الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
معن بن عديّ: لكني - والله - ما أحب أن أموت قبله لأصدِّقه ميتاً كما صدَّقته حياً. كذا في البداية. وأخرجه ابن عبد البر في الاستيعاب من طريق مالك نحوه. قال في الإِصابة: وسعيد بن هاشم - أي راوي الحديث عن مالك - ضعيف، والمحفوظ مرسل عروة. انتهى. وقد أخره ابن سعد عن عروة نحوه.
قول فاطمة ابنته عليه السلام
وأخرج البخاري عن أنس رضي الله عنه قال: لما ثقل النبي صلى الله عليه وسلم جعل يتغشَّاه الكرب، فقالت فاطمة رضي الله عنها: واكَرْب أبتاه فقال لها: «ليس على أبيك كرب بعد اليوم» ، فلما مات قالت: وا أبتاه، أجاب ربا دعاه. يا أبتاه، من جنةُ الفردوس مأواهُ. يا أبتاه، إلى جبريل ننعاه. فلما دُفن قالت فاطمة: يا أنس، أطابت أنفسكم أن تحثوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم التراب؟
وعند أحمد قالت فاطمة رضي الله عنها: يا أنس، أطابت أنفسكم أن دفنتم رسول الله صلى الله عليه وسلم في التراب ورجعتم؟ قال حماد: فكان ثابت إذ حدَّث بهذا الحديث بكى حتى تختلف أضلاعه. كذا في البداية. وأخرج أيضاً ابن عساكر وأبو يعلى عن أنس نحو حديث البخاري كما في الكنز. وأخرجه
ابن سعد عنه نحوه.
أشعار صفية عمته عليه السلام
وأخرج الطبراني عن عروة قال: قالت صفية بنت عبد المطلب رضي الله عنها ترثي رسول الله صلى الله عليه وسلم
لهف نفسي وبتُّ كالمسلوبِ
…
أرقب الليل فَعْلة المحروب
من هموم وحسرة أرقتني
…
ليت أنِّي سقيتها بشَعوب
حين قالوا إنَّ الرسول قد أمسى
…
وافقته منية المكتوب
حين جئنا لآل بيت محمد
…
فأشاب القَذال أيّ مشيب
حين رَيْنا بيوته موحشات
…
ليس فيهن بعد عيش غريب
فعراني لذاك حزن طويل
…
خالط القلب فهو كالمرعوب
وقالت أيضاً:
ألا يا رسول الله كنت رخاءنا
…
وكنت بنا براً ولم تَكُ جافياً
وكان بنا براً رحيماً نبينا
…
ليَبْك عليك اليوم من كان باكيا
لمري ما أبكي النبي لموته
…
ولكن لهرج كان بعدك آتيا
كأن على قلبي لفقد محمد
…
ومن حبه من بعد ذاك المكاويا
أفاطمَ صلَّى الله ربُّ محمد
…
على جَدَث أمسى بيثرب ثاويا
أري حَسَنا أيتمتَه وتركته
…
يبكِّي ويدعو جدَّه اليوم نائبا
فدىً لرسول الله أمي وخالتي
…
وعمي ونفسي قصره وعياليا
صبرت وبلَّغت الرسالة صادقاً
…
ومتَّ صليب الدين أبلج صافيا
فلو أنَّ رب العرش أبقاك بيننا
…
سعدنا ولكن أمره كان ماضيا
عليك من الله السلام تحيةً
…
وأدخلت جنات من العَدن راضيا
لغاية ص 45
تابع قال الهيثيم: رواه الطبراني وإسناده حسن. انتهى. وعند الطبراني عن محمد بن علي بن الحسين قال: لما قُبض رسول الله صلى الله عليه وسلم خرجت صفية رضي الله عنها تلمع بردائها وهي تقول:
قد كان بعدك أنباء وهنَبثة
لو كنت شاهدها لم تكثر الخطب
قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح إلا أن محمد لم يدرك صفية. انتهى.
وأخرج البخاري والبغَوي عن غُنيم بن قيس قال: سمعت من أبي كلمات قالهن لما مات النبي صلى الله عليه وسلم وهي:
لا لي الويلُ على محمد
…
قد كنت في حياته بمقَعدْ
أبيت ليلي آمناً إلى الغدْ
كذا في الإِصابة. وأخرجه البزَّار نحون. قال الهيثيم: رجاله رجال الصحيح غير بشر بن آدم وهو ثقة، وأخرجه ابن سعد بمعناه.
