الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يا آكِلاً لَحْمَ أَخِيهِ مَيِّتاً
…
بالَغْتَ يا مَكْلُوبُ فِي التَّوَحُّشِ
عُوْقِبْتَ بِالْمَسْخِ مِنَ اللهِ وَلَمْ
…
تَرْجِعْ وَلا مِنَ الْعِقابِ تَخْتَشِي
قَدْ زالَ أُنْسُ الإِنْسِ عَنْكَ عِنْدما
…
نَشَأْتَ فِي هَذا التَّجَرِّي الْمُفْحِشِ
وَما بِهِ انْتَشَأْتَ مِنْهُ لَمْ تَفِقْ
…
يا لَيْتَ مَسْلُوبَ الْحِجَى لَمْ يَنْتَشِي
44 - ومنها: اتفاق المتصادقين والمترافقين في غرض
، فإذا عرضت لهما الدنيا أعرض أحدهما، أو كل منهما عن الآخر؛ كل منهما يريد الاستقلال بها، فيتجاذبانها، ويتهاتران عليها تشبهاً بالكلاب؛ فإنها تكون على اجتماع وهراش، فإذا لاح لها ميتة أو غيرها تهالكت عليها، وأحب كل واحد منهما لو يستقل بها، ويحمي عنها حتى كأنه لم يعرف رفيقه.
وهذا حال أكثر الناس حين تلوح لهم الدنيا، وتفاضلهم فيها هو السبب في أنهم يكونون مجتمعين، فإذا تفرقوا وقع كل واحد في عرض الآخر يمزقه.
فالعاقل المعرض عنهم بقلبه مقبلاً على ربه إلا على وجه المداراة
لهم، والاحتراز من شرهم.
وقد أحسن مِهْيار الديلمي في قوله: [من الكامل]
كَمْ أَسْتَعِزُّ وَأَسْتَجِيرُ بِآكِلٍ
…
لَحْمِي فَأعرَقَ وَهُوَ غَيْرُ سَمِينِ
وَيَقُودُنِي قَوَدَ الْجَنِيبِ مدامحٌ
…
بِرِيائِهِ عَنْ دائِهِ الْمَدْفُونِ
وَلَقَدْ تَحَدَّثَ لَوْ فَطِنْتُ بِقَلْبِهِ المـ
…
ـغْلُولِ لِي فِي لَحْظِهِ الْمَسْنُونِ
اشْدُدْ عَلى النُّكَباءِ كَفَّكَ كُلَّما
…
قُلْتَ اعْتَلَقْتُ بِصاحِبٍ مَأْمُونِ
وَتَمَشَّ فِي أَخَوَيْكِ يَومَ أَمانَةٍ
…
ما بَيْنَ ذِئْبِ غَضا وَلَيْثِ عَرِينِ
فَالنَّاسُ عِنْدَكُ راتِعٌ فِيما ادَّعَى
…
غَصْباً وَدافِعُ حَقِّكَ الْمَضْمُونِ
ذُمَّ الْحفاظَ فَذُو الصَّرامَةِ عِنْدَهُمْ
…
مُعْطِي الْخلابِ وَمانِعُ الْماعُونِ
وَسَرى النَّفاقُ كَأَنَّهُ سَلْسَالُهُ
…
فِي الْماءِ أَوْ صَلْصالُهُ فِي الطِّينِ