الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
البزّار، وفيه من لم أعرفهم. انتهى.
عمل محمد بن مسلمة بوصيته عليه السلام في شأن الاقتتال على الدنيا
وأخرج الطبراني عن محمد بن مسلمة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «إذا رأيت الناس يقتتلون على الدنيا فاعمد بسيفك على أعظم صخرة في الحرّة فاضربه بها حتى ينكسر، ثم اجلس في بيتك حتى تأتيك يد خاطئة أو منية قاضية» ، ففعلت ما أمري به رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الهيثمي رجاله ثقات.
وعند ابن سعد عن محمد بن مسلمة رضي الله عنه قال: أعطاني رسول الله صلى الله عليه وسلم سيفاً فقال: «يا محمد بن مسلمة جاهد بهذا السيف في سبيل الله، حتى إذا رأيت من المسلمين فئتين تقتتلان فاضرب به الحجر حتى تكسره، ثم كف لسانك ويدك حتى تأتيك منية قاضية أو يد خاطئة» . فلما قتل عثمان رضي الله عنه وكان من أمر الناس ما كان؛ خرج إلى صخرة في فنائه فضرب الصخرة بسيفه حتى كسره.
قول حذيفة في الاقتتال
وأخرج أحمد عن ربعي قال: سمعت رجلاً في جنازة حذيفة. رضي الله عنه يقول: صاحب هذا السرير يقول: ما بي بأس ما سمعت من رسول
الله صلى الله عليه وسلم ولئن اقتتلتم لأدخلنَّ بيتي، فلئن دُخل عليَّ فلأقولنَّ: ها، بُؤْبإثمي وإثمك. قال الهيثمي: رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير الرجل المبهم.
ما جرى بين معاوية ووائل بن حجر في هذا الشأن
وأخرج الطبراني عن وائل بن حُجر رضي الله عنه قال: لما بلغنا ظهورُ رسول الله صلى الله عليه وسلم خرجتُ وافداًعن قومي. حتى قدمت المدينة، فلقيت أصحابه قبل لقائه فقالوا: بَشَّرَنا بك رسول الله صلى الله عليه وسلم من قبل أن تقدَم علينا بثلاثة أيام فقال: «قد جاءكم وائل بن حُجْر» . ثم لقيني عليه السلام فرحب بي، وأدنى مجلسي، وبسط لي رداءه فأجلسني عليه ثم دعا في الناس فاجتمعوا إليه، ثم اطَّلع المنبر وأطلعني معه وأنا دونه، ثم حمد الله وقال:
ثم نزل وأنزلني منزلاً شاسعاً عن المدينة، وأمر معاوية بن أبي سفيان أن يبوؤني إياه. فخرجت وخرج معي، حتى إذا كنا ببعض الطريق قال: يا وائل إن الرمضاء قد أصابت بطن قدمي فأردفني خلفك، فقلت: ما أضن عليك بهذه الناقة ولكن لستَ من أبناء الملوك وأكره أن أعيَّر بك. قال: فالقِ إليَّ حذاءك أتوقَّى به من حر الشمس. قلت: ما أضن عليك بهاتين الجلدتين
ولكن لست ممن يلبس لباس الملوك وأكره أن أعيَّر بك - فذكر الحديث. وفيه:
فلما ملك معاوية بعث رجلاً من قريش يقال له بُسْر بن أبي أرطأة فقال له: قد ضممت الناحية فاخرج بجيشك، فإذا خلَّفت أفواه الشام فضع سيفك فاقتل من أبي بيعتي حتى تصير إلى المدينة، ثم أدخل المدينة فاقتل من أبي بيعتي، وإن أصبت وائل بن حُجر حياً فأتني به. ففعل، وأصاب وائلاً حياً فجاء به إليه، فأمر معاوية أن يُتلقَّى، وأذن له فأجلسه معه على سريره. فقال له معاوية: أسريري هذا خير أم ظهر ناقتك؟ فقلت: يا أمير المؤمنين كنتُ حديث عهد بجاهلية وكفر وكانت تلك سيرة الجاهلية، فقد أتانا الله بالإِسلام فستر الإِسلام ما فعلتُ. قال: فما منعك من نصرنا وقد، أعدَّك عثمان ثقة وصْهراً؟ قلت: إنك قاتلت رجلاً هو أحف بعثمان منك قال: وكيف يكون أحق بعثمان نمي وأنا أقرب إلى عثمان في النسب؟ قلت: إن النبي صلى الله عليه وسلم كان آخى بين علي وعثمان فالآخ أولى من ابن العم، ولست أقاتل المهاجيرن. قال: أَوَلَسْنا مهاجرين؟ قلت: أَوَلَيْسنا قد اعتزلناكما جميعاً؟ وحجة أخرى: حضرتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد رفع رأسه نحو المشرق وقد حضره جمع كثير، ثم ردَّ إليه بصره فقال: أتتكم الفتن كقطع الليل المظلم، فشدَّد أمرَها وعجَّله وقبَّحه. قلت له من بين القوم: يا رسول الله وما الفتن؟ قال: يا وائل إذا تختلف سيفان في الإِسلام فاعتزلهما. فقال: أصبحت شيعياً؟ فقلت: لا، ولكن أصبحت ناصحاً للمسلمين. فقال معاوية: لو سمعتُ ذا وعلمته ما أقدمتُك قلت: أو ليس قد رأيتَ ما صنع محمد بن مسلمة عند مقتل عثمان؟ انتهى بسيفه إلى صخرة فضربه حتى انكسر. فقال: أولئك قوم يُحملون. قلت: فكيف نصنع بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم