الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وسلم فقلت: إن أمي قد قدمت راغبة أفأصلها؟ قال: نعم صلي أمك) (1)، وروي أيضاً عن أسماء قالت:(أتتني أمي راغبة في عهد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فسألت النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أأصلها؟ قال: نعم)(2) .
ويثبت حق الأم في البر والاحسان والارضاع لمجرد الولادة، وقد أدخل بعض العلماء الجدات باعتبار الجدة ولدت من ولدته فهي أم بعيدة، وقد نقل القرطبي عن ابن المنذر: أن الأجداد أباء والجدات أمهات فلا يغزُ المرءُ إلا بإذنهم قال: ولا اعلم دلالة توجب ذلك لغيرهم من الاخوة والقرابات (3) .
خير الدنيا والاخرة في بر الوالدين
ان بر الوالدين واكرامهما من العمل الذي يحبه الله تعالى، ويساوي الجهاد في سبيل الله، بل هو عند بعض العلماء افضل، ويساوي ثواب الحاج والمعتمر، ويوصل الى نعيم الجنة، ويزيد في العمر والرزق، ويسبب البركة في المال، فمن سره ان يضع الله له النجابة في إبنائه، فليكن بارا بوالديه، ومن احب الطهارة، والهداية، والتوفيق، فليكن محبا لواليه، ومن اراد ان يبره ابناؤه، فليبر والديه، فبر الوالدين يعتبر فرصة سانحة لضمان دخول الجنة، فمن ضيعها خاب وخسر، ففي الحديث: عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله
(1) أنظر: الجامع لأحكام القرآن ج10ص240 ، والحديث: أخرجه البخاري في صحيحه باب صلة المرأة أمها ولها زوج حديث (5634) .
(2)
أنظر: الجامع لأحكام القرآن ج10ص241 ، والحديث: أخرجه البخاري في صحيحه باب صلة الوالد المشرك حديث (5633) .
(3)
الجامع لأحكام القرآن ج10ص241.
وَسَلَّمَ قَالَ رَغِمَ أَنْفُ ثُمَّ رَغِمَ أَنْفُ ثُمَّ رَغِمَ أَنْفُ قِيلَ مَنْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ مَنْ أَدْرَكَ أَبَوَيْهِ عِنْدَ الْكِبَرِ أَحَدَهُمَا أَوْ كِلَيْهِمَا فَلَمْ يَدْخُلْ الْجَنَّةَ (1) ، وبر الوالدين يزيل الهموم، ويجلب اليسر والسرور، ويضمن النجاة، ويكون سببا السعادة، فقد قرن الله سبحانه رضاه برضاهما، في فأدّ حقوقهما تظفر بالسعادة في الدنيا والاخرة، قال الشاعر:
وكم أب قد علا بابنٍ ذُرا شرف
…
كما علا برسولِ اللَّهِ عدنان
تَسْمُو الرِّجالُ بآباءٍ وآونةً
…
تسمو الرجالُ بأبناءٍ وتزدان
ولم أْقَصِّرْ بشيبانَ التي بلغتْ
…
بها المبالغَ أعراقٌ وأغصان
للِّهِ شيبانُ قوماً لا يشيبهمُ
…
روع إذا الروعُ شابتْ منه وِلْدان (2)
وقال اخر:
لِأُمِّك حق لو علمت كثير
…
كثيرك ياهذا لديه يسير
فكم ليلة باتت بثقلك تشتكي
…
لها من جواها أنة وزفير
وفي الوضع لو تدري عليها مشقة
…
فمن غصص منها الفؤاد يطير
وكم غسلت عنك الأذى بيمينها
…
وما حجرها إلا لديك سرير
وتفديك مما تشتكيه بنفسها
…
ومن ثديها شرب لديك نمير
وكم مرة جاعت وأعطتك قوتها
…
حنانا وإشفاقا وأنت صغير
فآها لذي عقل ويتَّبع الهوى
…
وآها لأعمى القلب وهو بصير
فدونك فارغب في عميم دعائها
…
فأنت لما تدعو إليه فقير (3)
(1) - صحيح مسلم، باب رغم انف من ادرك ابويه أو احدهما، حديث رقم (4627) .
(2)
- هذه الابيات لابن الرومي.
(3)
- اورد هذه الابيات الامام الذهبي في كتابه الكبائر دون نسبتها الى قائل معين.