المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

فإذا لم يطلب العبد الخير والعلم من أفضل الخير في - حسن التنبه لما ورد في التشبه - جـ ١٠

[نجم الدين الغزي]

فهرس الكتاب

- ‌(1) بَابُ النَّهي عَنْ تَشَّبُّهِ العَاقِلِ بِالمَجَانينِ وَالحَمْقَى

- ‌1 - ومن أحوال الحمقى، والمجانين: الكبر، والعجب، والخيلاء، والإعجاب بالرأي

- ‌2 - ومن أحوال الحمقى:

- ‌3 - ومن أحوال الحمقى: عدم معرفتهم بعيوب أنفسهم

- ‌4 - ومنها: الاغترار بمدح من يجهل حاله، أو يمدحه بما ليس فيه

- ‌5 - ومن أحوال المجانين، والحمقى: أنهم يطمعون فيما لا يكون

- ‌6 - ومن أحوالهم: كثرة الأماني

- ‌7 - ومن أحوال المجانين، والحمقى: الإخبار بالأشياء المعلومة ضرورة كالسماء فوق الأرض

- ‌8 - ومن أقبح أنواع البله، والحمق والجنون، وأشدها ضرراً على أصحابها: الوسوسة، والانتهاء فيها إلى حد إنكار الأمور اليقينية، والحقائق

- ‌9 - ومن أحوال المجانين، والحمقى، والمعتوهين: الولع بالشيء، والعبث به، وكثرة الحركة والالتفات لغير فائدة ظاهرة، واستحسان ما يضر أو يؤول إلى الضرر

- ‌10 - ومن أحوال الحمقى: ما ذكره ابن الجوزي عن بعض الحكماء قال: يعرف الأحمق بست خصال:

- ‌11 - ومنها: أن أحدهم يجمع بين اعتقاد أنه أكمل من غيره، فيزعم الكمال لنفسه

- ‌12 - ومنها: قلة الأدب، والتهور المانع من حسن المجالسة، ولطف المعاشرة

- ‌13 - ومنها: أن الأحمق متى سمع حديثاً صدقه وإن لم يتبين حقيقته ولم يتصور إمكانه

- ‌14 - ومنها: الخروج كل ساعة في طور غير الطور المتقدم من حيث الأخلاق

- ‌15 - ومن أحوال المجانين، والحمقى: أنهم ربما أتلفوا شيئاً من أموالهم لحفظ مال غيرهم كالذي يحمل اللحم وغيره لغيره في ثوبه وهو جديد نفيس نظيف

- ‌16 - ومن أحوال الحمقى: ما رواه المعافى بن زكريا في "الجليس والأنيس

- ‌وهذه فوائد وتتمات لهذا الباب:

- ‌(2) باب النَّهْيِ عَنْ تَشَبُّهِ الحُرِّ بِالرَّقِيقِ وَعَكْسِهِ

- ‌القسم الأوَّلُ: أن يُرِقَّ الْحُرُّ نفسه

- ‌ تَنْبِيهٌ:

- ‌القِسْمُ الثَّانِي مِنْ تَشَبُّهِ الْحُرِّ بِالرَّقِيقِ:

- ‌ تنبِيهانِ:

- ‌الأَوَّلُ:

- ‌ الثَّانِي

- ‌ الأولي

- ‌ فائِدَتَانِ:

- ‌ الثَّانِيَةُ:

- ‌(3) بَابُ النَّهي عَنْ تَشَبُّهِ الرَّجُلِ بِالمَرْأَةِ وَعَكْسِهِ

- ‌ تَنْبِيهٌ:

- ‌ لَطِيفَةٌ:

- ‌ تَنْبِيهٌ:

- ‌فَصْلٌ

- ‌(4) بَابُ النَّهي عَنْ تَشَبُّهِ الرّجَال بِالصِّبيَانِ

- ‌ ومن التشبه القبيح بالشبان:

- ‌ تَنْبِيهٌ:

- ‌ تَنْبِيهٌ:

