الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مني؟» فقال: كن خير آخذ، قال:«تشهد أن لا إله إلا الله؟» قال: لا، ولكن أعاهدك على أن لا أقاتلك ولا أكون مع قوم يقاتلونك، فخلَّى سبيله؛ فأتى أصحابه وقال: جئتكم من عند خير الناس - ثم ذكر صلاة الخوف. كذا في البداية.
توكل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
توكل أمير المؤمنين علي رضي الله عنه
أخرج أبو داود في القدر وابن عساكر عن يحيى بن مرة قال: كان علي رضي الله عنه يخرج بالليل إلى المسجد يصلِّي تطوعاً، فجئنا نحرسه، فلما فرغ أتانا فقال: ما يجلسكم؟ قلنا: نحرسك، فقال: أمن أهل السماء تحرسون أم من أهل الأرض؟ قلنا: بل من أهل الأرض، قال: إنَّه لا يكون في الأرض شيء حتى يُقضي في السماء، وليس من أحد إلاّ وقد وُكضل به مَلِكان يدفعان عنه ويكلآنه. حتى يجيىء قدره فإذا جاء قدره خلِّياً بينه وبين قدره، وإنَّ عليَّ من الله جُنَّة حصينة فإذا جاء أجلي كشف عنِّي، وإِنه لا يجد طعم الإِيمان حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه.
وعندهما أيضاً عن قتادة رضي الله عنه قال: إن آخر ليلة أتت على علي رضي الله عنه جعل لا يستقر، فارتاب به أهله، فجعل يدسُّ بعضهم إلى بعض حتى أجمعوا فناشدوه، قال: إنه ليس من عبد إلا ومعه ملكان يدفعان عنه ما لم يقدَّر - أو قال: ما لم يأت القدر - فإذا أتى القدر خلَّياً بينه وبين القدر، ثم خرج إلى المسجد فقُتل.
وعند ابن سعد وابن عساكر عن أبي مِجْلَز قال: جاء رجل (من مراد) إلى علي وهو يصلي في المسجد فقال: احترس فإنَّ ناساً من مخراد يريدون قتلك، فقال: إنَّ مع كل رجل مَلَكين يحفظانه مما لم يقدَّر، فإذا جاء القدر خلَّيا بينه وبينه، وإن الأجل جُنَّة حصينة. كذا في الكنز، وعند أبي نُعيم في الحلية عن يحيى بن أبي كَثِير وغيره قال: قيل لعلي: ألا نحرسك؟ فقال: حرس أمرأً أجلُه.
وأخرج أبو نُعيم في الدلائل (ص211) عن جعفر بن محمد عن أبيه قال: عرض لعلي رضي الله عنه رجلان في حكومة، فجلس في أصل جدار، فقال رجل: يا أمير المؤمنين، الجدار يقع، فقال علي: امضِ كفى بالله حارساً، فقضى بينهما وقام، ثم سقط الجدار.
توكل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه
وأخرج ابن عساكر عن أبي ظَبْية قال: مرض عبد الله رضي الله عنه مرضه الذي توفي فيه، فعاده عثمان بن عفان رضي الله عنه فقال: ما تشتكي؟ قال: ذنوبي، قال: فما تشتهي قال: رحمة ربي، قال: ألا آمر لك بطبيب؟ قال: الطبيب أمرضني، قال: ألا آمر لك بعطاء؟ قال: لا حاجة لي فيه، قال: يكون لبناتك من بعدك، قال: أتخشى على بناتي الفقر؟ إني أمرت بناتي يقرأن كل ليلة سورة الواقعة، إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:«من قرأ سورة الواقعة كل ليلة لم تصبه فاقة أبداً» . كذا فيا لتفسير لابن كثير. وقد تقدَّم