الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تسمع الاصوات، لكن الله جل جلاله، ليس كمثله شيئ (1) . وقال القحطاني: وكثيراً ما يقرن الله بين صفة السمع والبصر فكل من السمع والبصر محيط بجميع متعلقاته الظاهرة والباطنة، فالسميع الذي أحاط سمعه بجميع المسموعات، فكل ما في العالم العلوي والسفلي من الأصوات يسمعها سرّها وعلنها وكأنها لديه صوت واحد، لا تختلط عليه الأصوات، ولا تخفى عليه جميع اللغات، والقريب منها والبعيد والسر والعلانية عنده سواء:{سواء منكم من أسر القول ومن جهر به ومن هو مستخف باليل وسارب بالنهار} (2)، وسمعه تعالى نوعان:
أحدهما: سمعه لجميع الأصوات الظاهرة والباطنة الخفية والجلية، وإحاطته التامة بها.
الثاني: سمع الإجابة منه للسائلين والداعين والعابدين فيجيبهم ويثيبهم، ومنه قوله تعالى:{إن ربي لسميع الدعاء} (3) وقول المصلي (سمع الله لمن حمده) أي استجاب) (4)
ثمرة معرفة اسم الله السميع البصير
من عرف ان الله جل وعلا سميع بصير وجب عليه الايمان به وزين باطنه بالمراقبة وظاهره بالمحاسبة وسار خائفا من الله حييا منه، يهابه ان يراه حيث راه، او يفتقده حيث اقتضاه فهو يعلم انه بمرءى من الله تعالى ومسمع فلا يستهين بنظر الله اليه واطلاعه عليه ، ولهذا فان ثمرة معرفة ان الله السميع البصير مراقبة الله في كل ماياتي ويذر فلا يكون نظره الا عبرة، فهو ان نظر إلى مصنوعة الله الدالة على كمال قدرته وتمام حكمته وشمول علمه ونفوذ اردتة ازداد ايمانا وبصيرة وتدبر في ايات الله الدالة على كمال قدرتة قال تعالى:{قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} (5) وقال تعالى: {انْظُرُوا إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} (6) وقال جل شانه: {وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا} (7) فأحسن سماعك لكتاب الله وهو يهدي القلوب إلى علام الغيوب ويسوق الارواح الى ديار الافراح، فاسعد انسان هو الذي يبحث عن منهج الله ليطبقه في حياته لانه لن يفاجأ ولن يشعر بالاحباط اطلاقا، خطه البياني صاعدا صعودا مستمرا لانه يتحرك وفق خبرة السميع البصير فما في الارض انسان الا ويتمنى شيئين: السلامة والسعادة ولن يحصل عليهما الانسان الا بطاعة السميع البصير الذي لايخفى عليه شيء في الارض ولا في السماء، وان اشكل عليه امر دعى بما كان يدعو به عمر رضي الله عنه:(اللهم ارنا الحق حقا ورزقنا اتباعة، وارنا الباطل باطلا ورزقنا اجتنابه) واحسن في دعائه واحسن في سماعه لكتاب الله وسنة رسوله
(1) - موسوعة اسماء الله الحسنى ج2 ص405.
(2)
- سورة الرعد الاية (10) .
(3)
- سورة ابراهيم الاية (39) .
(4)
- شرح اسماء الله الحسنى ص44.
(5)
- سورة يونس الاية (101) .
(6)
- سورة الانعام الاية (99) .
(7)
- سورة البقرة الاية (259) .