- ‌ تَتِمَّةٌ:

- ‌فَصْلٌ

- ‌فَصْلٌ

- ‌فَصْلٌ

- ‌ فائِدَةٌ:

- ‌فَصْلٌ

- ‌فَصْلٌ

- ‌ فائِدَةٌ:

- ‌فَصْلٌ

- ‌فَصْلٌ

- ‌ تَنْبِيهٌ:

- ‌فَصْلٌ

- ‌ تَنْبِيهٌ:

- ‌ تَتِمَّةٌ:

- ‌(5) بَابُ تَشَبُّه الفَقِير بِالغَنِي وَعَكْسِهِ

- ‌ أن يتشبه بالأغنياء في اللباس ونحوه من غير تكلف ستراً للفقر

- ‌ أن يتشبه بالأغنياء في اللباس لمجرد الشهوة أو للشهرة

- ‌ ومن تشبه الفقير المذموم بالغني: أن يتشبه به في الكبر والخيلاء

- ‌ ومن أخلاق الأغنياء المذمومة: أن مترفيهم إذا جلس بعضهم إلى بعض في مجلس أكثر فيه من الثناء على ماله وخدمه

- ‌فَصْلٌ

- ‌ أن يتشبه بهم في خشونة العيش

- ‌ تشبه الغني بالفقير المذموم

- ‌1 - فمنه: أن يتشبه بالفقير في التبذُّل والتقلُّل في المأكل والملبس

- ‌2 - ومن التشبه المذموم من الأغنياء بالفقراء:

- ‌3 - ومن التشبه المذموم من الأغنياء بالفقراء:

- ‌(6) بَابُ تَشَبُّه أهْلِ الحَضَرِ بِأِهْلِ البَدْوِ وَعَكْسِهِ

- ‌(7) بَابُ النَّهي عَنْ تَشَبُّهِ العَالِمِ باِلجَاهِلِ

- ‌الفَصْلُ الأَوَّلُ في تَشَبُّهِ العَالِمِ باِلجَاهِلِ في مُقْتَضَى الجَهْلِ

- ‌1 - فمنها: ترك طلب العلم، وترك الاستزادة منه، والرغبة عن ذلك

- ‌2 - ومنها: كتمان العلم عند الحاجة إليه

- ‌3 - ومنها: وضع العلم في غير أهله، ومنعه من أهله

- ‌4 - ومنها: ترك العمل بالعلم

- ‌5 - ومنها: التكبر بالعلم، والإعجاب به وبغيره مما يخصه

- ‌6 - ومنها: إنكار فضل ذوي الفضل، وتجهيلهم في علمهم، والإعراض عما يجيئون به من الحق مع العلم بأنه حق

- ‌7 - ومنها: أن لا يُنزل الناس منازلهم؛ كأن يكرم السفيه والوضيع من غير ضرورة، ويهين العالم والحكيم والشريف

- ‌8 - ومنها: المماراة والمجادلة بالعلم، والمناظرة بغير إظهار الحق

- ‌9 - ومنها: الدعوى لغير غرض صحيح، وتزكية النفس، والرضا عنها، واحتقار الناس دونها

- ‌10 - ومنها: أن يكون عالماً بفن من العلم، فيُطْري ذلك الفن مع الغلو في ذم غيره وذم أهله

- ‌11 - ومنها: الإجابة عن كل ما يسأل عنه إلا أن يقول: لا أعلم، أو: لا أدري فيما لا يدري

- ‌12 - ومنها: الاشتغال بما ينكره الشرع من العلوم؛ كالسحر، والفلسفة، والتوغل في المنطق، أو فيما لا فائدة فيه كالكيمياء

- ‌13 - ومنها: أن يطمع العالم فيما لا يكون، أو يشاء ما لم يشأ الله، أو يريد أن يكون ما لم يقدره الله؛ وهذا غاية الجهل

- ‌14 - ومنها: أنْ لا يخشى العالم الله تعالى، ولا يخاف منه، والاغترار به ولإملائه، ويتجرأ عليه، ويأمَن من مكره

- ‌15 - ومنها: كثرة الضحك والمزاح

- ‌16 - ومنها: أن يتجاوز إلى السخف وتضحيك الناس

- ‌17 - 22 - ومنها: ست خصال

- ‌23 - ومنها: كثرة الكلام

- ‌24 - ومنها: ما رواه البيهقي عن عروة بن الزبير رحمه الله تعالى قال: يقال: ما شر شيء

- ‌25 - ومنها: محبة الدنيا، وتمنيها، وتعظيمها، وإيثارها على الآخرة

- ‌26 - ومنها: إيثار الدنيا على الآخرة، والطمع في الدنيا

- ‌27 - ومنها: أن يأكل العالم بدينه

- ‌28 - ومنها: إطالة الأمل

- ‌29 - ومنها: اهتمام العالم بالبناء، وتعليته وزخرفته

- ‌30 - ومنها: كثرة الحركة في أمور الدنيا، وفيما لا يعنيه

- ‌31 - ومنها: الخبرة بأمور الدنيا

- ‌32 - ومنها: التردد إلى السلاطين والأمراء والأغنياء، وخدمتهم، والتملق لهم لأجل حصول شيء من الإرفاق

- ‌ تَنْبِيهٌ:

- ‌33 - ومنها: التلبس بالمعصية في صورة الطاعة، وقصد الطاعة بالمعصية أو في المعصية

- ‌34 - ومنها - وهو من أغلاط كثير ممن يدعي العلم والزهد -: تضييع العيال اشتغالاً بالعلم، أو بالعبادة من التطوعات

- ‌35 - ومنها: الاشتغال بحديث الدنيا، ووقائع الوقت، وتُرَّهات الزمان، وما لا يعنيه

- ‌36 - ومنها: أن يكره الذم، ويحب الحمد لغير فضيلة

- ‌37 - ومنها: العجلة، والطيش، والتهور لاسيما إذا نُمَّ إليه

- ‌38 - ومنها معاشرة الجهلاء منهم، ورعاية مودتهم

- ‌39 - ومنها: معاشرة العلماء بالجهل، والسفه، وقلة الأدب، ومعاشرة العوام بالعلم، والأدب، والاحترام

- ‌40 - ومنها: معاداة العلماء، وبغض الأولياء ولاسيما الصحابة رضي الله عنهم

- ‌41 - ومنها: أن يتتبع عورات الأقران وعيوبهم، ويطعن عليهم، فيسخر بمن دونه، ويَهْزَأ بمن فوقه

- ‌42 - ومنها: أن يكون اهتمامه حين يسأل خلاص السائل في الدنيا وإن ضر نفسه، وأتلف دينه، وضر السائل في دينه كأن يرتب للسائل حيلة

- ‌43 - ومنها: الجرأة على الفتوى، والمبادرة إليها من [غير] تثبت، والتلبيس فيها، والتكلف فيها

- ‌44 - ومنها: أن يعين صديقه أو حميمه

- ‌45 - ومنها: ترك الأفضل والمستحب

- ‌46 - ومنها: التجاوز من المكروهات إلى ارتكاب المعاصي والموبقات، وفعل المكروه مقدمة فعل المحرم

- ‌47 - ومنها - وهو من جنس ما قبله -: قطيعة الرحم، وأوغل منه في الجهل: عقوق الوالدين

- ‌48 - ومنها: الهجوم في الفتنة، وعدم النظر في العواقب

- ‌49 - ومنها: الثقة بالنفس ودعاويها

- ‌50 - ومنها: أن يحمله حب الدنيا والعيش فيها على ترك المعروف والنهي عن المنكر

- ‌ تَنْبِيهٌ:

- ‌ تَتِمَّةٌ:

- ‌الفَصْلُ الثَّانِي فِي تَشَبُّهِ العَالِمِ بِالجَاهِلِ في نَفْسِ الجَهْلِ

- ‌الوجه الأول: أن يقعد عن طلب الزيادة في العلم

- ‌ تَنْبِيهٌ:

