الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لا يُكَلِّمُهُمُ اللهُ تَعالَى وَلا يُزكِّيهِمْ وَلا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ: شَيْخٌ زانٍ، وَمَلِكٌ كَذَّابٌ، وَعائِلٌ مُسْتكبِرٌ". رواه مسلم، وغيره (1).
وروى الطبراني في "الكبير"، والبيهقي عن سلمان رضي الله تعالى عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ثَلاثة لا يَنْظُرُ اللهُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ القِيامَةِ وَلا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ: أَشْمَطُ زانٍ، وَعائِلٌ مُسْتَكْبِرٌ، وَرَجُلٌ جَعَلَ اللهَ بِضاعَتَهُ؛ لا يَشْتَرِي إِلَاّ بِيَمِينِهِ، وَلا يَبِيعُ إِلَاّ بِيَمِينِهِ"(2).
وروى الطبراني في "الكبير" أيضاً عن عصمة بن مالك رضي الله تعالى عنه قال: [قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ]"ثلاثة لا ينظرُ اللهُ إليهم غدًا: شيخٌ زانٍ، ورجلٌ اتخذَ الأيمانَ بضاعةً فحلَفَ في كلِّ حقٍّ وباطلٍ، وفقيرٌ مختالٌ مَزْهوٌ"(3).
-
ومن أخلاق الأغنياء المذمومة: أن مترفيهم إذا جلس بعضهم إلى بعض في مجلس أكثر فيه من الثناء على ماله وخدمه
، وخيوله ومواشيه، وملابسه، وعقاراته.
ومنشأ هذا من الجهل والإعراض عن الله تعالى، فلا ينبغي للفقير
(1) رواه مسلم (107).
(2)
رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(6111)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (4852). قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (4/ 78): رواه الطبراني، ورجاله رجال الصحيح.
(3)
رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(17/ 184). وضعف الهيثمي إسناده في "مجمع الزوائد"(4/ 78).
أن يتشبه بهم في مدح شيء من ذلك اللائقة به؛ فإن ذلك مستسمج من الغني، وهو من الفقير أسمج وأقبح، وأكثر ما يكون هذا الخلق القبيح ممن غناه عارض وقد كان غريقًا في القِلَّة.
وقد روى أبو نعيم عن ماهان الحنفي رحمه الله تعالى قال: ما يستحيي أحدكم أن تكون دابته التي يركب، وثوبه الذي يلبس أكثر ذكرًا لله تعالى منه (1).
قلت: وأنا أقول: من هذا خلقه وعادته يجري على لسانه ذكر بزته وملابسه، ومراكبه، وسائر أغراض دنياه أكثر من جريان ذكر الله تعالى عليه، فأين الحياء من هذا؟ وهل ترك من القحة والجفاء شيئاً؟ وإذا تبجح بما لا يملكه وأثنى على شيء من ذلك وهو لا يملكه كان أسوأ حالًا وأعظم ذنباً؛ لأنه ضم إلى ذلك كذبا وزُوراً.
وفي الحديث الصحيح: "الْمُتَشَبعُ بِما لَمْ يُعْطَ كَلابِسِ ثَوْبَيْ زُورٍ"(2).
فإن كان ثناؤه على مال قريبه أو رفيقه أو جاره، مفتخراً بذلك، ومتكثراً به لانتسابه إليه أو في نسبه، فهذا ضم إلى معصيته حماقة وجهلاً؛ فإنه يفرح بما ليس له، ويقنع نفسه بالجوز الفارغ الخال، ويسكِّن عطشها بالسراب والآل.
***
(1) رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء"(4/ 364).
(2)
تقدم تخريجه.