الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
3 - ومن أحوال الحمقى: عدم معرفتهم بعيوب أنفسهم
.
روى أبو نعيم عن داود بن أبي هند قال: قال إياس بن معاوية: كل رجل لا يعرف عيبه فهو أحمق.
قالوا له: يا أبا واثلة! ما عيبك؟
قال: كثرة الكلام (1).
4 - ومنها: الاغترار بمدح من يجهل حاله، أو يمدحه بما ليس فيه
.
روى أبو نعيم عن ذي النون رحمه الله قال: من فرح بمدحة الجاهل ألبسه الله ثوب الحماقة (2).
5 - ومن أحوال المجانين، والحمقى: أنهم يطمعون فيما لا يكون
، ويحاولون المحال أن يكون، ولذلك يطلق الجنون على كل من طلب المحال، وأراد التوصل إلى ما هو بعيد المنال.
روى السلمي في "طبقاته" عن يوسف بن الحسن الرازي رحمه الله تعالى أنه كان يقول: إذا أردت أن تعرف العاقل من الأحمق فحدثه بالمحال، فإن قَبِله فاعلم أنه أحمق (3).
(1) رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء"(3/ 124).
(2)
انظر: "صفة الصفوة" لابن الجوزي (4/ 318)، وعنده:"ألبسه الشيطان" بدل "ألبسه الله".
(3)
رواه السلمي في "طبقات الصوفية"(ص: 154).
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الأَحْمَقُ مَنْ أتبَعَ نَفْسَهُ هَواها وَتَمَنَّى عَلى اللهِ"(1).
وذلك لأن الله تعالى لا يعطي الأماني إلا لمن خالف الهوى، أو على وجه الابتلاء كما قال عز وجل:{وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى (40) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى} [النازعات: 40 - 41].
وقال ابن مسعود رضي الله تعالى عنه: من أفتى الناس في كل ما يستفتون فهو مجنون. رواه الدارمي، والبيهقي (2).
وقال ابن عباس رضي الله عنه: من أفتى الناس في كل ما يسألون فهو مجنون. رواه البيهقي (3).
وإنما كان هذا مجنوناً لأن إفتاءه في كل ما يسأل عنه دليل دعواه أنه يعلم كل شيء، وهذا ليس من صفات الخلق.
قال الله تعالى: {وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ} [البقرة: 255].
وقال تعالى: {وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ} [يوسف: 76].
(1) رواه الترمذي (2459) وحسنه، وابن ماجه (4265) لكن بلفظ:"العاجز" ولم أقف عليه بلفظ: "الأحمق" إلا في كتب اللغة كـ"غريب الحديث" لابن سلام (3/ 143)، و"تهذيب اللغة" للأزهري (14/ 128).
(2)
رواه البيهقي في "المدخل إلى السنن الكبرى"(ص: 432)، وكذا الطبراني في "المعجم الكبير"(8924).
(3)
رواه البيهقي في "المدخل إلى السنن الكبرى"(ص: 433).