الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأخرج مالك وابن سعد عن ابن شها قال: كان هشام بن حكيم بن حزام رضي الله عنهما يأمر بالمعروف في رجال معه، فكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: أمَّا ما عشت أنا وهشام فلا يكون هذا، كذا في الكنز.
(وصية عمير بن حبيب لولده)
وأخرج الطبراني في الأوسط عن أبي جعفر الخَطْمي أن جده عمير بن حبيب بن خُماشة رضي الله عنه وكان قد أدرك النبي صلى الله عليه وسلم عند احتلامه - أوصى ولده فقال: يا بني إياك ومجالسة السفهاء فإن مجالستهم داء، ومن يحلم عن السفيه يُسرَّ، ومن يجبه يندم، ومن لايرضى بالقليل ممّا يأتي به السفيه يرضى بالكثير، وإذا كان أراد أحدكم أن يأمر بالمعروف أو ينهى عن المنكر فليوطِّن نفسه على الصبر على الأذى ويثق بالثواب من الله تعالى، فإنه من وثق بالثواب من الله عز وجل لم يضره مس الأذى. ورجاله ثقات، كما قال الهيثمي. وأخرجه أيضاً أبو نعيم وأحمد في كتاب الزهد، كما في الإصابة.
(تخوف أبي بَكْرة أن يدرك زماناً ليس فيه أمر بالمعروف ونهي عن المنكر)
وأخرج الطبراني عن عبد العزيز بن أبي بَكْرة أن أبا بَكحرة رضي الله عنه تزوج امرأة من بني غُدانة، وأنها هلكت فحملها إلى المقابر، فحال إخوتها بينه وبين الصلاة، فقال لهم: لا تفعلوا فإني أحق بالصلاة منكم، قالوا: صدق صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلَّى عليها، ثم إنه دخل القبر فدفعوه دفعاً عنيفاً فوقع فغُشي عليه، فحُمل إلى أهله فصرخ عليه يومئذ عشرون من ابن وبنت له - قال عبد العزيز: وأنا يومئذ من أصغرهم -، فأفاق إفاقة فقال: لا تصرخوا عليَّ، فوالله
ما من نفس تخرج أحب إليَّ من نفس أبي بَكْرة، ففزع القوم فقالوا: لم يا أبانا؟ قال: إني أخشى أن أدرك زماناً لا أستطيع أن آمر بالمعروف ولا أنهي عن منكر، ولا خير يومئذ. ورجاله ثقات، كما قال الهيثمي.
(إعراض أنس وابن عمر عن نهي الحجّاج عن المنكر خشية الأذى)
وأخرج الطبراني عن علي بن زيد قال: كنت في القصر مع الحجّاج وهو يعرض الناس من أجل الأشعث، فجاء أنس بن مالك رضي الله عنه حتى دنا، فقال له الحجاج: هيه يا خِبْثة، يا جوالُ في الفتن. مرة مع علي بن أبي طالب، (ومرة مع ابن الزبير) ، ومرة مع ابن الأشعث، أما والذي نفسي بيده لأستأصلنَّك كما تُستأصل الصمغة، ولأجردنَّك كما يجرد الضب. فقال: من يعني الأمير - أصلحه الله؟ - قال الحجاج: إياك أعني - أصمَّ الله سمعك -، فاسترجع فقال: إنا لله وإنا إليه راجعون، ثم خرج من عنده فقال: لولا أنِّي ذكرت ولدي فخشيته عليهم لكلمته في مقامي بكلام لا يستحييني بعده أبداً. قال الهيثمي: وعلي ابن زيد ضعيف وقد وثَّق. اهـ.
وأخرج البزار عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت الحجاج يخطب، فذكر كلاماً أنكرته، فأردت أن أغيِّر فذكرت قول رسول الله صلى الله عليه وسلم «لا ينبغي للمؤمن أن يذلَّ نفسه» ، قال قلت: يا رسول الله كيف يذلّ نفسه؟ قال: «يتعرّض من البلاء لما لا يُطيق» . قال الهيثمي: رواه البزار والطبراني في الأوسط والكبير باختصار، وإسناد الطبراني في الكبير جيّد ورجاله رجال