الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
نخاف إن عزل الحجاج، أو مات أن يستولي عليكم القردة والخنازير، فقد روي أن أعمالكم عُمَّالكم، وكما تكونون يُولَّى عليكم (1).
*
لَطِيفَةٌ:
روى أبو نعيم عن طاوس رضي الله تعالى عنه قال: كان يقال: اسجد للقرد في زمانه (2).
وأنشد الدميري في "حياة الحيوان": [من الرجز]
اسْجُد لقرد السُّوءِ فِي زَمانِهِ
…
وَدارِهِ ما دُمْتَ فِي سُلْطانِهِ (3)
وأنشد العارف بالله سيدي علوان الحموي في "شرح تائية ابن حبيب" لبعضهم: [من المتقارب]
خَبِرْتُ الرِّجالَ وَجَرَّبْتُهُمْ
…
فَكُلٌّ يَمِيلُ إِلَى شَهْوَتهْ
فَلِلَّهِ دَرُّ فَتَى عاقِلٍ
…
يُدارِي الزَّمانَ عَلى فِطْنَتِهْ
وَيلْبَسُ لِلدَّهر أثوابَهُ
…
وَيرْقُصُ لِلْقِرْد فِي دَوْلَتِهْ (4)
وأنشد السيوطي لبعضهم: [من الوافر]
(1) كذا عزاه السخاوي في "المقاصد الحسنة"(ص: 520) إلى الطبراني.
(2)
رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء"(4/ 11).
(3)
انظر: "حياة الحيوان الكبرى" للدميري (2/ 334).
(4)
انظر: "البصائر والذخائر" لأبي حيان التوحيدي (8/ 205) مع بعض الاختلاف في الألفاظ.
سَجَدْنا لِلْقُرودِ رَجاءَ دُنْيا
…
حَوَتْها دُوْننَا أَيْدِي القُرودِ
فَما ظَفِرَتْ أَنامِلُنا بِشَيْءٍ
…
رَجَوْناهُ سِوى ذُلِّ السُّجودِ
ومما يدخل في قسم التشبه بالقردة: الاستخفاف بأولياء الله تعالى، والإنكار لكرامتهم.
وفي "ربيع الأبرار" للزمخشري: قال رجل للحسين بن منصور الحلاج: إن كنت صادقاً فيما تدعيه فامسخني قرداً، فقال: لو هممت بذلك لكان نصف العمل مفروغاً منه (1).
قلت: يشير بذلك إلى مسخ القلب؛ فإن المسخ يكون في الصورة، ويكون في القلب.
وعلى ذلك تأول بعض العلماء ما ورد في الأحاديث من المسخ الذي يكون في هذه الأمة آخر الزمان أنه يكون في القلب، والحق أنه يكون في الأجساد والقلوب، وقد يكون في القلوب دون الأجساد، وقد وقع الأول قليلاً، والثاني كثيراً.
وقد قدمنا عن بعض كتب التاريخ: أن رجلًا عبث بآخر وهو في الصلاة فمسخ خنزيراً.
وروى اللالكائي في "السنة" عن الوضاح بن حسان، عن بعض أهل الكوفة: أن رجلاً كان يسب أبا بكر وعمر رضي الله تعالى عنهما؛ قال: وكان قد صحبنا في سفر، فنهيناه، فلم ينته، فقلنا له: اجتنبنا، ففعل.
(1) انظر: "ربيع الأبرار" للزمخشري (1/ 137).
فلما أردنا الرجوع تذممنا، فقلنا: لو صحبنا حتى يرجع، فلقينا غلامه، فقلنا: قل لفلان يرجع إلينا.
فقال: إنه قد حدث به حدث سوء، قد تحوَّلت يداه يدي خنزير.
قال: فأتيناه فقلنا له: تحول إلينا.
فقال: إنه قد حدث بي أمر عظيم، فأخرج ذراعيه فإذا هما ذراعا خنزير.
