الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وعند ابن عساكر عن كعب بن علقمة أنَّ غرفة بن الحارث الكندي رضي الله عنه وكانت له صحبة من النبي صلى الله عليه وسلم مرَّ على رجل كان له عهد، فدعاه غرفة إلى الإِسلام، فسبَّ النبي صلى الله عليه وسلم فقتله غرفةُ. فقال له عمرو بن العاص رضي الله عنه: إنَّما يطمئنون إلينا للعهد؛ قال: وما عاهدناهم على أن يؤذونا في الله ورسوله - فذكر الحديث.
امتثال أمره صلى الله عليه وآله وسلم
امتثال أمره في سرية نخلة
أخرج البيهقي من طريق ابن إسحاق عن يزيد بن رُومان عن عروة بن الزبير رضي الله عنهما قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله بن جحش رضي الله عنه إلى نخلة، فقال له:«كُنْ بها حتى تأتينا بخبر من أخبار قريش» ولم يأمره بقتال، وذلك في الشهر الحرام، وكتب له كتاباً قبل أن يعلمه أين يسير، فقال:«اخرج أنت وأصحابك، حتى إذا سرت يومين فافتح كتابك وانظر فيه، فما أمرتك فيه فامض له، ولا تَستكرهَنَّ أحداً من أصحابك على الذهاب معك» .
فلَّما سار يومين فتح الكتاب فإذا فيه أن «امضِ حتى تنزل نخلة فتأتينا من أخبار قريش بما يصل إليك منهم» ، فقال لأصحابه حين قرأ الكتاب: سمعٌ وطاعةٌ، من كان منكم له رغبة في الشهادة فلينطلق معي فإني ماضٍ لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن كره ذلك منكم فليرجع فإنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قد نهاني أن أستكره منكم أحداً. فمضى معه القوم حتى إذا كان ببُحران أضلَّ سعد بن أبي وقاص وعتبة بن غزوان رضي الله عنه عنهما بعيراً لهما كانا يتعقبانه، فتخلَّفاً عليه يطلبانه، ومضى القوم حتى نزلوا نخله، فمر بهم عمرو بن الحضرمي والحكم بن كيسان وعثمان والمغيرة ابنا عبد الله معهم تجارة قدموا بها من الطائف أدَمٌ وزبيب، فلما رآهم القوم أشرف لهم واقد بن عبد الله رضي الله عنه وكان قد حلق رأسه، فلما
رأوه حليقاً قالوا: عُمَّار ليس عليكم منهم بأس، وائتمر القوم بهم - يعني أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في آخر يوم من رجب. فقالوا: لئن قتلتموهم إنكم لتقتلونهم في الشهر الحرام، ولئن تركتموهم ليدخلنَّ في هذه الليلة الحرم فليمتنعنَّ منكم، فأجمع القوم على قتلهم، فرمى واقد بن عبد الله التميمي عمرو بن الحضرمي. بسهم فقتله، واستأسر عثمان بن عبد الله والحكم بن كيسان، وهرب المغيرة وأعجزهم، واستاقوا العير فقدموا بها على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لهم:«والله ما أمرتكم بالقتال في الشهر الحرام» فأوقف رسول الله صلى الله عليه وسلم الأسيرين والعير فلم يأخذ منها شيئاً.
فلما قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قال أسقط في أيديهم وظنوا أن قد هلكوا، وعنَّفهم إخوانهم من المسلمين، وقالت قريش حين بلغهم أمر هؤلاء: قد سفك محمد الدم في الشهرا الحرام، وأخذ فيه المال، وأسر فيه الرجال، واستحل الشهر الحرام فأنزل الله في ذلك:{يَسْئَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ} {قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ} {وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ} {وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ} {أَكْبَرُ عِندَ اللَّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ} (سورة البقرة، الآية: 217) يقول: الكفر بالله أكبر من القتل. فلما نزلت ذلك أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم العير وفدَى الأسيرين، فقال المسلمون: أتطمع لنا أن تكون غزوة؟ فأنزل الله فيهم: {إِنَّ الَّذِينَ ءامَنُواْ وَالَّذِينَ هَاجَرُواْ} -إلى قوله: {أُوْلئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَةَ اللَّهِ} (سورة البقرة، الآية: 218) - إلى آخر الآية، وكانوا ثمانية وأميرهم التاسع عبد الله بن جحش رضي الله عن. وأخرج أبو نُعيم