الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إنكاره عليه السلام أيضاً على بكر بن حارثة
وأخرجه الدَّوْلابي وابن مَنْده وأبو نُعيم عن بكر بن حارثة رضي الله عنه قال: كنت في سرية بعثها رسول الله صلى الله عليه وسلم فاقتتلنا نحن والمشركون، وحملت على رجل من المشركين فتعوَّذ مني بالإِسلام فقتلته. فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فغضب وأقصاني. فأوحى الله إليه:{وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَن يَقْتُلَ مُؤْمِناً إِلَاّ خَطَئاً} (سورة النساء، الآية: 92) - الآية، فرضي عني وأدناني. كذا في الكنز.
إعراضه عليه السلام عن قاتل المؤمن
وأخرج أبو يَعْلى عن عقبة بن خالد الليثي رضي الله عنه قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرَية فغارت على قوم، فشدَّ رجل من القوم فأتبعه رجل من السرية ومعه السيفُ شاهرُه. فقال إنسان من القوم: إني مسلم، إني مسلم. فلم ينظر فيما قال: فضربه فقتله. قال: فنما الحديث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال فيه قولاً شديداً، فبلغ القاتل. قال: فبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب إذ قال القاتل: يا رسول الله، والله ما قال الذي قاله إلا تعوُّذاً من القتل، فأعرض عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن مَنْ قِبَله من الناس وأخذ في خطبته. قال: ثم عاد فقال: يا رسول الله، ما قال الذي قال إلَاّ تعوُّذاً من القتل، فأعرض عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن مَنْ قِبَله من الناس؛ فلم يصبر أن قال في الثالثة فأقبل عليه تُعرف المساءة في وجهه، فقال:«إنَّ الله عز وجل أبي عليَّ أن أقتل مؤمناً» - ثلاث مرات - قال الهيثمي: رواه أبو يَعْلى وأحمد باختصار إلا أنه قال عقبة بن مالك بدل عقبة بن خالد، والطبراني بطوله، ورجاله رجال الصحيح غير بشر بن عاصم
الليثي وهو ثقة. انتهى. وأخرجه أيضاً النِّسائي والبَغَوي وابن حِبَّان عن عُقبة بن مالك، كما في الإِصابة، والخطيب في المتَّفِق والمُفْتَرق، كما في الكنزل عن عُقبة بن مالك نحوه، والبيهقي، وابن سعد عن عقبة بن مالك بنحوه.
نزول الآية في قتل المقداد رجلاً تشهَّد
وأخرج البزّار عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية فيها المقداد بن الأسود رضي الله عنه، فلما وجدوا القوم وجدوهم قد تفرقوا وبقي رجل له مال كثير لم يبرح. فقال: أشهد أن لا إله إلا الله، فأهوى إليه المقداد فقتله. فقال له رجل من أصحابه. أقتلت رجلاً يشهد أن لا إله إلا الله؟ لأذكرنَّ ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فلما قدموا علي النبي صلى الله عليه وسلم قالوا: يا رسول الله إنَّ رجلاً شهد أن لا إله إلا الله فقتله المقداد. فقال: «ادعُ لي المقداد. يا مدادُ أَقتلت رجلاً يقول لا إله إلا الله؟ فكيف لك بلا إله إلا الله غداً؟» قال: فأنزل الله تبارك وتعالى: {يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُواْ إِذَا ضَرَبْتُمْ فِى سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُواْ} {وَلَا تَقُولُواْ لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِناً} {تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحياةِ الدُّنْيَا} {فَعِنْدَ اللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذالِكَ كُنتُمْ مّن قَبْلُ} (سورة النساء، الآية: 94) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للمقداد: «كان رجل مؤمن يُخفي إيمانه مع قوم كفار فأظهر إيمانه فقتلته؟ وكذلك كنت تُخفي إيمانك بمكة من قبل» . قال الهيثمي: رواه البزّار وإسناده