الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قد ينفعُ الأدَبُ الأحداثَ في مَهَلٍ.......وليس يَنفَعُ عند الكَبرَة الأدَبُ (1)
وقال آخر:
والطفل يحفظ ما يلقى إليه ولا
…
ينساه إذ قلبه كالجوهر الصافي
فانقش على قلبه ما شئت من خبر
…
فسوف يأتي به من حفظه وافي
لعب الطفل وراحته مما ينعشه ويشرح نفسه
إن الطفل بحاجة ماسة الى مايقوي عضلاته ويشرح نفسه ومن حسن سياسة الأمم في تربية الاطفال ان ترقصهم بما يلائم فطرتهم التي فطرهم الله عليها فهم بحاجة الى ما يهز جوارحهم ويخفف أجسامهم ويوافق بناءهم الجسمي، فالاصوات المنغمة على نسب منتظم التي ترافق ترقيص الطفل تحقق له قدرا كبيرا من الراحة النفسية والجسمية وللعب أهميته، وخاصة للاطفال؛ فهو يسهم بشكل مباشر وغير مباشر في عملية النمو، ولذلك قيل: اللعب أساس النمو، كما أنه يشبع وينمي غرائز الأبوة والأمومة عند الأطفال، ومن هنا قيل: أمة لالعب لها أطفالها محرومون (2)
وبهذه الملاطفة النبوية يتعلم المربون كيف يبعدون الأبناء عن سماع فحش القول وذميمة، وكيف يلاطفون أطفالهم في سفرهم وإقامتهم.
(1) - انظر الطب الروحاني لابن الجوزي: أبو الفرج عبد الرحمن بن علي، تحقيق: أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول، ص59، الناشر: مكتبة الثقافة الذهبية، القاهرة 1406هـ،
(2)
- الألعاب الترويحية الشعبية في المدينة المنورة بحث منشور على صفحات مجلة بحوث ودراسات المدينة المنورة العدد (11) سنة 1425هـ ص 163وما بعدها- لفضيلة الدكتور عدنان درويش رئيس قسم التربية الرياضية والصحية بكلية التربية بالمدينة المنورة سابقا.
وهذا ابن سعد في الطبقات الكبرى يروي لنا أنه: بعد ولادة النبي صلى الله عليه وآله وسلم أخذه عبد المطلب -جد النبي صلى الله عليه وآله وسلم والمتكفل به- بعد وفاة والده عبد الله وحمله إلى البيت وأخذ يطوف به وأحاطه به بنوه وهو يقول:
الحمد لله الذي أعطاني
…
هذا الغلام الطيب الأردانِ
قد ساد في المهد على الغلمانِ
…
أعيذه بالبيت ذي الأركانِ
حتى أراه بالغ البنيانِ
…
أعيذه من شر ذي شنأنِ
من حاسد مضطرب العنانِ (1)
وهذه حليمة السعدية كانت ترقص النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتقول:
يا رب إذ أُعطيته فأبقهِ
…
وأعله إلى العلا ورقهِ
وادحض أباطيل العدا بحقه (2)
وروي أيضاً أن الشيماء بنت الحارث أخت النبي صلى الله عليه وآله وسلم من الرضاعة وكانت أكبر منه سناً كانت ترقصه فتقول:
هذا أخ لي لم تلده أمي
…
وليس من نسل أبي وعمي
فأنمه اللهم فيما تنمي
(1) - الطبقات الكبرى لابن سعد ج1ص64.
(2)
- انظر: الإصابة في تمييز الصحابة لابن حجر ج4ص52، وانظر أيضا: ترجمة حليمة السعدية في الإصابة وأنساب الأشراف وذخائر العقى من مناقب ذوي القربى الطبعة الأولى ص259.
