الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عبيد الله بن كعب بن مالك ومن حديث عائشة رضي الله عنها أطول منه، كما في البداية.
امتثال أمره عليه السلام يوم حنين
وأخرج البيهقي عن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم حنين حين رأى من الناس ما رأى: «يا عباس، ناد: يا معشر الأنصار، يا أصحاب الشجرة» فأجابوه: لبيك، لبيك. فجعل الرجل يذهب ليعطف بعيره فلا يقدر على ذلك، فيقذل درعه في عنقه، ويأخذ سيفه وترسه، ثم يؤم الصوت، حتى اجتمع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم مائة، فاستعرض الناس فاقتتلوا. وكانت الدعوة أول ما كانت للأنصار، ثم جُعلت آخراً للخزرج، وكانوا صُبراً عند الحرب، وأشرف رسول الله صلى الله عليه وسلم في ركائبه فنظر إلى مُجْتَلَد القوم، فقال: الآن حمي الوطيس. قال: فوالله ما راجعه الناس إلا والأسارى عند رسول الله صلى الله عليه وسلم مكتَّفون، فقتل الله منهم من قتل، وانهزم منهم من انهزم، وأفاء الله على رسوله صلى الله عليه وسلم أموالهم وأبناءهم كذا في البداية. وعند ابن وَهْب من حديث العباس رضي الله عنه فذكره وفيه: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم «أي عباس، نادِ أصحاب السَّمُرة» قال: فواا لكأنَّما عطفتهم حين سمعوا صوتي عطفة البقرة على أولادها، فقالوا: يا لبيكاه، يا لبيكاه ورواه مسلم عن
ابن وهب. كذا في البداية وقد أخرج ابن سعد حديث العباس بطوله - فذكر نحوه.
ما وقع بين الصحابة وبين أبي سفيان في نقض صلح الحديبية
وأخرج ابن أبي شَيْبة عن عكرمة رضي الله عنه قال: لما وادع رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل مكة، وكانت خُزاعة حِلْف رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجاهلية وكانت بنو بكر حلف قريش، فدخلت خزاعة في صلح رسول الله صلى الله عليه وسلم ودخلت بنو بكر في صلح قريش، وكان بين خزاعة وبين بني بكر قتال: فأمدتهم قريش بسلاح وطعام وطلعوا عليهم، فظهرت بنو بكر على خزاعة وقتلوا منهم، فخافت قريش أن يكونوا قد نقضوا، فقالوا لأبي سفيان: اذهب إلى محمد فأجِزِ الحلف، وأصلح بين الناس.
فانطلق أبو سفيان حتى قدم المدينة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم «قد جاءكم أبو سفيان وسيرجع راضياً بغير حاجة» . فأتى أبا بكر رضي الله عنه فقال: يا أبا بكر، أجزِ الحلف وأصلح بين الناس، قال: ليس الأمر إليَّ، الأمر إلى الله وإلى رسوله. وأتى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال له نحواً مما قال لأبي بكر، فقال له عمر: أَنَقْضُهم، فما كان منهذ جديداً فأبلاه الله وما كان منه شديداً - أو قال: ثبتاً - فَقَطعه الله. فقال أبو سفيان: ما رأيت كاليوم شاهد عشيرة. ثم أتى فاطمة رضي الله عنها فقال: يا فاطمة هل لك في أمر تسودين فيه نساء قومك؟ ثم ذكر لها نحواً مما ذكر لأبي بكر، فقالت: لي الأمر إليَّ، الأمر إلى الله وإلى رسوله. ثم أتى علياً رضي الله عنه فقال له نحواً مما قال لأبي بكر،