- ‌الوجه الثاني من وجهي تشبه العالم بالجاهل في نفس الجهل:

- ‌ فَوائِدُ:

- ‌الفائدة الأُولَى:

- ‌الفائِدَةُ الثَّانِيَةُ:

- ‌الفائِدَةُ الثَّالِثَةُ:

- ‌الفائِدَةُ الرَّابِعَةُ:

- ‌الفائِدَةُ الْخامِسَةُ:

- ‌الفائِدَةُ السَّادِسَةُ:

- ‌الفائِدَةُ السَّابِعَةُ:

- ‌الفائِدَةُ الثَّامِنَةُ:

- ‌الفائِدَةُ التَّاسِعَةُ:

- ‌الفائِدَةُ العاشِرَةُ:

- ‌خَاتِمَةٌ لِهَذَا القِسْمِ

- ‌(8) بَابُ النَّهْيِ عَنِ التَّشَبُّهِ بِالبَهَائمِ وَالسِّبَاع وَالطَّيْر وَالهَوَام

- ‌1 - فمنها: الجهل من حيث هو

- ‌2 - ومنها: أن يكون الإنسان من حملة العلم الشريف

- ‌ لَطِيفَةٌ أُخْرى مِنْ مَشْرَبٍ آخَرَ:

- ‌ تنبِيهٌ:

- ‌3 - من الخصال المشار إليها: أن يكون الإنسان عالماً ولا يعمل بعلمه

- ‌ تنبِيهٌ:

- ‌4 - ومن الخصال المشار إليها: تشبه المتكثر بالعلوم التي لا تنفع

- ‌5 - ومنها: تشبه علماء السوء

- ‌6 - ومنها: تشبه قضاة السوء، وحكام السوء بالذئاب في كل أموال الناس بالباطل

- ‌7 - ومنها: تشبه علماء السوء في تكالبهم، وتهافتهم، وتغايرهم على المناصب، والولايات ونحوها بالتيوس

- ‌8 - ومنها: تشبه علماء السوء وقراء السوء في أكل بعضهم لمال بعض، وغيره بالدبدان

- ‌9 - ومنها: التشبه بالبهائم في عدم الانتفاع بالموعظة وإن سمعها

- ‌10 - ومنها: تشبه الملوك، والأمراء، والمتجوهين في قهر الناس، والشماخة عليهم، والزهو، والتكبر

- ‌11 - ومنها: تشبه الملوك، ونحوهم في طلب الدنيا

- ‌ لَطِيفَةٌ:

- ‌ لَطِيفَةٌ:

- ‌ فائِدَهٌ زائِدَةٌ:

- ‌12 - ومن الخصال التي تدخل في التشبه بالبهائم والهوام: إنكار القدر

- ‌13 - ومن الخصال التي تلحق صاحبها بالبهائم:

- ‌14 - ومنها: تشبه العبد في معرفة أمور الدنيا

- ‌15 - ومنها: الغفلة عن طاعة الله تعالى اشتغالاً بالدنيا، ونحوها تشبهاً بالعير، والحمار، ونحوهما من البهائم

- ‌16 - ومنها: التشبه بالبعير، ونحوه أيضاً في الشَّراد عن الله تعالى، والإباء عن الانقياد له

- ‌17 - ومنها: التشبه بالبعير، وغيره في الطواف بلا ذكر ولا استلام

- ‌18 - ومنها: التعبد على جهل

- ‌19 - ومنها: التشبه في العجلة

- ‌20 - ومنها: الإعراض عن طلب العلم، والحكمة، والموعظة الحسنة

- ‌21 - ومن الخصال المذكورة:

- ‌22 - ومنها: التشبه بالبهائم في كثرة القيام بالليل مع اللهو، والتبسط في الشهوات، والخوض في الباطل بالنهار