وقد كانت فاطمة الزهراء رضوان الله عنها ترقص ابنها الحسن بن علي رضي الله عنهما وتقول:
إن بني شبه النبي
…
ليس شبيه بعلي
وهذه أسماء بنت أبي بكر ترقص ولدها عبد الله فتقول:
ابيض كسيف الحسام الابريق
…
بين الحواري وبين الصديق
ظني به ورب ظني تحقيق
…
والله أهل الفضل اهل التوفيق
إن يحكم الخطبة يعى المسليق
…
ويفرج الكربة في ساع الضيق (1)
وهذه أم الفضل بنت الحارث الهلالية ترقص ابنها عبد الله بن العباس رضي الله عنهم وكانت تتوسم فيه علائم السؤدد والشرف والعلم خاصة وأن النبي صلى الله علية واله وسلم دعاء له بالعلم والفقة فتقول:
ثكلت نفسي وثكلت بكري
…
إن لم يسد فهرا وغير فهر
بالحسب العد وبذل الوفر
…
حتى يوارى في ضريح القبر
وهذا ابن سيناء في أرجوزته في الطب يسرد بعض النصائح في تربية الاود فيقول:
الزمه ان اردت أن يناما
…
مهدا وطيأ يؤد الظلاما
الزمه في يقظته الضياء
…
كما يرى النجوم والسماء
كثر له الالوان بالنهار
…
لكي تدربه على الابصار
ناغه بالاصوات في تعلم
…
كيما تدر به على التكلم
(1) - الترقيص والغناء للأطفال عند العرب أعداد أحمد عبد التواب عوض الناشر دار الفضيلة القاهرة ص49.
فلعب الأطفال في غير إسراف ولا مضيعة محبب مشروع، ألا ترى أن أخوة يوسف طلبوا من والدهم يعقوب أن يرسل معهم يوسف يرتع ويلعب ولم ينكر عليهم يعقوب عليه السلام ذلك وإنما أبدى خشيته من الاهمال والتفريط وإليك من القصة شيئا مما ذكره الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز وفيه من الحكم والتشويق ماينبهر به اللبيب:{قَالُوا يَا أَبَانَا مَا لَكَ لَا تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ * أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ *قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ وَأَخَافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنْتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ * قَالُوا لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّا إِذًا لَخَاسِرُونَ} (1)
ومن حق الطفل أن يبنى جسمه بناءً سليما وأن يعطى حظاً من الراحة واللعب والدعابة حتى يشعر بالسعادة ويستعد للإبداع والتفكير. وما أجمل هدير الأطفال ونشيدهم، وهذا شوقي يصف الصغار بحلوان في فرحهم ولعبهم فيقول:
صِغارٌ بِحُلوانَ تَستَبشِرُ
…
وَرُؤيَتُها الفَرَحُ الأَكبَرُ
فَهَذا بِلُعبَتِهِ يَزدَهي
…
وَهَذا بِحُلَّتِهِ يَفخَرُ
وَهَذا كَغُصنِ الرُبا يَنثَني
…
وَهَذا كَريحِ الصَبا يَخطِرُ
إِذا اِجتَمَعَ الكُلُّ في بُقعَةٍ
…
حَسِبتَهُمو باقَةً تُزهِرُ
أَوِ اِفتَرَقوا واحِداً واحِداً
…
حَسِبتَهُمو لُؤلُؤاً يُنثَرُ
فَلاسِفَةٌ كُلُّهُم في اِتِّفاقٍ
…
كَما اِتَّفَقَ الآلُ وَالمَعشَرُ
(1) - سورة يوسف الآية (11-14) .
دَسَمبِرُ شَعبانُ عِندَ الجَميعِ.........وَشَعبانُ لِلكُلِّ ديسَمبِرُ
وَلا لُغَةٌ غَيرَ صَوتٍ شَجِيٍّ
…
كَرَوضٍ بَلابِلُهُ تَصفِرُ
وَلا يَزدَري بِالفَقيرِ الغَنِيُّ
…
وَلا يُنكِرُ الأَبيَضَ الأَسمَرُ
فَيا لَيتَ شِعري أَضَلَّ الصِغارُ
…
أَمِ العَقلُ ما عَنهُمو يُؤثَرُ
سُؤالٌ أُقَدِمُهُ لِلكِبارِ
…
لَعَلَّ الكِبارَ بِهِ أَخبَرُ
وقال المُعلّي الطائي:
لولا بُنيّات كزغْب القطَا
…
رددن من بعْض إلى بَعْض
لكان لي مُضطَرَب واسعٌ
…
في الأرض ذاتِ الطّول والعَرْض
وإنما أولادُنا بيننا
…
أكبادُنا تمشي على الأرض
إن هَبَّت الريحُ على بَعْضهم
…
لم تَشْبع العينُ من الغَمْض