الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ثم قال لأصحابه: "هَلْ فِي أُوْلَئِكَ مِنْ خَيْرٍ؟ "
قالوا: الله ورسوله أعلم.
قال: "أُوْلَئِكَ مِنْكُم (1) مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ، وَأُوْلَئِكَ هُمْ وَقُودُ النَّارِ"(2).
وأنشد الأستاذ أبو القاسم القشيري في "عيون الأسئلة": [من مجزوء الرمل]
وَمِنَ البَلْوَى الَّتِي لَيْـ
…
ـسَ لَها فِي النَّاسِ كُنْهُ
أَنَّ مَنْ يَعْرِفُ شَيْئاً
…
يَدَّعِي أَكْثَرَ مِنْهُ
وقال الشيخ تاج الدين بن عطاء الله الإسكندري في "حِكَمِهِ": لأن تصحب جاهلاً لا يرضى عن نفسه، خير لك من أن تصحب عالماً يرضى عن نفسه؛ فأي علم لعبد يرضى عن نفسه، وأي جهل لعبد لا يرضى عن نفسه (3)؟
10 - ومنها: أن يكون عالماً بفن من العلم، فيُطْري ذلك الفن مع الغلو في ذم غيره وذم أهله
.
كالفقيه يطعن على المحدث، والمحدث على الفقيه، أو المنطقي يطعن على المتفقه مطلقاً، أو على من يتفقه، أو يشتغل بالعلوم وبالمنطق
(1) في " أ" و"ت ": "منهم" بدل "منكم".
(2)
رواه الطبراني في "المعجم الأوسط"(6242)، والبزار في "المسند" (283). قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (1/ 186): رجال البزار موثقون.
(3)
انظر: "الحكم العطائية" لابن عطاء الله (ص: 283).
قبل إتقان المنطق، والنحوي على المشتغل بغير النحو مطلقاً أو قبل إتقان النحو، أو نحو ذلك مهما كان منشؤه الهوى ومحبة ما النفس عليه؛ فإن منشأ ذلك الجهل، وأكثر ما يحمل الإنسان على ذم علم أو فن جهله به.
وقد قيل: الناس أعداء ما جهلوا (1).
وفي كتاب الله تعالى: {وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُوا بِهِ فَسَيَقُولُونَ هَذَا إِفْكٌ قَدِيمٌ} [الأحقاف: 11].
وإذا كان العلم الذي يذمه من العلوم الشرعية؛ كالفقه والتفسير، والذي عني به وأطراه من غيرها؛ كالطب، والشعر، والتاريخ وإن كانت لا تخلو من شرف، كان حاله أسوأ.
وقد أخرج ابن الأخضر في "مناقب الشافعي" رحمه الله تعالى قال: العلم جهل عند أهل الجهل، كما أن الجهل جهل عند أهل العلم (2)، ثم أنشد الشافعي فيه:[من الوافر]
وَمَنْزِلَةُ الفَقِيهِ مِنَ السَّفِيهِ
…
كَمَنْزِلَةِ السَّفِيهِ مِنَ الفَقِيهِ
فَهَذا زاهِدٌ فِي عِلْمِ هَذا
…
وَهَذا فِيهِ أَزْهَدُ مِنْهُ فِيهِ (3)
وأنشد ابن الصلاح في "طبقاته" عن أقضى القضاة الماوردي: أنه أنشد لابن دريد: [من الطويل]
(1) رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء"(10/ 242) عن ذي النون.
(2)
ورواه البيهقي في "المدخل إلى السنن الكبرى"(ص: 336).
(3)
تقدم تخريجه.