- ‌23 - ومنها: التشبه بالقطرب في معانيه المذكورة أولاً، وبالكلاب

- ‌24 - ومنها: تشبه البليد في البلادة والفَهَاهَة بالحمار ونحوه من البهائم

- ‌25 - ومنها: التتابع في الشر، والتواطؤ على القبيح

- ‌26 - ومنها: تكسب الدنيا بالدين من غير مراعاة لأحكام الشريعة تشبهاً

- ‌27 - ومنها: التشبه بالبهائم في قِصَر العمر على مصالح الدنيا، وشهوات النفس دون الاشتغال بشيء من أمر المعاد

- ‌28 - ومنها: التشبه بالكلب في الذل عند الجوع

- ‌29 - ومنها: شم الطعام قبل أكله، والأولى ترك ذلك

- ‌30 - ومنها: التشبه في كثرة الأكل

- ‌ تَتِمَّةٌ:

- ‌31 - ومن الخصال المذكورة: تقصد السمن بالمآكل والمشارب

- ‌ تَنْبِيهاتٌ:

- ‌الأَوَّلُ:

- ‌ الثَّانِي:

- ‌ الثَّالِثُ:

- ‌32 - ومن الخصال المشار إليها: البطالة، والفراغ عما ينتفع به العبد في معاده، أو في معاشه

- ‌ فائِدَةٌ:

- ‌33 - ومن الخصال المذكورة: التشبه بالبهائم في الغفلة عن الموت

- ‌ تَنْبيهانِ:

- ‌الأَوَّلُ:

- ‌ الثانِي:

- ‌34 - ومن الخصال المذكورة: تشبه الإنسان في جمع الأموال، وتركها للورثة بدود القَزِّ

- ‌35 - ومنها: التشبه بالدود في ركوب البحر، والأسفار الشاقة البعيدة في طلب الدنيا

- ‌36 - ومنها: تشبه الكافر والفاجر في انشراح الصدر بالكفر أو بالمعصية

- ‌37 - ومنها: أن يتأخر الإنسان عن الانقياد إلى الحق

- ‌38 - ومنها: تشبه الناس في قتل بعضهم بعضاً عصبيةً وهوىً بالحيات، والذئاب، ونحوها

- ‌39 - ومنها: التشبه في الغدر والسطوة بجوارح السباع والطير

- ‌40 - ومنها: التشبه في السفاهة والفحش والبذاء - ولا سيما على الأكابر والعلماء

- ‌41 - ومنها: التشبه بالكلب والخنزير في التكبر

- ‌42 - ومنها: التشبه بالكلب في النظر إلى ظاهر الهيئة، واعتبار الأغنياء دون الفقراء

- ‌43 - ومنها: التشبه في أكل لحم المؤمن بالغيبة بالذي يأكل الميتة من السباع

- ‌44 - ومنها: اتفاق المتصادقين والمترافقين في غرض

- ‌45 - ومنها: التشبه بالبوم في الحسد، وتمني زوال النعمة عن من خصه الله تعالى بها بموت، أو فقد عزيز، أو خراب ديار

- ‌46 - ومنها: التشبه في الزنا بالتيس، والكلب، والقرد، والهر،وغيرها

- ‌47 - ومنها: التشبه بالبهائم في إتيان البهيمة

- ‌48 - ومنها: التشبه بالقرد في الاستمناء بشيء من بدنه

- ‌49 - ومنها: التشبه بالخنزير، والحمار، والسِّنَّور في اللواط فاعلية ومفعولية

- ‌ فائِدَةٌ:

الفصل: فإذا لم يطلب العبد الخير والعلم من أفضل الخير في

فإذا لم يطلب العبد الخير والعلم من أفضل الخير في كل دهره فلا ينبغي أن يفوته في شيبته وعند انتهاء أجله؛ فإن الأعمال بالخواتيم.

