الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَإِنْ حَلَّ أَرْضاً عاشَ فِيها بِعَقْلِهِ
…
وَما عاقِلٌ فِي بَلْدَةٍ بِغَرِيبِ (1)
وروى الدينوري في "المجالسة" عن أبي العالية رحمه الله تعالى قال: كنت آتي ابن عباس رضي الله تعالى عنهما وقريش حوله، فيأخذ بيدي فيجلسني معه على السرير، فتغامزت في قريش، ففطن لهم ابن عباس، فقال: هكذا هذا العلم؛ يزيد الشريف شرفاً، ويجْلِس الملوك على الأسرة.
ثم أنشد محمد بن الحارث المروزي أحد رواته في أثره: [من الطويل]
رَأَيْتُ رَفِيعَ النَّاسِ مَنْ كانَ عالِماً
…
وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِي قَوْمِهِ بِحَسِيبِ
إِذا حَلَّ أَرْضاً عاشَ فِيها بِعِلْمِهِ
…
وَما عالِمٌ فِي بَلْدَةٍ بِغَرِيبِ (2)
الفائِدَةُ السَّابِعَةُ:
روى الإمام أحمد في "الزهد" عن أبي الدرداء رضي الله تعالى عنه أنه قال: ما لي أرى علماءكم يذهبون، وأرى جهالكم لا يتعلمون؟ تعلموا قبل أن يرفع العلم؛ فإن رفع العلم ذهاب العلماء (3).
وتقدم حديث ابن عمرو رضي الله تعالى عنهما: "إِنَّ اللهَ لا يَقْبِضُ العِلْمَ انْتِزاعاً يَنْتَزِعُهُ مِنَ العِبادِ، وَلَكِنْ يَقْبِضُ العِلْمَ بِقَبْضِ العُلَماءِ، حَتَّى إِذا لَمْ يُبْقِ عالِماً اتَّخَذَ النَّاسُ رُؤُوسا جُهَّالاً" الحديث (4).
(1) رواه ابن أبي الدنيا في "العقل وفضله"(ص: 60).
(2)
رواه الدينوري في "المجالسة وجواهر العلم"(ص: 55).
(3)
رواه الإمام أحمد في "الزهد"(ص: 144).
(4)
تقدم تخريجه.
وروى الإمام أحمد في "الزهد" عن سلمان رضي الله تعالى عنه قال: لا يزال الناس بخير ما بقي الأول حتى يتعلم الآخر، فإذا ذهب الأول قبل أن يتعلم الآخر فذلك حين هلكوا (1).
وروى أبو نعيم عن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يَزالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ ما أَخَذُوا العِلْمَ عَنْ أَكابِرِهِمْ، فَإِذا أَخَذُوا العِلْمَ عَنْ أَصاغِرِهِمْ هَلَكُوا"(2).
وروى البيهقي عن الحسن قال: لا يزال الناس بخير ما تباينوا - أي: العلم - فإذا استووا - أي: في الجهل - فذلك عند هلاكهم (3).
وروى أبو عمرو الداني في "الفتن"، والروياني عن أبي الدرداء رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إِنَّ مِنْ أَشْراطِ السَّاعَةِ طَلَبَ الْعِلْمِ عِنْدَ الأَصاغِرِ دُونَ الأَكَابِرِ".
وروى الطبراني في "الكبير" عن أبي أمية (4) الجمحي رحمه الله تعالى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إِنَّ مِنْ أَشْراطِ السَّاعَةِ أَنْ يُلْتَمَسَ العِلْمُ عِنْدَ الأَصاغِرِ"(5).
(1) رواه الإمام أحمد في "الزهد"(ص: 151).
(2)
رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء"(8/ 49) موقوفاً، وكذا ابن المبارك في "الزهد"(1/ 281).
(3)
رواه البيهقي في "شعب الإيمان"(9084).
(4)
في "أ" و"ت": "أبي أسيد" بدل "أبي أمية".
(5)
رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(22/ 361). قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(1/ 135): فيه ابن لهيعة وهو ضعيف.