الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قول ابن مسعود في خطَّاف وبنيه
وأخرج أبو نعيم في الحلية عن أبي الأحوص قال: دخلنا على ابن مسعود رضي الله عنه وعنده بنون ثلاثة كأمثال الدنانير، فجعلنا ننظر إليهم ففطن بنا، فقال: كأنكم تغبطوني بهم؟ قلنا: وهل يُغبط الرجل إلا بمثل هؤلاء؟ فرفع رأسه إلى سقف بيت له قصير قد عشَّش فيه خُطَّاف، فقال: لأن أكون نفضت يديَّ من تراب قبورهم أحب إليَّ من أن يقع بيض هذا الخطاف فينكسر. وعن أبي عثمان عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه كان يجالسه بالكوفة، فبينما هو يوم في صخفَّة له وتحته فلانة وفلانة - امرأتان ذواتا منصب وجمال - وله منهما ولد كأحسن الولد؛ إذ شقشق على رأسه عصور ثم قذف أذى بطنه، فنكته بيده قوال: لأن يموت آل عبد الله ثم أتبعهم أحب إليَّ من أن يموت هذا العصفور.
قول عمر في أسارى بدر
وقد تقدّم قول عمر رضي الله عنه في مشاورة أهل الرأي: والله ما أرى ما رأى أبو بكر؛ ولكن أرى أن تمكنني من فلان - قريب لعمر - فأضرب عنقه، وتمكن علياً من عقيل فيضرب عنقه، وتمكن حمزة من فلان أخيه فيضرب عنقه، حتى يعلم الله أنه ليست في قلوبنا هوادة للمشركين؛ وأيضاً تقدَّمت قصص الأنصار في قطعهم حبال الجاهلية.
محبة النبي صلى الله عليه وسلم في أصحابه
محبة سعد بن معاذ للنبي عليه السلام
أسند ابن إسحاق عن عبد الله بن أبي بكر أن سعد بن معاذ رضي الله
عنه قال: يا نبي الله، ألا نبني لك عريشاً تكون فيه، ونعدُّ عندك ركائبك، ثم نلقي عدونا، فإن أعزَّنا الله وأظهرنا على عدونا كان ذلك ما أحببنا، وإن كانت الأخرى جلست على ركائبك فلحقت بمن وراءنا من قومنا، فقد تخلَّف عنك أقوام ما نحن بأشد حبّاً لك منهم، ولو ظنُّوا أنك تلقي حرباً ما تخلَّفوا عنك، يمنعك الله بهم، يناصحونك ويجاهدون معك. فأثنى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم خيراً ودعا له بخير، ثم بُني لرسول الله صلى الله عليه وسلم عريش كان فيه. كذا في البداية.
قصة صحابي في محبته للنبي عليه السلام ونزول آية في هذا الشأن
وأخرج الطبراني عن عائشة رضي الله عنها قالت: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إنك لأحب إليَّ من نفسي، وإنك لأحب إليَّ من ولدي، وإني لأكون في البيت فأذكرك فما أصبر حتى آتي فأنظر إليك، وإذا ذكرت موتي وموتك عرفت أنك إذا دخلت الجنة رُفعت مع النبيِّين، وإني إذا دخلت الجنة خشيت أن لا أراك؛ فلم يردّ عليه النبي صلى الله عليه وسلم شيئاً حتى نزل جبريل عليه السلام بهذه الآية:{وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم} {مّنَ النَّبِيّينَ وَالصّدّيقِينَ وَالشُّهَدَآء وَالصَّالِحِينَ} (سورة النساء، الآية: 69) . قال الهيثيم: رواه الطبراني في الصغير والأوسط، ورجاله رجال الصحيح غير عبد الله بن عمران العابدي وهو ثقة. انتهى. وأخرجه أبو نعيم في الحلية عن عائشة رضي الله عنها بهذا السياق والإِسناد نحوه، وقال: هذا حديث غريب من حديث منصور
وإبراهيم تفرد به فُضَيل، وعنه العابدي.
وعند الطبراني عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إني لأحبك حتى إني لأذكرك فلولا أنِّي أجيء فأنظر إليك ظننت أن نفسي تخرج، فأذكر أنِّي إن دخلت الجنة صرت دونك في المنزلة، فيشقُّ ذلك عليَّ وأحب أن أكون معك في الدرجة، فلم يردّ عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً، فأنزل الله عزل وجل:{ومن يطع الله والسرول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين} - الآية -. فدعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فتلاها عليه. قال الهيثيم: رواه الطبراني، وفيه عطاء بن السائب وقد اختلط. اهـ.
قصة الصحابي الذي أعد للساعة حب الله ورسوله
وأخرج الشيخان عن أنس رضي الله عنه أن رجلاً سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم متى الساعة؟ قال: «وما أعددت لها؟» قال: لا شيء إلا أني أُحب الله وروسله. قال: «أنت مع من أحببت» . قال أنس: فما فرحنا بشيء فرحنا بقول النبي صلى الله عليه وسلم «أنت مع من أحبب» . قال أنس: فأنا أُحب النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر رضي الله عنهما، وأرجو أن أكون معهم بحبِّي إياهم.
وفي رواية للبخاري أن رجلاً من أهل البداية أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله متى الساعة قائمة؟ قال: «ويلك وما أعددت لها؟» قال: ما أعددت لها إلا أنِّي أُحب الله ورسوله. قال: «إنك مع من أحببت. قال: ونحن