- ومن أحسن أخلاق الشيوخ، وأهم ما يطلب منهم: رقة القلب، ورحمة الخلق لأنهم أحوج الناس إلى رحمة الله تعالى؛ فإنهم أقرب إلى الموت، و"إِنَّما يَرْحَمُ اللهُ مِنْ عِبادِهِ الرُّحَماءَ"، كما في "الصحيحين" عن أسامة بن زيد رضي الله تعالى عنهما (1)، فإذا غلبت الشفقة والرحمة على الشيخ مع الإيمان كانت دليل رحمة الله تعالى، وإذا غلبت القسوة على الشيخ كانت دليل سخط الله تعالى.

ومن ثم كان يقال: خمس خصال هن أقبح شيء فيمن بن فيه: العدة في السلطان، والكبر في ذي الحسب، والبخل في الغني، والحرص في العالم، والقسوة في الشيخ.

وثلاث أحسن شيء فيمن بن فيه: تؤدة في غير ذل، وجود بغير ثواب، ونَصَب لغير الدنيا.

رواه أبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" عن زيد الكوفي، عن رجل من أهل العلم (2).

*‌

‌ تَنْبِيهٌ:

إذا رزق العبد التوفيق في صغره وشبابه فليستعذ بالله أن يمكر به

(1) رواه البخاري (1224)، ومسلم (923).

(2)

رواه البيهقي في "شعب الإيمان"(8214)، إلا أنه قال:"والفسق في الشيخ".

ص: 273

في آخر عمره؛ فَـ: "إِنَّ القُلُوبَ بَيْنَ أُصْبُعَيْنِ مِنْ أَصابعِ الرَّحْمَنِ يُقَلِّبُها كَيْفَ يَشاءُ"(1) كما في الحديث.

واتفق لبعضهم أنه ابتلي بهذه المحنة، فانشد:[من الطويل]

أَطَعْتُ الْهَوَى عَكْسَ القَضِيَّهِ لَيْتَنِي

خُلِقْتُ كَبِيراً وَانْقَلَبْتُ إِلَى الصِّغَرْ

ومن هنا تفهم معنى ما رواه الإمام عبد الله ابن الإمام أحمد في "زوائد الزهد" عن [

] (2) قال: رأى أبو هريرة رضي الله عنه شباباً يتنسكون فقال: ليت الموت ذهب بهؤلاء؛ يعني: قبل أن يفتتنوا بالدنيا.

وقد قدمنا ما رواه ابن أبي الدنيا في "الحذر" عن راشد بن سعد رحمه الله تعالى قال: نظر عيسى بن مريم عليهما السلام إلى غلام لم يدرك قد نَحَلَ جسمه، قال: ما الذي صيرك إلى ما أرى؟

قال: والله ما بي من السقم، ولكني أخاف أن أكبر فأعصي الله (3).

وروى الإمام أحمد في "الزهد" عن يحيى بن أبي كثير قال: قال سليمان بن داود عليهما السلام: ما أقبحَ الفقرَ بعد الغنى، وأقبحَ الخطيئةَ مع المسكنة، وأقبحُ من ذلك كله رجلٌ كان عابداً فترك عبادة ربه (4).

(1) رواه الترمذي (2140) وحسنه، وابن ماجه (3834) عن أنس رضي الله عنه.

(2)

بياض في "أ" و"ت" بمقدار كلمة.

(3)

تقدم تخريجه.

(4)

ورواه أبو نعيم في "حلية الأولياء"(3/ 71).

ص: 274

وقلت في معناه: [من السريع]

ما أَقْبَحَ الفَقْرَ عُقَيْبَ الْغِنَى

وَأَقْبَحَ الذَّنْبَ مَعَ الْمَسْكَنَةْ

أَقْبَحُ مِنْ هَذا وَذا مَنْ نَشا

فِي طاعَةٍ ثُمَّ عَصَى دَيْدَنَهْ

ومن عجيب ما اتفق في هذا الباب: ما رواه أبو نعيم عن مجاهد، وابن عياش: أن الشعبي كانت أخته عند أعشى همدان، وكانت أخت أعشى همدان عند الشعبي.

[فقال الأعشى]: يا أبا عمرو! رأيت كأني دخلت بيتاً فيه حنطة وشعير، فقبضت بيميني حنطة، وبيساري شعير، ثم خرجت فنظرت، فإذا في يميني شعير، وإذا في يساري حنطة.

فقال: لئن صدقت رؤياك لتستبدل بالقرآن الشعر.

فقال الأعشى الشعر بعد ما كبر، وكان قبل ذلك إمام الحي ومقرئهم (1)؛ نعوذ بالله من تحول النعمة!

وروى أبو نعيم أيضًا عن محمد بن كعب القرظي رحمه الله تعالى: أنه سئل: ما علامة الخذلان؟

قال: أن يستقبح الرجل ما كان يستحسن، ويستحسن ما كان قبيحاً (2).

(1) رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء"(4/ 325).

(2)

رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء"(3/ 214).

ص: 275

أشار إلى أن العبد إذا كان في شبابه يحذر من محرم أو مكروه، ثم صار في شيخوخته يترخص فيه، فهو مخذول ممكور به؛ والعياذ بالله تعالى!

فينبغي للعبد كلما كبر أن يترقب أحواله وأفعاله، وليجتهد أن يكون كلها على السداد، وفي الترقي ليكون من خيار الناس، ويسأل ربه التوفيق لذلك في كل وقت.

روح الإمام أحمد في "الزهد" عن مجاهد رحمه الله تعالى قال: قال داود عليه السلام: يا رب! طال عمري، وكبرت سني، وضعف ركني.

فأوحى الله تعالى إليه: يا داود! طوبى لمن طال عمره وحسن عمله (1).

وفي "المسند" بإسناد صحيح، عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، وأخرجه ابن حبان في "صحيحه"، والبيهقي في "الشعب" من حديثه، والحاكم وصححه، من حديث جابر رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أَلا أُنبِّئُكُمْ بِخَيْرِكُمْ؟

" قالوا: نعم.

قال: "خِيارُكُمْ أَطْوَلُكُمْ أَعْماراً وَأَحْسَنُكُمْ أَعْمالاً"(2).

(1) ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف"(34265).

(2)

تقدم تخريجه.

ص: 276

وفي رواية عن أبي هريرة عن قوله: "وَأَحْسَنُكُمْ أَعْمالاً"، "وَأَحْسَنُكُمْ أَخْلاقاً". رواهما الإمام أحمد، والبزار (1).

وروى الترمذي، والحاكم وصححاه، والطبراني بإسناد صحيح، عن أبي بكرة رضي الله عنه: أن رجلًا قال: يا رسول الله! أي الناس خير؟

قال: "مَنْ طالَ عُمُرُهُ وَحَسُنَ عَمَلُهُ".

قال: فأي الناس شر؟

قال: "مَنْ طالَ عُمُرُهُ وَساءَ عَمَلُهُ"(2).

وروى أبو يعلى بإسناد حسن، عن [أنس رضي الله عنه] (3) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خِيارُكُمْ أَطْوَلُكُمْ أَعْماراً إِذا سُدِّدُوا"(4).

ومن علامة التوفيق للعبد، وإرادة الخير به عند كبره، وسداد أمره ومرمة (5) حاله: نشاطُه في الطاعة، وأن يخف جسمه ويرق عظمه.

وعلامة ذلك نورانية الوجه، وصحة الذهن، وجودة الرأي، وأكثر ما يكون ذلك لمن حفظ الله وأطاعه في شبابه.

(1) تقدم تخريجه.

(2)

تقدم تخريجه.

(3)

بياض في "أ" و"ت".

(4)

رواه أبو يعلى (3496).

وحسن المنذري إسناده في "الترغيب والترهيب"(4/ 127).

(5)

مرمة: أي صلاح.

