الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفصل الثاني
في المواضع المستثناة التي نُهِيَ عن الصلاة فيها
وقد عدَّ أصحابنا عشرة مواضع: المقبرة، والمجزرة، والمزبلة، والحُشَّ، والحمَّام، وقارعة الطريق، وأعطان الإبل، وظهر الكعبة، والموضع المغصوب، والموضع النجس.
فأما الموضع النجس والمغصوب، فقد ذكرنا حكمه.
وأما ثلاثة منها، فقد تواطأت الأحاديث واستفاضت بالنهي عن الصلاة فيها، وهي: المقبرة، وأعطان الإبل، والحمَّام. وسائرها جاء فيها من الحديث ما هو دون ذلك.
أما
المقبرة والحمَّام
، فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال:«الأرض كلُّها مسجد إلا المقبرة والحمَّام» رواه الخمسة إلا النسائي
(1)
، وإسناده صحيح.
وعن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «اجعلوا من صلاتكم في بيوتكم، ولا تجعلوها قبورًا» رواه الجماعة
(2)
. وعن أبي مرثَد الغنَوي قال: قال رسول الله
(1)
أحمد (11788)، وأبو داود (492)، والترمذي (317)، وابن ماجه (745)، من طريق عمرو بن يحيى، عن أبيه، عن أبي سعيد الخدري به.
صححه ابن حبان (1699، 2321)، وابن الملقن في «البدر المنير» (4/ 124).
ورجح إرساله الترمذي في «العلل الكبير» (75)، والدارقطني في «العلل» (11/ 321)، والبيهقي في «الكبرى» (2/ 434).
(2)
أحمد (4652)، والبخاري (432)، ومسلم (777)، وأبو داود (1043)، والترمذي (451)، والنسائي (1598)، وابن ماجه (1377).
- صلى الله عليه وسلم: «لا تصلوا إلى القبور، ولا تجلسوا عليها» رواه الجماعة إلا البخاري وابن ماجه
(1)
.
وعن جندب بن عبد الله البجَلي قال: سمعتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قبل أن يموت بخمس وهو يقول: «إنَّ مَن كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد. ألا، فلا تتخذوا القبور مساجدَ، فإني أنهاكم عن ذلك» رواه مسلم
(2)
.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: «لعن الله اليهود والنصارى، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد»
(3)
.
وعن ابن عباس وعائشة أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال لمَّا نُزِل به: «لعنة الله على اليهود والنصارى، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد»
(4)
.
وعن عائشة أن أم حبيبة وأم سلمة ذكرتا للنبيِّ صلى الله عليه وسلم كنيسةً رأينها في الحبشة فيها تصاوير، فقال:«إنَّ أولئك إذا كان فيهم الرجل الصالح [ص 147] فمات بنوا على قبره مسجدًا وصوَّروا فيه تلك الصور. أولئك شرُّ الخلق عند الله يوم القيامة»
(5)
.
متفق على هذه الأحاديث.
(1)
أحمد (17215)، ومسلم (972)، وأبو داود (3229)، والترمذي (1050)، والنسائي (760).
(2)
برقم (532).
(3)
أخرجه البخاري (437) ومسلم (530).
(4)
أخرجه البخاري (435) ومسلم (531).
(5)
أخرجه البخاري (1341) ومسلم (528).
وعن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال: «لعن رسولُ الله صلى الله عليه وسلم زائراتِ القبور والمتخذين عليها مساجد والسُّرُج» رواه الخمسة إلا ابن ماجه، وصححه الترمذي
(1)
.
وعن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إنَّ من شرار الناس مَن تدركهم الساعةُ وهم أحياء، ومن يتخذ القبور مساجد»
(2)
. وفي لفظ: «والذين يتخذون قبورهم مساجد» رواه أحمد
(3)
بإسناد صحيح.
(1)
أحمد (2030)، وأبو داود (3236)، والترمذي (320)، والنسائي (2043)، من طريق محمد بن جحادة، عن أبي صالح، عن ابن عباس به.
قال ابن الملقن في «البدر المنير» (5/ 347): «اختلف كلام الحفاظ في أبي صالح هذا: هل هو باذام مولى أم هانئ الضعيف، أو ذكوان السمان الراوي عن أبي هريرة الثقة المحتج به في الصحيحين، أم غيرهما» .
وقد حسنه الترمذي، وصححه ابن حبان (3179)، والحاكم (1/ 530)، وضعفه مسلم فقال:«هذا الحديث ليس بثابت، وأبو صالح باذام قد اتقى الناس حديثه ولا يثبت له سماع من ابن عباس» ، «فتح الباري» (2/ 399)، وانظر:«العلل» للدارقطني (8/ 199)، «إرواء الغليل» (3/ 212).
(2)
أخرجه ابن أبي شيبة (11938)، والبزار (5/ 136).
وصححه ابن خزيمة (789)، وابن حبان (6847). وقال الذهبي في «السير» (9/ 401):«حديث حسن، قوي الإسناد» ، وعلقه البخاري (7067) دون قوله:«ومن يتخذ القبور مساجد» .
(3)
برقم (4342)، من طريق قيس بن الربيع الأسدي، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن عبيدة السلماني، عن عبد الله بن مسعود به.
في إسناده ضعف، قيس سيئ الحفظ، كما في «الميزان» (3/ 393)، ويشهد له الرواية المتقدمة.