بكاء الصحابة على ذكره صلى الله عليه وعلى آله وسلم
ما وقع بين عمرو عجوز في ذلك
أخرج ابن المبارك وابن عساكر عن زيد بن أسلم قال: خرج عمر بن الخطاب رضي الله عنه ليلة يحرس، فرأى مصباحاً في بيت، فدنا فإذا عجوز تطرق شعراً لها لتغزله - أن تنفشه بقدح - وهي تقول:
على محمد صلاة الأبرارْ
…
صلى عليك المصطفون الأخيارْ
قد كنت قوّاماً بَكِيَّ الأسحارْ
…
يا ليت شعري والمنايا أطوارْ
هل تجمعني وحبيب الدارْ
- تعني النبي صلى الله عليه وسلم. فجلس عمر يبكي، فما زال يبكي حتى قرع الباب عليها، فقالت: من هذا؟ قال: عمر بن الخطاب، قالت: ومنا لي ولعمر؟ وما يأتي بعمر هذه الساعة؟ قال: افتحي رحمك الله فلا بأس عليك، ففتحت له فدخل، فقال: ردِّي عليَّ الكلمات التي قلت آنفاً، فردَّته عليه. فلما بلغت آخره قال: أسألك أن تدخليني معكما، قالت: وعمر، فاغفر له يا غفار، فرضي ورجع. كذا في منتخب الكنز.
كيفية ابن عمر وأنس على ذكره عليه السلام
وأخرج ابن سعد عن عاصم بن محمد عن أبيه قال: ما سمعت ابن عمر رضي الله عنهما ذاكراً رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا ابتدرت عيناه تبكيان. وأخرج ابن سعد عن المثنَّى بن سعيد الذارع قال: سمعت أنس بن مالك رضي الله عنه يقول: ما من ليلة إلا وأنا أرى فيها حبيب ثم يبكي.
ضرب الصحابة شاتمه صل الله عليه وعلى آله وسلم
ما وقع بين غَرَفة الكندي وعمرو بن العاص في ذلك
أخرج ابن المبارك عن حرملة بن عمران عن كعب بن علقمة أن غرفة بن الحارث الكندي رضي الله عنه وكانت له صحبة من النبي صلى الله عليه وسلم سمع نصرانياً يشتم النبي صلى الله عليه وسلم فضربه ودقَّ أنفه، فرُفع إلى عمرو بن العاص رضي
الله عنه فقال له: إنا قد أعطيناهم العهد، فقال له غرفة: معاذ الله أن نعطيهم العهد على أن يظهروا شتم النبي صلى الله عليه وسلم وإنما أعطيناهم العهد على أن نخلِّي بينهم وبين كنائسهم يقولون فيها ما بدا لهم، وأن لا نحمِّلهم ما لا يطيقون، وإن أرادهم عدو قاتلنا دونهم، وعلى أن نخلِّي بينهم وبين أحكامهم إلا أن يأتونا راضين بأحكامنا، فنحكم فيهم بحك مالله عز وجل وحكم رسوله صلى الله عليه وسلم وإن اعتنوا عنَّا لم نعرض لهم. فقال عمرو: صدقت. كذا في الاستيعاب. وأخرجه البخاري في تاريخه عن نُعيم بن حمّاد عن عبد الله بن المبارك عن حرملة بإسناده نحوه، وإسناده صحيح، كما في الإِصابة.
وأخرجه الطبراني عن غرفة بن الحارث رضي الله عنه وكانت له صحبة وقاتل مع عكرمة بن أبي جهل رضي الله عنه باليمن في الردّة - أنه مرَّ بنصراني من أهل مصر يقال له المندقون، فدعاه إلى الإِسلام، فذكر النصراني النبي صلى الله عليه وسلم فتناوله، فرفع ذلك إلى عمرو بن العاص رضي الله عنه، فأرسل إليه فقال: قد أعطيناهم العهد - فذكر نحوه. قال الهيثمي: وفيه عبد الله بن صالح كاتب الليث. قال: عبد الملك بن سعيد الليث ثقة مأمون وضعَّفه جماعة وبقية رجاله ثقات اهـ. وأخرجه البيهقي نحوه.