الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والمشركين عبدةِ الأوثان واليهود، وفي المجلس عبد الله بن رواحة رضي الله عنه، فلما غشيت المجلسَ عجاجةُ الدابة خَمَّر عبد الله بن أبي أنفه بردائه، قال: لا تغبِّروا علينا. فسلَّم النبي صلى الله عليه وسلم ووقف ونزل، فدعاهم إلى الله فقرأ عليهم القرآن، فقال له عبد الله بن أبيّ: يا أيها المرء إنَّه لا أحسنَ مما تقول، إن كان حقاً فلا تؤذِنا به في مجالسنا، وارجع إلى رَحْلك فمن جاءك فاقصُص عليه. قال ابن رواحة: بلى - يا رسول الله - فاغشَنا به في مجالسنا، فإنا نحب ذلك. فاستبَّ المسلمون والمشركون واليهود حتى كادوا يتثاورون، فلم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم يخفَّضهم حتى سكتوا، فركب النبي صلى الله عليه وسلم دابته حتى دخل على سعد بن عبادة فقال له:«أيْ سعد، ألم تسمع ما قال أبو حُبَاب؟» - يريد عبد الله بن أبي، قال سعد: يا رسول الله اعفُ عنه واصفح، فلقد أعطاك الله ما أعطاك، ولقد اجتمع أهل هذه البُحَيرة على أن يتوِّجوه فيعصِّبوه، فلما رُدَّ ذلك بالحق الذي أعطاك الله شَرِقَ بذلك، فذلك الذي فعل به ما رأيت.
(عيادته عليه السلام لأعرابي)
وأخرج البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على أعرابي يعوده، قال: وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل على مريض يعوده قال له: «لا بأس، طَهور إن شاء الله تعالى» ، قال قلت: طهور؟ كلا، بل هي حمى تفور، أو - تثور - على شيخ كبير، تزيره القبور، فقال النبي:«فنعم إذاً» .
(مرض أبي بكر وبلال أول قدومهما المدينة)
وأخرج البخاري عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وُعِك أبو بكر وبلال رضي الله عنهما، قالت: فدخلت عليهما فقلت: يا أبت كيف تجدك؟ ويا بلال كيف تجدك؟ قالت: وكان أبو بكر إذا أخذته الحمى يقول:
كل امرىءٍ مُصَبِّح في أهله
والموتُ أدنى من شِراك نعله
وكان بلال إذا أقلعت عنه يقول:
ألَا ليت شِعْري هل أبيتنَّ ليلةً
بوادٍ وحولي إذخرٌ وجليلُ
وهل أرِدَنْ يوماً مياه مَجِنَّةٍ
وهل يَبْدُوَنْ لي شامةٌ وطَفيلُ
قالت عائشة: فجئت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته، فقال:«اللهمَّ حبِّب إلينا المدينة كحبِّنا مكة أو أشد، اللهمَّ وصحِّحها، وبارك لنا في مدَّها وصاعها، وانقل حُمَّاها فاجعلها بالجُحْفة» .
(اجتماع خصال الخير في الصديق رضي الله عنه
وأخرج البخاري في الأدب المفرد (ص75) عن أبي هريرة رضي الله عنه: قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «من أصبح منكم اليوم صائماً؟» قال أبو بكر رضي الله عنه: أنا، قال: من عاد منكم يوم مريضاً؟» قال أبو بكر: أنا، قال:«من شهد منكم اليوم جنازة؟» قال أبو بكر: أنا، قال:«من أطعم اليوم مسكيناً؟»