الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
التمر فإذا خادم تبكي فقال: ما شأنك؟ قالت: باعني هذا تمراً بدرهم فأبى مولاي أن يقبله، فقال: خذه وأعطها درهماً فإنه ليس لها أمر، فكأنه أبى، فقلت: ألا تدري من هذا؟ قال لا، قلت: على أمير المؤمنين، فصبَّ تمره وأعطاها درهماً وقال: أحب أن ترصى عنِّي يا أمير المؤمنين، قال: ما أرضاني عنك إذ وفصيتهم. ثم مرَّ مجتازاً بأصحاب التمر فقال: أطعموا المسكين يربو كسبكم. ثم مرَّ مجتازاً حتى انتهى إلى أصحاب السمك فقال: لا يباع في سوقنا طاف. ثم أتى دار بزّار وهي سوق الكرابيس، فقال: يا شيخ أحسن بيعي في طافٍ. ثم أتى دار بزّار وهي سوق الكرابيس، فقال: يا شيخ أحسن بيعي في قميص بثلاثة دراهم، فلما عرفه لم يشترِ منه شيئاً، ثم أتى آخر فلما عرفه لم يشترِ منه شيئاً، ثم أتى غلاماً حدثاً فاشترى منه قميصاً بثلاثة دراهم لبسه ما بين الرسغين إلى الكعب، فجاء صاحب الثوب فقيل: إن ابنك باع من أمير المؤمنين قميصاً بثلاثة دراهم، قال: فهلَاّ أخذت منه درهمين؟ فأخذ الدرهم ثم جاء به إلى علي فقال: أمسك هذا الدرهم، قال: ما شأنه؟ قال: كان قميصاً ثمنه درهمان باعك ابني بثلاثة دراهيم، قال: باعني رضاي وأخذت رضاه. كذا في المنتخب.
تواضع فاطمة وأم سلمة رضي الله عنهما
وأخرج أبو نُعَيم في الحِلْية عن عطاء قال: إن كانت فاطمة رضي الله عنها بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم لتعجن وإن قصَّتها لتكاد أن تضرب الجَفْنة. وأخرج ابن سعد عن المطَّلب بن عبد الله قال: دخلت أيِّمُ العرب على
سيد المسلمين أول العشاء عروساً وقامت من آخر الليل تطحن - يعني أم سلمة رضي الله عنها.
صور من تواضع سلمان الفارسي رضي الله عنه
وأخرج أبو نُعَيم في الحلية عن سلامة العجلي قال: جاء ابن أخت لي من البادية يقال له قُدامة، فقال لي أحب أن ألقى سلمان الفارسي رضي الله تعالى عنه فأسلّم عليه، فخرجنا إليه فوجدناه بالمدائن وهو يومئذ على عشرين ألفاً، ووجدناه على سرير يسف خوصاً، فسلَّمنا عليه، قلت: يا أبا عبد الله هذا بن أخت لي قدم عليَّ من البادية فأحب أن يسلم عليك، قال: وعليه السلام ورحمة الله، قلت يزعم أنه يحبك، قال: أحبه الله.
وأخرج ابن عساكر عن الحارث بن عميرة قال: قدمت إلى سلمان رضي الله عنه المدائن فوجدته في مدبغة له يعرك إهاباً بكفيه، فلما سلَّمت عليه قال: مكانك حتى أخرج إليك. قلت: والله ما أراك تعرفني، قال: بلى، قد عرفت روحي روحك قبل أن أعرفك، فإن الأرواح جنود مجنَّدة فما تعارف منها في الله ائتلف وما كان في غير الله اختلف. كذا في المنتخب، وأخرجه أبو نعيم في الحلية عن الحارث مطوَّلاً، وجعل ما ذكره سلمان من المرفوع.
