الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وفيه صالح بن أبي الأخضر وقد ضعَّفه الجمهور، وقال أحمد: يُعتبر بحديثه. اهـ. وعند أحمد عن ابن شهاب عن أنس رضي الله عنه قال: قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة وهي مَحَمّة، فَحُمَّ الناس فدخل النبي صلى الله عليه وسلم المسجد والناس يصلُّون من قعود، فقال:«صلاة القاعد نصف صلاة القائم» ، ورجاله ثقات كما قال الحافظ في الفتح، وقال زياد عن ابن إسحاق: وذكر ابن شهاب الزهري عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة هو وأصحابه أصابتهم حمّى المدينة حتى جُهِدوا مرضاً، وصرف الله ذلك عن نبيه صلى الله عليه وسلم حتى كانوا وما يصلُّون إلا وهم قعود، قال: فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم يصلّون كذلك، فقال لهم:«اعلموا أن صلاة القاعد على النصف من صلاة القائم» ، فتجشَّم المسلمون القيام على ما بهم من الضعف والسَّقَم التماس الفَضْل. كذا في البداية.
قصة ربيعة بن كعب معه عليه السلام في حرصه على الثواب
وأخرج أحمد عن ربيعة بن كعب رضي الله عنه قال: كنت أخدم رسول الله صلى الله عليه وسلم نهاري أجمع حتى يصلِّي العشاء الآخرة، فأجلس بباباه إذا دخل بيته أقول: لعلَّها أن تحدث لرسول الله حاجة، فما أزال أسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:«سبحان الله وبحمده» حتى أمل فأرجع أو تغلبني عيناي فأرقد، فقال لي يوماً لما يرى من حقِّي له وخدمتي إياه:«يا ربيعة بن كعب سَلْني أعطِك» قال: فقلت: انظر في أمري يا رسول الله ثم أعلمك ذلك. قال: ففكرت في نفسي، فعرفت أنَّ النيا منقطعة وزائلة وأن لي فيها رزقاً يكفيني ويأتيني،
قال: فقلت: أسأل رسول الله لآخرتي فإنَّه من الله بالمنزل الذي هو به، قال: فجئته، فقال:«ما فعلت يا ربيعة؟» قال فقلت: نعم يا رسول الله، أسألك أن تشفع لي إلى ربك فيعتقني من النار، قال فقال:«من أمرك بهذا يا ربيعة» ؟ قال: فقلت: لا والذي بعثك بالحق ما أمرني به أحد ولكنك لما قلت: سلني أعطك وكنتَ من الله بالمنزل الذي أنت به نظرت في أمري، فعرفت أنَّ الدنيا منقطعة وزائلة، وأن لي فيها رزقاً سيأتيني، فقلت: أسأل رسول الله لآخرتي، قال: فصمتَ رسول الله صلى الله عليه وسلم طويلاً، ثم قال لي:«إنِّي فاعل، فأعنِّي على نفسك بكثرة السجود» كذا في البداية؛ وأخرجه الطبراني في الكبير من رواية ابن إسحاق نحوه، وأخرجه مسلم وأبو داود مختصراً، ولفظ مسلم قال: كنت أبيت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فآتيه بوَضوئه وحاجته فقال لي: «سلني» فقلت: أسألك مرافقتك في الجنة، قال:«أوَ غيرَ ذلك» ؟ قلت: هو ذاك، قال:«فأعنيِّي على نفسك بكثرة السجود» كذا في الترغيب.l
طلب عبد الجبار بن الحارث الثواب في صحبته للنبي عليه السلام
وأخرج ابن منده وابن عساكر - وقال: حديث غريب - من عبد الجبار بن الحارث بن مالك الحرشي ثم المَناري رضي الله عنه قال: وفدت على رسول الله صلى الله عليه وسلم من أرض سَراة، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فحييته بتحية العرب فقلت:
أنعم صباحاً، فقال:«إن الله عز وجل قد حيَّا محمداً وأمته بغير هذه التحية بالتسليم بعضها على بعض» ، فقلت: السلام عليك يا رسول الله، فقال لي:«وعليك السلام» ثم قال: «ما اسمك؟» قلت: الجبار بن الحارث، فأسلمت وبايعت النبي صلى الله عليه وسلم فلما بايعت قيل له: إن هذا المناري فارس من فرسان قومه. فحملني رسول الله صلى الله عليه وسلم على فرس، فأقمت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم أقاتل معه، ففقد رسول الله صلى الله عليه وسلم صهيل فرسي الذي حملني عليه، فقال:«ما لي لا أسمع صهيل فرس الحرشي» فقلت: يا رسول الله، بلغني أنك تأذيت منصهيله فأخصيته، فنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن إخصاء الخيل فقيل لي:«لو سألت النبي صلى الله عليه وسلم كتاباً كما سأله ابن عمك تميم الداري رضي الله عنه» فقلت: أعاجلاً سأله أم آجلاً؟ فقالوا: بل عاجلاً سأله، فقلت: عن العاجل رغبت، ولكن أسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يغيثني غداً بين يدي الله عز وجل. كذا في المنتخب.
قوله عليه السلام في عمرو بن تغلب وقول عمرو في ذلك
وأخرج البخاري عن عمرو بن تغلب رضي الله عنه قال: أعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم قوماً ومنع آخرين، فكأنهم عتبوا عليه، فقال:«إنِّي أعطي قوماً أخاف هلعهم وجزعهم، وأَكِل قوماً إلى ما جعل الله في قلوبهم من الخير والغنى. منهم عمرو بن تغلب» ، قال عمرو: فما أحب أنَّ لي بكلمة رسول الله صلى الله عليه وسلم حُمْر النَّعَمْ. كذا في البداية، وأخرجه ابن عبد البر في الاستيعاب من طرق عن عمرو بن تغلب نحوه.