ص: 277

والذي رأيته واستقريته طول عمري، ولا أراه إلا كذلك أبدًا أنه ما صان ذو جمال جماله، ولا ذو مال ماله، ولا ذو نعمة نعمته في شبابهم، إلا حفظ الله تعالى عليهم ما أنعم به عليهم في كبرهم وشيخوختهم، ولا فرط ذو جمال في حفظ جماله حتى امتهن جماله بالفسق والفاحشة إلا أجرم في كبره، وأظلم وجهه، وقبحت هيئته، ولا ذو مال في حفظ ماله بمنع زكاته والحقوق الشرعية عليه فيه إلا سلبه آخراً، أو كان سبباً لنزول البلاء عليه بسببه ورؤيته الآفات فيه، وكذلك سائر النعم.

ولقد صدق عمر رضي الله تعالى عنه في قوله: من اتقى الله وَقَاه؛ كما رواه ابن أبي الدنيا، وغيره (1).

وروى ابن أبي شيبة عن أبي حازم رحمه الله تعالى قال: قالت أم الدرداء لأبي الدرداء رضي الله تعالى عنهما: يجيء الشيخ فيصلي، ويجيء الشاب فلا يصلي.

فقال أبو الدرداء: كُلٌّ في ثواب أُعِدَّ له (2).

فينبغي لمن حصل منه تقصير وتفريط في أوائل عمره أن لا يفرط في أواخره وبقيته؛ إذ لا قيمة لما بقي من عمره كما قيل: [من البسيط]

بَقِيَّةُ العُمْرِ عِنْدِي ما لَها ثَمَنُ

وَإِنْ مَضى غَيْر مَحْمُودٍ مِنَ الزَّمَنِ

يَسْتَدْرِكُ الْمَرْءُ فِيها ما أَفاتَ ويُحْـ

ـيِي ما أَماتَ وَيَمْحُو السُّوْءَ [بالحسنِ](*)(3)

(1) ورواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(44/ 356).

(2)

رواه ابن أبي شيبة في "المصنف"(34589).

(*) قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة: ما بين المعكوفتين سقط من المطبوع

(3)

البيتان لأبي الفتح البستي، كما في "زهر الآداب" لابن رشيق (1/ 52).

ص: 278

ولقد أحسن الشيخ شهاب الدين الأذرعي في قوله رحمه الله تعالى: [من مجزوء الكامل المرفل]

كَيْفَ النَّجاةُ وَهِمَّتِي

فِي اللَّهْوِ وَالتَّقْصِيرِ دابِي

لا أَرْعَوِي بِزَواجِرٍ

نَطَقَتْ بِها آيُ الْكِتابِ

قَدْ صِرْتُ فِي السِّتِّينَ فِي

مَيادِينِ التَّصابِي (1)

شِبْهَ ابْنِ عِشْرِينَ غَدا

نَشْوانَ مِنْ سُكْرِ الشَّبابِ

قَدْ آنَ لِي أَنْ أَسْتَعِدَّ

لِيَوْمِ عَرْضٍ وَالْمَآبِ

وَأَجِدَّ فِي الْعَمَلِ الرَّبيِـ

ـحِ وَحُسْنِ تَصْحِيحِ الْمَتابِ

فَعَسى الكَرِيمُ يَجُودُ لِي

بِالْعَفْوِ عَنْ سُوءِ اكْتِسابِي

يا خَجْلَتا يا حَسْرَتا

إِنْ ناقَشُونِي فِي الْحِسابِ

وَبَدَتْ خَفِيَّاتُ الأُمُو

رِ وَطالَبُونِي بِالْجَوابِ

يا رَبِّ بِالْهادِي البَشِيرِ

وَصَحْبِهِ خَيْرِ الصَّحابِ

ثَبِّتْ عُبَيْدَكَ أَنْ يَزِلَّ

هُناكَ عَنْ نَهْجِ الصَّوابِ

وَاسْتُرْ صَحائِفَ عَيْبِهِ

عَنْ نَشْرِها يَوْمَ الْحِسابِ

ولنختم هذا الفصل بما رواه ابن أبي الدنيا في "الأمل"، وابن حبان في "الثقات"، وأبو نعيم عن أبي عبيدة الناجي قال: دخلنا على

(1) كذا في "أ" و"ت".

ص: 279