الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الرضا بما رضي الله به لك فلاح ونجاح
الرضا يثمر الشكر وهو اعلى درجات الايمان بل هو حقيقته، فقل رضيت بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وآله وسلم نبيا ورسولا ففي الحديث ان (النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله وسلم قَالَ مَا مِنْ مُسْلِمٍ أَوْ إِنْسَانٍ أَوْ
عَبْدٍ يَقُولُ حِينَ يُمْسِي وَحِينَ يُصْبِحُ رَضِيتُ بِاللَّهِ رَبًّا وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا وَبِمُحَمَّدٍ نَبِيًّا إِلَّا كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يُرْضِيَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ) (1) رواه ابن ماجه وفي رواية لمسلم (أَنَّهُ قَالَ مَنْ قَالَ حِينَ يَسْمَعُ الْمُؤَذِّنَ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ رَضِيتُ بِاللَّهِ رَبًّا وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولًا وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا غُفِرَ لَهُ ذَنْبُهُ)(2) وقال الشاعر:
عساك ترضا وكل الناس غاضبة
…
اذا رضيت فهذا منتهى املي
وقال اخر:
فَلَيتَكَ تَحلو وَالحَياةُ مَريرَةٌ
…
وَلَيتَكَ تَرضى وَالأَنامُ غِضابُ
وَلَيتَ الَّذي بَيني وَبَينَكَ عامِرٌ
…
وَبَيني وَبَينَ العالَمينَ خَرابُ
إِذا نِلتُ مِنكَ الوُدَّ فَالكُلُّ هَيِّنٌ
…
وَكُلُّ الَّذي فَوقَ التُرابِ تُرابِ
ويا لَيتَ شُربي مِن وِدادِكَ صافِياً
…
وَشُربِيَ مِن ماءِ الفُراتِ سَرابُ (3)
فارض اخي باحكام الله واقداره، ولا تسخط او تقلق او تغضب، لاترض فقط في امور توافق هواك وتسخط اذا حصل مايخالف مرادك فهذا ليس من صفات العارفين الذاكرين الشاكرين الموحدين لله رب العالمين،
قال الشاعر:
رضينا بك اللهم ربا وخالقا
…
وبالمصطفى المختار نورا وهاديا
(1) - ابن ماجة في سننه حديث رقم (3860) .
(2)
- مسلم في صحيحه حديث رقم (579) .
(3)
- تنسب هذه الابيات للحلاج، وينسب البيتان الاولات منها لابي فراس الحمداني. وقيل غير ذلك والله اعلم.
اخي انك لاتحمل الكرة الارضية على راسك فلا تتضجر وتظهر السخط والهم والجزع والحزن، فاعف عمن ظلمك، وتسامح عمن خاصمك، فقد تجد من بعض الناس مايؤذيك، فلا تقابل السيئة بمثلها، فقد نسب الى الحسن بن وهب انه قال من حقوق المودة اخذ العفو من الاخوان والاعفاء عن التقصير:{فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ} (1) وقد قال علي بن ابي طالب رضي الله عنه في تفسير هذه الاية اي: الرضا بغير عتاب: العفو عاقبته الرضا والشعور بالسعادة والطمأنية (2) . وقد قال بعض الحكماء: "ان طلب الانصاف من قلة الانصاف" فالانسان اذا لم يكن متسامحا فانه لابد ان يجر نفسه الى ما يغضب، وانما التقي الرضي الذي يعفو ويصفح، في غير مايغضب ربه، واذا كان الانسان في بعض الاحيان لايرضي نفسه او لايرضا في بعض امور يقع فيها فكيف يرضى سجايا الناس كلها، قال الشاعر:
وَمَن ذا الَّذي تُرضى سَجاياهُ كُلُّها
…
كَفى المَرءَ نُبلاً أَن تُعَدَّ مَعايِبُهْ (3)
فابدأ رحلتك مع اهلك مع زوجتك واطفالك مع مجتمعك بالرضا والابتهاج والابتسامة، ولا تبدأ رحلة حياتك مع مجتمعك ومع اهلك ومع اطفالك بالصراخ والشتم وتقطيب الوجه والتسخط والغضب، وكن لبيبا متسامحا،
(1) - سورة الحجر الاية (85) .
(2)
- دع الحزن وابدأ الحياة، ص 123.
(3)
- ينسب هذا البيت لعلي بن الجهم، وينسب ايضا ليزي المهلبي، والله اعلم.