قال: فتحول إلينا حتى انتهينا إلى قرية كثيرة الخنازير، فلما رآها صاح صياح الخنازير، فوثب من دابته فإذا هو خنزير، فاختلط مع الخنازير فلم يعرف، فجئنا بمتاعه وغلامه إلى الكوفة (1).
وروى الحافظ ضياء الدين المقدسي في كتاب "النهي عن سب الصحابة" رضي الله تعالى عنهم عن صفوان قال: اكتريت إبلاً إلى الشام، فدخلت مسجداً فصليت خلف إمام، فلما انفتل من صلاته أقبل على الناس بوجهه، وذكر أبا بكر وعمر رضي الله تعالى عنهما بسوء.
قال: فخرجت من ذلك المسجد، ورجعت من قابل، ودخلت ذلك المسجد، فصليت خلف إمام آخر، فلما انفتل من صلاته أقبل على الناس بوجهه، وقال: اللهم ارحم أبا بكر وعمر.
فقلت لرجل كان بجنبي: ما فعل الذي كان يلعنهما؟
فقال لي: تشاء أن أريكه؟
(1) رواه اللالكائي في "اعتقاد أهل السنة"(7/ 1257).
فقلت: بلى.
فأدخلني داراً، فأراني كلباً مربوطاً في سارية، فقال للكلب: هذا رجل صلى خلفك عام أول وأنت تشتم أبا بكر وعمر رضي الله تعالى عنهما، فأومأ الكلب برأسه؛ أي: نعم.
فقال الرجل: قد مسخه الله كما ترى.
وقال أيضاً في الكتاب المذكور: سمعت الشيخ أبا بكر بن مسعود الهكاري قال: كنت أخدم مع ميمون القصري بحلب، فجرى ذكر الرافضة بعض الأيام عنده، فقيل: إذا مات منهم إنسان تغير خلقه خنزيراً، فأنكر ذلك ميمون القصري، ثم قال: عندهم فلان البزدار، إن مات أبصرناه، فاتفق أن ذلك الرجل مات، فقال ميمون: ادفنوه في موضع وحده، ثم خرج ميمون ونحن معه إلى المقبرة، وبات برا البلد، وأمر بنبشه، فإذا هو خنزير، فأبصرناه، فأمر ميمون بحطب، ثم أمر به فأحرقه.
وروى أبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"، وغيره عن العَوَّام ابن حوشب رحمه الله تعالى قال: نزلت مرة حياً وإلى جانب ذلك الحي مقبرة، فلما كان بعد العصر انشق منها قبر، فخرج منه رجل رأسه رأس حمار، وجسده جسد إنسان، فنهق ثلاث نهقات، ثم انطبق عليه القبر، فإذا عجوز تغزل شعراً وصوفاً، فقالت امرأة ترى تلك العجوز: قلت: ما لها؟
قالت: تلك أم هذا.
قلت: وما كانت قصته؟
قالت: كان يشرب الخمر، فإذا راح تقول له أمه: يا بني! اتق الله، إلى متى تشرب هذا الخمر؟
فيقول لها: إنما أنت تنهقين كما ينهق الحمار.
فمات بعد العصر، فهو ينشق عنه القبر بعد العصر كل يوم فينهق ثلاث نهقات، ثم ينطبق عليه القبر (1).
قال أبو القاسم: حدث به أبو العباس الأصم إملاء بنيسابور بمشهد من الحفاظ، فلم ينكروه (2).
وروى ابن عساكر عن [لأعمش](3) قال: تغوط رجل على قبر الحسن بن علي رضي الله تعالى عنهما، فجعل ينبح كما تنبح الكلاب، ثم إنه مات، فسمع من قبره يعوي ويصيح (4).
وروى الحافظ محمد بن السَّكَن في كتاب "العجائب" عن نوفل ابن مساحق قال: رأيت شاباً بمسجد نجران، فجعلت أنظر إليه وأتعجب من طوله، وتمامه، وجماله، فقال: ما لك تنظر إلي؟
فقلت: أعجب من جمالك وكمالك.
