الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عذاب هذه الأمة في الدنيا القتل
وأخرج البيهقي عن أبي بُرْدة قال: كنت جالساً عند ابن زياد وعنده عبد الله بن يزيد رضي الله عنه فجعل يُؤتى برؤوس الخوارج، فكانوا إذا مرُّوا برأس قلت: إلى النار، فقال لي: لا تفعل يا ابن أخي، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:«يكون عذاب هذه الأمة في دنياها» كذا في الكنز. وأخرجه أبو نُعيم في الحلية عن أبي بُرحدة بنحوه، ولفظه في المرفوع:«إنَّ الله جعل عذاب هذه الأمة في الدنيا القتل» . وأخرجه الطبراني في الكبير والصغير باختصار، والأوسط كذلك، ورجال الكبير رجال الصحيح، كما قال الهيثمي. وعند الطبراني عن أبي بُرْدة رضي الله عنه قال: خرجت من عند عبيد الله بن زياد فرأيته يعاقب عقوبة شديدة، فجلست إلى رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «عقوبة هذه الأمة بالسيف» . قال الهيثمي ورجاله رجال الصحيح.
حرمة دماء المسلمين وأموالهم
الأحايث في الوعيد على قتل المسلم
أخرج الطبراني عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قُتل قتيل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يُعلم قاتله، فصعد منبره فقال: «يا أيها الناس أيُقتل قتيل وأنا بين أظْهُركم لا يُعلم من قتله؟ لو أنَّ أهل السماء والأرض اجتمعوا
على قتل مسلم لعذَّبهم الله بلا عدد ولا حساب» . قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح غير عطاء بن أبي مُسْلم وثقه ابن حبَّان وضعَّفه جماعة، انتهى.
وعند البزّار عن أبي سعيد رضي الله عنه قال: قُتل قتيل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فصعد النبي صلى الله عليه وسلم خطيباً فقال: «ألا تعلمون من قتل هذا القتيل بين أظهركم؟» - ثلاث مرات - قالوا: اللهم لا، فقال:«والذي نفس محمد بيده، لو أنَّ أهل السموات وأهل الأرض اجتمعوا على قتل مؤمن أدخلهم الله جميعاً جهنم، ولا يبعضنا - أهل البيت - أحد إلا كبَّه الله في النار» قال الهيثمي: وفيه داود بن عبد الحميد وغيره من الضعفاء. انتهى.
إنكاره عليه السلام على أسامة وبعض أصحابه قتل من تشهَّد
وأخرج أحمد عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الحُرْقة من جهينة. قال: فصبَّحناهم وكان منهم رجل إذا أقبل القوم كان من أشدهم علينا، وإذا أدبروا كان حاميتهم. قال: فغشِيتُه أنا ورجل من الأنصار، فلما تغشَّيناه قال: لا إله إلا الله، فكف عنه الأنصاري وقتلته. فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:«يا أسامة أَقتلته بعد ما قال لا إله إلا الله؟» قال قلت: يا رسول الله إنما كان متعوِّذاً من القتل، قال: فكررها عليَّ حتى تمنّيت أني لم أكن أسلمت إلا يومئذ. وأخرجه البخاري ومسلم أيضاً. وعند ابن
إسحاق: فلما قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرناه فقال: «يا أسامة، من لك بلا إله إلا الله؟» فقلت: يا رسول الله إنما قالها تعوُّذاً من القتل. قال: «فمن لك يا أسامة بلا إله إلا الله؟» فوالذي بعثه بالحق ما زال يرددها عليَّ حتى تمنيت أنَّ ما مضى من إسلامي لم يكن، وأني أسلمت يومئذغ ولم أقتله. فقلت: إني أعطي الله عهداً أن لا أقتل رجلاً يقول لا إله إلا الله أبداً، فقال:«بعدي يا أسامة» ، فقلت: بعدك. كذا في البداية.
وأخرجه ابنع ساكر عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال: أدركت مِرداس بن نُهَيك أنا ورجل من الأنصار، فلما شهرنا عليه السيف قال: أشهد أن لا إله إلا الله، فلم ننزع عنه حتى قتلناه. فلما قدمنا - فذكر نحو حديث ابن إسحاق. وأخرجه أيضاً أبو داود والنِّسائي والطَّحاوي وأبو عَوَانة وابن حِبَّان والحاكم وغيرهم، وفي حديثهم: فقال النبي صلى الله عليه وسلم «قال لا إله إلا الله وقتلته؟» قلت: يا رسول الله إنما قالها خوفاً من السلاح. قال: «أفلا شققت عن قلبه حتى تعلم من أجل ذلك قالها أم لا؟ من لك بلا إله إلا الله يوم القيامة؟» فما زال يكررها حتى تمنيت أنِّي أسلمت يومئذٍ. كذا في كنزل العمال. وأخرجه البيهقي.