الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ويُحْرَمُ الرِّزْقَ ذُو الْمَطِيَّةِ والـ
…
ـرحل وَمَنْ لا يَزالُ مُغْتَرِبا (1)
والصفي: روي بالصاد المهملة، وهو: الشيء الذي يختار ويصطفى.
وروي بالمعجمة، وهو: الناقة الغزيرة اللبن.
38 - ومنها: تشبه الناس في قتل بعضهم بعضاً عصبيةً وهوىً بالحيات، والذئاب، ونحوها
.
روى عبد الرزاق، ومن طريقه أبو محمد البغوي في "شرح السنة" عن كرز بن علقمة الخزاعي رضي الله تعالى عنه قال: قال أعرابي: يا رسول الله! هل للإسلام منتهى؟
قال: "نَعَمْ، أَيُّمَا أَهْلِ بَيْتٍ مِنَ العَرَبِ أَوْ العَجَمِ أَرَادَ اللهُ بهِمْ خَيرًا أَدْخَلَ اللهُ عَلَيْهِمُ الإِسْلَامَ".
قال: ثم ماذا يا رسول الله؟
قال: "ثُمَّ تَقَعُ الفِتَنُ كَأَنَّهَا الظُّلَلُ".
قال: فقال الأعرابي: كلا يا رسول الله!
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "وَالَّذِي نَفِسِيْ بِيَدِهِ، ثُمَّ لَتَعُوْدُنَّ فِيْهَا أَسَاوِدَ صباً، يَضْرِبُ بَعْضُكُم رِقَابَ بَعْضٍ"(2).
(1) رواه المعافى بن زكريا في "الجليس الصالح والأنيس الناصح"(ص: 244)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(15/ 30).
(2)
رواه عبد الرزاق في "المصنف"(20747)، والبغوي في "شرح السنة" =
الأساود: جمع أسود؛ قال أبو عبيد: وهو العظيم من الحيات.
وقوله: صباً: لأنها إذا أرادت أن تنهش ارتفعت، ثم تصب.
وقال شمر: الأسود أخبث الحيات، وربما عارض الرفقة وتبع الصوت (1).
قلت: وعلى هذا قاطع الطريق متشبه بالأساود، وينبغي أن يعد من الخصال التي يكون صاحبها متشبهاً بالهوام والسباع قطعُ الطريق؛ لأن الأسد والذئب ونحوهما قد يقطع الطريق على المارة.
وروى الحافظ عبد الغني عن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يَأْتي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ أَكْثَرُهُم وجُوهُهُم وجُوْهُ الآدَمِيِّيْنَ، وَقُلُوْبُهُمْ قُلُوْبُ الذِّئَابِ الضَّوَارِي، سَفَّاكُوْنَ لِلدِّمَاءِ، لا يرعونَ عَنْ قَبِيْحٍ فَعَلُوْهُ، فَإِنْ تَابَعْتَهُم وَارَبُوْكَ، وَإِنْ حَدَّثْتَهُم كَذَّبُوْكَ، وَإِنْ اِئْتَمَنْتَهُم خَانُوْكَ، وَإِن تَوَارَيْتَ عَنْهُم اغْتَابُوْكَ، صَبِيُّهُم عَارِمٌ، وَشَابُّهُم شَاطِرٌ، وَشَيْخُهُم فَاجِرٌ، لَا يَأْمُرُهُم بِمَعْرُوْفٍ وَلا يَنْهَاهُمْ عَنْ مُنْكَرٍ، الاِخْتِلَاطُ بِهِمْ ذُلٌّ، وَطَلَبُ مَا فيْ أَيْدِيْهِم فَقْرٌ، الحَكِيْمُ فِيْهِمْ غَاوٍ، وَالغَاوِي فِيْهِمْ حَكِيْمٌ، وَالسُّنَّةُ فِيْهِمْ بِدْعَةٌ، وَالبِدْعَةُ فِيْهِمْ سُنَّةٌ، وَالآمِرُ بَيْنَهُمْ بَالمعْرُوْفِ مُتَّهَمٌ، وَالفَاسِقُ فِيْهِمْ
= (15/ 29)، وكذا الإمام أحمد في "المسند" (3/ 477). قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (7/ 305): رواه أحمد والبزار والطبراني بأسانيد، وأحدها رجاله رجال الصحيح.
(1)
انظر: "شرح السنة" للبغوي (15/ 30).