الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ورجحه اللخمي وابن بزيزة (1) وابن عَبْد السَّلامِ، وكان ينبغي للمصنف أن يذكره خلافًا على عادته، أو يشير لترجيحه.
فائدة:
وصفته: أن يبدأ بخنصره اليمنى؛ لأنه يمنى أصابعها، ويختم بإبهامها، ويبدأ بإبهام اليسرى؛ لأنه يمنى أصابعها، ويختم بخنصرها، قاله في الذخيرة، والفرق بين أصابعهما وأصابع اليدين بوجوه: أحدها: انفراج أصابع اليدين دونهما، وانظر بقيتها في الكبير.
[حكم قص أو حلق ما غسل أو مسح: ]
ولا يعيد غسل موضع الظفر والشعر مِن قلم ظفره أو حلق رأسه بعد وضوئه؛ لارتفاع الحدث أولًا، ولم يحصل ناقض، وفرق في الطراز بين هذه وبين مسح الخف؛ لأن ماسح الرأس مقصوده الرأس، بخلاف الخف؛ فإنه المقصود، وكذلك الجبيرة.
وفي وجوب إعادة الغسل في حلق لِحيتِه قولان؛ لأن المغسول زال، وموضع الحلق غير مغسول، وهو قول عبد العزيز بن أبي سلمة (2) والشارقي،
(1) هو: عبد العزيز بن إبراهيم بن أحمد القرشي، التميمي، التونسي، المعروف بابن بزيزة، أبو محمد، (606 - 662 هـ = 1209 - 1264 م): صوفي، فقيه، مفسر، ولد بتونس في 14 المحرم، وتوفي في 4 ربيع الأول، من تآليفه:(الإسعاد في شرح الإرشاد)، و (شرح الأحكام الصغرى لعبد الحق الإشبيلي)، و (تفسير القرآن)، و (شرح التلقين: خ) فهرس المخطوطات الظاهرية، وهو أحد الذين يعتمد عليهم في نقل التشهير، حتى إن بعض الأصحاب قد يرجح تشهيره على تشهير ابن رشد، وإن لم يكن المصنف قد جعله أحد الأقطاب الأربعة الذين عول عليهم في تأليف مختصر، وينظر ترجمته في: نيل الابتهاج 178.
(2)
قال الرماصي ما مفاده: أن قول عبد العزيز ليس في اللحية، وإنما في الرأس، وقد اعتمد رحمه الله في تعليقه هنا على الحطاب، والنص فيه كالآتي (1/ 314): "ص: (وفي لحيته قولان) ش: يعني أن من حلق لحيته بعد وضوئه ففي غسل محلها قولان، قال في التوضيح: قال ابن القصار: ولا يغسل محلها، وقال الشارفي يغسله. انتهى. وعزا ابن ناجي في شرح المدونة ثم الكلام على هذه المسألة الثاني لابن بطال، وعزاه في =
وعليه لو بادر وغسل أجزأ، وإن أخر جَرَى على الموالاة وعدم إعادته؛ لأن الحدث ارتفع، ولا يعيده إلا أسبابه، وهو كمذهب المدوّنة، وذكره لهذه المسائل الثلاث إشارة لاختلاف أحكامها، وهو:
- الجواز في الأولى، ومثله في القشرة في اليد، كما ذكره ابن فرحون في الدرر.
= الكلام على الجبيرة لابن الطلاع، قال: وبه فتوى الشيوخ قياسًا على الخفين، والفرق بينهما وبين الرأس: أن شعره أصلي، بخلاف شعرها، واقتصر ابن فرحون على الأول، وقال الجزولي في شرح الرسالة في الكلام على قص الشارب: إنه المشهور، ونصه: ومن حلق شاربه بعدما توضأ هل يعيد غسله قولان؟ المشهور: لا، وكذلك اللحية والرأس والأظفار باب واحد، وذكر القولين في موضع آخر.
ترجيح: قلت: والظاهر الأول.
تنبيهات: الأول: وانظر إذا نبت للمرأة لحية وحلقتها هل حكمها كحكم الرجل، أو يتفق على عدم غسل ما تحتها للخلاف في جواز حلقها إياها؟ لم أقف فيها على نص، وظاهر نصوصهم الإطلاق، واللَّه تعالى أعلم.
الثاني: وانظر إذا حلقها بعد غسل الجنابة، هل يتفق على عدم غسلها كما تقدم في الرأس، أم لا؟ لم أر فيه نصًا، والأرجح في ذلك كله عدم الإعادة، كما يفهم من كلام صاحب الطراز في مسألة من قطعت منه بضعة الآتية، واللَّه تعالى أعلم.
الثالث: لا فرق بين أن يحلق لحيته بنفسه، أو يحلقها الغير، أو تسقط، فالخلاف في ذلك كله، وقد فرض المسألة في التوضيح وغيره فيمن حلق لحيته، وفرضها الأقفهسي فيمن حُلِقت لحيته، فقال: لو حلقت لحيته -والعياذ باللَّه تعالى من المقتضى لذلك- وفرضها ابن ناجي في الكلام على الجبيرة فيمن سقطت لحيته، ولا فرق بين أن تحلق كلها أو بعضها أو شاربه، قاله الشيخ زروق في شرح الوغليسية.
قال: ومنه تحذيف المغاربة لما حوالي العارضين والشارب وحكى الجزولي القولين فيمن حلق شاربه أو لحيته.
الرابع: وحلق اللحية لا يجوز وكذلك الشارب وهو مثلة وبدعة ويؤدب من حلق لحيته أو شاربه، إلا أن يريد الإحرام بالحج ويخشى طول شاربه، قال ابن يونس في جامعه: قال مالك فيمن أحفى شاربه: يوجع ضربًا، وهو بدعة، وإنما الإحفاء المذكور في الحج: إذا أراد أن يحرم فأحفى شاربه خشية أن المطلوب في زمن الإحرام ويؤذيه، وقد رخص له فيه، وكذلك إذا دعت ضرورة إلى حلقه، أو حلق اللحية؛ لمداواة ما تحتها من جرح أو دمل أو نحو ذلك، واللَّه تعالى أعلم".