وأخرج أبو نُعَيم في الحلية عن أبي قلابة أن رجلاً دخل على سلمان رضي الله عنه وهو يعجن فقال: ما هذا؟ فقال: بعثنا الخادم في عمل - أو قال: صنعة - فكرهنا أن نجمع عليه عملين - أو قال: صنعتين - ثم قال: فلان
يقرئك السلام، قال: متى قدمت؟ قال: منذ كذا وكذا، قال فقال: أما إنك لو لم تؤدها كانت أمانة لم تؤدها. وأخرجه ابن سعد وأحمد، كما في صفة الصفوة عن أبي قلابة بنحوه.
وأخرج أبو نُعَيم في الحلية عن عمرو بن أبي قرَّة الكندي قال: عرض أبي على سلمان رضي الله عنه أخته أن يزوِّجه فأبى، فتزوج مولاة يقال لها بقيرة، فبلغ أبا قرَّة أنه كان بين حذيفة رضي الله عنه وبين سلمان رضي الله عنه شيء، فأتاه فطلبه فأُخبر أنه في مبقلة له، فتوجه معه زَنْبيل فيه بقل قد أدخل عصاه في عروة الزنبيل وهو على عاتقه، فانطلقنا حتى أتينا دار سلمان فدخل الدار فقال: السلام عليكم، ثم أذن لأبي قرَّة، فإذا نمط موضوع، وعند رأسه لَبِنات، وإذا قرطاط، فقال: اجلس على فراش مولاتك التي تمهد لنفسها.
وأخرج أبو نُعَيم في الحلية عن ميمون بن مِهْران عن رجل من بني عبد القيس قال: رأيت سلمان رضي الله عنه في سرية وهو أميرها على حمار وعليه سراويل، وخدمتاه تَذَبذبان، والجند يقولون: قد جاء الأمير، فقال سلمان: إنما الخير والشر بعد اليوم، وعند ابن سعد عن رجل من عبد القيس قال: كنت مع سلمان الفارسي وهو أمير على سرية، فمر بفتيان من (فتيان) الجند فضحكوا وقالوا: هذا أميركم، فقلت: يا أبا عبد الله ألا ترى هؤلاء ما يقولون؟ قال: دَعْهم؛ فإنما الخير والشر فيما بعد اليوم، إن استطعت أن تأكل من التراب فكل منه ولا تكونن أميراً على اثنين، واتَّقِ دعوة المظلوم والمضطر فإنها لا تُحجب. وعنده أيضاً عن ثابت أن سلمان كان أميراً على المدائن وكان يخرج إلى الناس في أندَرْورد وعباءة، فإذا رأواه قالوا: كُرْك آمذ، كُرْك آمذ فيقول سلمان: ما يقولون؟ قالوا: يشبهونك بلعبة لهم، فيقول سلمان: لا عليهم فإنَّما الخير فيما بعد اليوم. وعن هُرَيم قال: رأيت سلمان الفارسي
على حمار عُرْى وعليه قميص سنبلاني قصير ضيق الأسفل، وكان رجلاً طويل الساقين كثير الشعر، وقد ارتفع القميص حتى بلغ قريباً من ركبتيه، قال: ورأيت الصبيان يُحضِرون خلفه. فقلت: ألا تنحون عن الأمير؟ فقال: دَعْهم فإنما الخير والشر فيما بعد اليوم.
وأخرج ابن سعد عن ثابت قال: كان سلمان رضي الله عنه أميراً على المدائن، فجاء رجل من أهل الشام من بني تيم الله معه حمل تين، وعلى سلمان أندَرْورْد وعباءه، فقال سلمان: تعالَ احملْ - وهو لا يعرف سلمان -، فحمل سلمان، فرآه الناس فعرفوه فقالوا: هذا الأمير، قال: لم أعرفك، فقال له سلمان: لا، حتى أبلغ منزلك. وأخرجه أيضاً من وجه آخر بنحوه وزاد: فقال: قد نويت فيه نية فلا أضعه حتى أبلغ بيتك. وأخرج أبو نُعَيم في الحلية عن عبد الله بن بُريدة رضي الله عنه أن