الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فإذا هو بملاءة قد سُتر بها فقال له: «مَهْ» . وأخذ الثوب فوضعه، فقال:«إنما أنا أبشر مثلكم» ورجاله رجال الصحيح، كما قال الهيثمي. وأخرج البزّار عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال العباس: قلت: لا أدري ما بقيُّ رسول الله فينا، فقلت: يا رسول الله لو اتخذت عريشاً يظلك. قال: «لا أزال بين أظهرهم يطأون عقبي، وينازعون ردائي، حتى يكون الله يرحني منهم» . ورجاله رجال الصحيح، كما قال الهيثمي. وأخرجه الدارمي عن عكرمة رضي الله عنه قال قال العباس: لأعلمنَّ ما بقي رسول الله صلى الله عليه وسلم فينا، فقال: يا رسول الله، إني أراهم قد آذَوك وآذاك غبارهم، فلو اتخذتَ عَرْشاً تكلمهم منه، فقال:«لا أزال» فذكر نحوه وزاد: فعلمت أن بقاءه فينا قليل. كذا في جمع الفوائد، وأخرجه ابن سعد عن عكرمة نحوه.
أقوال عائشة في عمله عليه السلام في بيته
وأخرج أحمد عن الأسود قال قلت لعائشة رضي الله عنها: ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصنع إذا دخل بيته؟ قالت: كان يكون في مهنة أهله، فإذا حضرت
الصلاة خرج فصلَّى. ورواه البخاري وابن سعد نحون. وعند البيهقي عن عروة رضي الله عنه قال: سأل رجل عائشة: هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعمل في بيته؟ قالت: نعم، كان يخْصف نعله، ويخيط ثوبه كما يعلم أحدكم في بيته. وعند البيهقي عن عمرة قالت: قلت لعائشة: ما كان يعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيته؟ قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بشراً من البشر يفلي ثوبه، ويحلُب شاته، ويخدم نفسه. ورواه الترمذي في الشمائل؛ كذا في البداية.
قول ابن عباس وجابر في بعض أحواله عليه السلام في التواضع
وعند القزويني بضعف عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يَكِل طَهوره إلى أحد، ولا صدقته التي يتصدق بها يكون هو الذي يتولاّها بنفسه. كذا في جمع الفوائد. وأخرجه البخاري عن جابر رضي الله عنه قال: جاء النبي صلى الله عليه وسلم يعودني
ليس براكب بغلاً ولا بِرذوناً. كذا في صفة الصفوة؛ وأخرج الترمذي في الشمائل (ص24) عن أنس رضي الله عنه قال: حجَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم على رَحْل رَثَ وعليه قطيفة لا تساوي أربعة دراهم فقال: «اللهمَّ اجعله حجّاً لا رياء فيه ولا سمعة» .
تواضعه عليه السلام حين دخل مكة عام الفتح
وأخرج أبو يَعْلى عن أنس رضي الله عنه قال: لما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة استشرفه الناس، فوضع رأسه على رحله تخشُّعاً. قال الهيثمي: وفيه عبد الله بن أبي بكر المقدَّمي وهو ضعيف. اهـ. وأخرجه البيهقي عن أنس قال: دخل رسول الله مكة يوم الفتح وذقته على راحلته متخشِّعاً. وقال ابن إسحاق: حدثني عبد الله بن أبي بكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ليضع رأسه تواضعاً لله حين رأى ما أكرمه الله به من افتح حتى إن عُثنونه ليكاد يمس واسطة الرَّحْل. كذا في البداية.
منعه عليه السلام أبا هريرة أن يحمل له متاعه ومنعه بائعاً أن يقبل يده
وأخرج الطبراني في الأوسط وأبو يعلى عن أبي هرية رضي الله عنه أنَّه قال: دخلت يوماً السوق مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس إلى الرزازين فاشترى سراويل بأربعة دراهم، وكان لأهل السوق وزَّان، فقال له: زن وأرجح، وأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم السراويل فذهبت لأحمل عنه فقال:«صاحب الشيء أحقُّ بشيئه أن يحمله، إلا أن يكون ضعيفاً فيعجز عنه، فيعينه أخوه المسلم» . فقلت: يا رسول الله إنك لتلبس السراويل؟ قال: «أجل، في السفر والحضر، وبالليل والنهار، فإني أُمرت بالستر فلم أجد شيئاً أستر منه» . أخرجه من طريق ابن زياد الواسطي، وأخرجه أحمد وفي سنده ابن زياد وهو وشيخه ضعيفان؛ كذا في نسيم الرياض وقال: أنجبر ضعفه بمتابعته، ومنه يعلم أن تخطئة ابن القيِّم لا وجه لها. انتهى، وذكر الحديث الهيثمي في المجتمع عن أبي