الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
رجل من أصحابه: ما سمعت منك مثل هذه الكلمة منذ صحبتك فقال: ما أُفلتت مني كلمة منذ فارقت رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا مزمومة مخطومة، وايْمُ الله لا تنفلت غير هذه. وعنده أيضاً عن سليمان بن موسى أن شدَّاد بن أوس رضي الله عنه قال يوماً: هاتوا السفرة نعبث بها. قال: فأخذوها عليه، قال: انظروا إلى أبي يَعْلى ما جاء منه فقال: أي نُنيَّ أخي، إنِّي ما تكلمتُ بكلمة منذ بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا مزمومة مخطومة قبل هذه، فتعالَوا حتى أحدثكم ودعوا هذه وخذوا هذه وخذوا خيراً منها: اللهمَّ إنَّا نسألك التثبُّت في الأمر، ونسألك عزيمة الرشد، ونسألك شكر نعمتك وحسن عبادتك، ونسألك قلباً سليماً ولساناً صادقاً، ونسألك خير ما تعلم ونعوذ بك من شر ما تعلم. فخُذوا هذه ودعُوا هذه. كذا رواه سليمان بن موسى موقوفاً، ورواه حسان بن عطية عن شدَّاد بن أوس مرفوعاً، ثم أسند أبو نُعيم روايته نحو ما تقدّم وفيه: فلا تحفظوها عليَّ، واحفظوا عني ما أقول لكم، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:«إذا كنز الناس الذهب والفضة فاكنزوا هؤلاء الكلمات: اللهمَّ إني أسألك الثبت في الأمر، والعزيمة على الرشد» - فذكر مثله وزاد: «وأستغفرك لما تعلم إنك أنت علاّم الغيوب» . وأخرجه أبو نعيم أيضاً من طريق أبي الأشعث الصنعاني وغيره مرفوعاً نحوه، وأخرجه أحمد من طريق حسان بن عطية عن شدّاد نحوه، كما في التفسير لابن كثير.
(قول ابن مسعود في خطر اللسان)
وأخرج أبو نُعيم في الحيلة عن عيسى بن عقبة قال: قال عبد الله بن
مسعود رضي الله عنه: والذي لا إله إلا هو ما على ظهر الأرض شيء أحوجَ إلى طول سَجن من لسان. وأخرجه الطبراني نحوه بأسانيد ورجالها ثقات كما قال الهيثمي. وعنده الطبراني أيضاً عن ابن مسعود قال: أنذركم فُضول الكلام، بحَسْب أحدكم أن يبلغ حاجته، وفيه المسعودي وقد اختلَطَ، كما قال الهيثمي: وعنده أيضاً عنه قال: أكثر الناس خطايا يوم القيامة أكثرهم في الباطل، ورجاله ثقت كما قال الهيثمي.
(ترغيب علي وأبي الدرداء في الصمت)
وأخرج ابن أبي الدنيا في اصمت عن علي رضي الله عنه قال: اللسان قوام البدن، فإذا استقام اللسان استقامت الجوارح، وإذا اضطرب اللسان لم تقم له جارحة. وعنده أيضاً عنه قال: وار شخصك لا تُذكر، واصمت تسلم. وعنده أيضاً عنه قال: الصمت داعية إلى الجنة. وعنده أيضاً عنه قال:
لا تفشِ سرَّك إلا إليكْ
…
فإنّ لكل نصيحٍ نصيحاً
فإني رأيتُ غُواةَ الرجالِ
…
لا يَدَعون أديماً صحيحاً
كذا في كنز العمال. وأخرج ابن عساكر عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: تعلَّموا الصَّمْت كما تَعَلَّمون الكلام، فإن الصمت حلم عظيم، وكن إلى أن تسمع أحرص منك إلى أن تتكلم، ولا تتكلَّم في شيء لا يعنيك، ولا تكن مضحاكاً من غير عجب، ولا مشَّاء إلى غير أرب. كذا في الكنز، وعند أبي نُعيم في الحلية عنه قال: ما في المؤمن بَضْعة أحبُّ إلى الله عز وجل من لسانه، به يدخله الجنة. وما في الكافر بَضْعة أبغضُ إلى الله عز وجل من لسانه، به يدخله النار.
(قول ابن عمر وأنس في حفظ اللسان)
وأخرج أبو نُعيم في الحلية عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: أحقُّ ما طهَّر العبد لسانه. وأخرج ابن سعد عن أنس ابن مالك رضي الله عنه قال: لا يتقي (الله) عبد حتى يخزن من لسانه.
الكلام
كلام سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم (وصف الصحابة لكلامه عليه السلام
أخرج البخاري عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يحدِّث حديثاً ولو عدّه العادُّ لأحصاه. وعنده أيضاً عنها قالت: ألا أُعجِّبك، أبو فلان جاء فجلس إلى جانب حجرتي يحدث رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمعني ذلك وكنت أسبِّح، فقام قبل أن أقضي سبحتي، ولو أدركته لرددتُ عليه، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن يسرد الحديث كسردكم. وقد رواه أحمد ومسلم وأبو داود وفي روايتهم: ألا أعجِّبك من أبي هريرة رضي الله عنه فذكرت نحوه؛ وعند أحمد عنها قالت: كان كلام النبي صلى الله عليه وسلم فَصْلاً يفهمه كل أحد، لم يكن يسرد سرداً، وقد رواه أبو داود. وعند أبي يَعْلى عن جابر رضي الله عنه أو ابن عرم رضي الله عنهما قال: كان في كلام النبي صلى الله عليه وسلم ترتيل أو ترسيل. وعند أحمد عن أنس رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا تكلَّم بكلمة ردَّدها ثلاثاً، وإذا أتى قوماً يسلِّم عليهم ثلاثاً، رواه البخاري.
وعند أحمد عن ثُمامة بن أنس رضي الله عنه أن أنساً كان إذا تكلَّم ثلاثاً، وكان يستأذن ثلاثاً. وعند الترمذي عن ثمامة عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا تكلَّم يعيد الكلمة ثلاثاً لتُعقل عنه، ثم قال الترمذي: حسن صحيح غريب. وعند أحم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: بُعثت بجوامع الكَلِم، ونصر بالرعب، وبينا أنا نائم أُتيتُ بمفاتيح خزائن الأرض فوضعت في يدي» ؛ وهكذا رواه البخاري. وعند ابن إسحاق عن عبد الله بن سَلَام رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جلس يتحدّث كثيراً ما يرفع طَرْفه إلى السماء، وهكذا رواه أبو داود في كتاب الأدب من حديث ابن إسحاق. كذا في البداية (640 و41) .
(ندم عمرو بن العاص على كثرة سؤاله للنبي عليه السلام:
وأخرج الترمذي في الشمائل (ص25) عن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل بوجهه وحديثه على أشر القوم يتألَّفهم بذلك، فكان يقبل بوجهه وحديثه عليَّ حتى ظننت أنِّي خير القوم، فقلت: يا رسول الله أنا خير أو أبو بكر؟ فقال: «أبو بكر» ، فقلت: يا رسول الله أنا خير أم عمر؟ فقال: «عمر» ، فقلت: يا رسول الله أنا خير أم عثمان؟ فقال؛ «عثمان» ، فلما سألت