيِّئ السيرة في الحسبة والقضاء، متهافتًا على الدرهم، ولو قاده إلى البلاء لا يحتشم من أخذ البرطيل والرشوة، ولا يراعي في مؤمن إلا ولا ذمة، قد ضرى على الآثام وتجسد من أكل الحرام، يرى أن العلم إرخاء العذبة، ولبس الجبة، ويحسب أن رضى اللَّه سبحانه في ضرب العباد بالدرة وولاية الحسبة، لم تحمد الناس قط أياديه، ولا شكرت أبدًا مساعيه، بل جهالاته شائعة وقبائح أفعاله ذائعة أشخص أشخص أزعج غير مرة إلى مجلس المظالم وأوقف مع من أوقف للمحاكمة بين يدي السلطان من أجل عيوب فوادح حقق فيها شكاته عليه القوادح وما زال في السيرة مذمومًا ومن العامة والخاصة ملومًا، وقال له: رسول اللَّه يأمرك أن تتقدم لسائر المؤذنين بأن يزيدوا في كل أذان قولهم الصلاة والسلام عليك يا رسول اللَّه كما يفعل في ليالي الجمع؛ فأعجب الجاهل هذا القول وجهل أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لا يأمر بعد وفاته إلا بما يوافق ما شرعه اللَّه على لسانه في حياته وقد نهى اللَّه سبحانه وتعالى في كتابه العزيز عن الزيادة فيما شرعه حيث يقول: {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ} وقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إيكم ومحدثات الأمور" فأمر بذلك في شعبان من السنة المذكورة، وتمت هذه البدعة واستمرت إلى يومنا هذا في جميع ديار مصر وبلاد الشام وصارت العامة وأهل الجهالة ترى إن ذلك من جملة الآذان الذي لا يحل تركه وأدى ذلك إلى أن زاد بعض أهل الإلحاد في الآذان ببعض القرى السلام بعد الآذان على شخص من المعتقدين الذين ماتوا فلا حول ولا قوة إلا باللَّه وإنا للَّه وإنا إليه راجعون، وأما التسبيح في الليل على المآذن فإنه لم يكن من فعل سلف الأمة.