(1) ورواه اللالكائي في "اعتقاد أهل السنة"(6/ 1145).
(2)
انظر: "الزواجر" للهيتمي (2/ 657).
(3)
بياض في "أ" و"ت"، والمثبت من"تاريخ دمشق".
(4)
رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(13/ 305).
فقال: إن الله ليعجب مني.
قال: فما زال ينقص وينقص حتى صار بطول الشبر، فأخذه بعض قرابته في كمه وذهب.
أورده ابن كثير في "تفسيره" في قصة قارون (1).
وروى الترمذي عن عمران بن حصين رضي الله تعالى عنهما: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "في هَذِهِ الأُمَّةِ خَسْفٌ، وَمَسْخٌ، وَقَذْف".
قال رجل من المسلمين: متى ذلك؟
قال: "إِذَا ظَهَرَتْ الْقَيْنَاتُ، والمعَازِفُ، وَشُرْبُ الخَمْرِ"(2).
وروى ابن ماجه، وابن حبان في "صحيحه" عن أبي مالك الأشعري رضي الله تعالى عنه: أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "يَشْرَبُ نَاسٌ مِنْ أُمَّتي الخَمْرَ يُسَمُّوْنهَا بِغَيرِ اِسمِهَا، يُضْرَبُ عَلَى رُؤُوْسِهِمْ بِالمعَازِفِ وَالقَينَاتِ، يَخْسِفُ اللهُ بهم الأَرْضَ، وَيَجْعَلُ مِنْهُمْ الْقرَدَةَ وَالخَنَازِيْرَ"(3).
وروى الإمام أحمد، والطبراني في "الكبير" عن أبي أمامة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. "لَيَبِيْتَنَّ أَقْوَامٌ مِنْ أُمَّتي عَلَى
(1) انظر: "تفسير ابن كثير"(3/ 401).
(2)
تقدم تخريجه.
(3)
رواه ابن ماجه (4020) واللفظ له، وابن حبان في "صحيحه"(6758)، وشطره الأول عند أبي داود (3688).
أَكْلٍ وَلهوٍ وَلَعِبٍ، ثُمَّ لَيُصْبِحُنَّ قِرَدَةً وَخَنَازِيْرَ" (1).
ورواه عبد الله ابن الإمام أحمد من حديث عبادة بن الصامت رضي الله تعالى عنه بنحوه، وزاد فيه:"بِاسْتِحْلالهِمُ المحَارِمَ، وَاتِّخَاذِهِمُ القَينَاتِ، وَشُرْبهِمُ الخَمْرَ، وَبأَكْلِهِمُ الرِّبَا، وَلُبْسِهِمُ الحَرِيْرَ"(2).
وروى الترمذي، وابن ماجه عن ابن عمر رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "في هَذِهِ الأُمَّةِ خَسْفٌ، وَمَسْخٌ، وَقَذْفٌ فيْ أَهْلِ القَدَرِ"(3).
وروى الطبراني في "الأوسط" عن أبي سعيد رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تَأْتي المرْأَةُ فَتَجِدُ زَوْجَهَا قَدْ مُسِخَ قِرْدًا لأَنَّهُ لَا يُؤْمِنُ بِالْقَدَرِ"(4).
وروى الترمذي عن عائشة رضي الله تعالى عنها، عن النبي صلى الله عليه وسلم
(1) رواه الإمام أحمد في "المسند"(5/ 329)، والطبراني في "المعجم الكبير" (7997). قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (8/ 10): فيه فرقد السبخي ضعيف.
(2)
رواه عبد الله بن الإمام أحمد في "زوائد المسند"(5/ 329). وفيه فرقد السبخي.
(3)
رواه الترمذي (2152) وقال: حسن صحيح غريب، وابن ماجه (4061).
(4)
رواه الطبراني في "المعجم الأوسط"(7150). قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(7/ 206): فيه بشار بن قيراط، وهو ضعيف.