الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أَو يَكُنْ سائِلاً بِغَيْرِ احْتِياجٍ
…
فَهْوَ مِثْلَ النَّعامِ يَأْكُلُ جَمْراً
صارَ أَكْلُ الْحَرامِ مِنْهُ طِباعاً
…
فَكَذا لَمْ يُحِسَّ لِلنَّار حَرًّا
لَوْ غَدا مُوْقِناً بِذَلِكَ يَوْماً
…
صارَ مِنْ سُوءِ ما تَجَرَّأ صَدْراً
*
تَتِمَّةٌ:
ذكر أبو طالب المكي في "القوت": أن من وصية أبي عبد الرحمن الثوري (1) التابعي المشهور لابنه: يا بني! عود نفسك الأثرة ومجاهدة الهوى والشهوة، ولا تنهش نهش السباع، ولا تخصم خصم البراذين، ولا تدمن الأكل إدمان النعاج، ولا تلقم لقم الجمال، إن الله خلقك إنساناً وفضلك، فلا تجعل نفسك بهيمة أو سبعاً، واحذر سرعة الكِظة، ونهم البطنة (2).
والكظة - بالكسر -: شيء يعتري الإنسان من امتلاء البطن، يقال: كظه الطعام: ملأه حتى لا يطيق التنفس.
والبطنة - بالكسر أيضاً -: الأشر، والبطن، وامتلاء البطن أيضاً.
ومن أمثال الناس: البطنة تُذهب الفطنة.
31 - ومن الخصال المذكورة: تقصد السمن بالمآكل والمشارب
، والأدوية، والراحة، والقعود عن الطاعات خصوصاً إذا تعدى فاعل
(1) في "أ"و "ت": "السلمي".
(2)
انظر: "عيون الأخبار" لابن قتيبة (ص: 351)، و"العقد الفريد" لابن عبد ربه (6/ 196).
ذلك إلى محرم كشرب الخمر؛ فإنه يكون بذلك متشبهاً بالخنزير وغيره من البهائم لأنها تأكل من القمامات، وبعضها يأكل العذرات.
روى ابن أبي شيبة عن حنظلة بن عمر كاتب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الله تعالى أوحى إلى موسى عليه السلام: إن قومك زيَّنوا مساجدهم، وأخربوا قلوبهم، وتسمنوا كما تسمن الخنازير ليوم ذبحها، وإني نظرت إليهم فلعنتهم، ولا أستجب دعاءهم، ولا أعطيهم مسائلهم (1).
ورواه الإمام أحمد في "الزهد" عن هارون بن رباب [عن ابن عم حنظلة]، ولفظه: قل لبني إسرائيل: يا بني إسرائيل! زخرفتم مساجدكم، وخرَّبتم قلوبكم، وسمَّنتم أنفسكم كما تسمن البهائم ليوم ذبحها، فنظرت إليكم نظرة ولعنتكم، فإن دعوتموني لم أستجب لكم، وإن سألتموني لم أعطكم (2).
ورواه أبو نعيم، ولفظه: أوحى الله إلى نبي من أنبيائه عليه السلام أن أخبر قومك أنهم قد عمروا لبنائهم، وخربوا قلوبهم، وتسمنوا كما تسمن الخنازير ليوم ذبحها، فنظرت إليهم فَقَلَيتُهم، فدعوني فلم أستجب لهم، وسألوني فلم أعطهم (3).
وروى الدينوري في "المجالسة" عن ضبة بن محصن قال: كتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى أبي موسى الأشعري رضي الله تعالى عنه: أما
(1) رواه ابن أبي شيبة في "المصنف"(34282).
(2)
رواه الإمام أحمد في "الزهد"(ص: 86).
(3)
رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء"(3/ 55) عن هارون بن رئاب.